المملكة تستقبل 2443 حاجًا ضمن برنامج خادم الحرمين

في صورة ناصعة من صور العطاء الإنساني والديني، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عن تسخير إمكاناتها كافة لخدمة ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذين بلغ عددهم هذا العام 2443 حاجًا وحاجة من أكثر من 100 دولة حول العالم، وهذا البرنامج، الذي يُعد من أبرز المبادرات التي تعكس حرص القيادة السعودية على دعم المسلمين وتيسير أداء المناسك لهم، يشرف عليه معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، ويُدار من خلال خطة تشغيلية متكاملة تنفذها 14 لجنة متخصصة تعمل بتناغم وتكامل، لضمان تجربة إيمانية استثنائية للضيوف.
وتأتي هذه الاستعدادات ضمن نهج راسخ تبنته المملكة في كل موسم حج، حيث تسعى إلى الارتقاء المستمر بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، واللجان التي تم تشكيلها لتفعيل البرنامج تشمل لجنة الشؤون الخارجية والإدارية، واللجنة العلمية والشرعية، واللجنة الإشرافية والتنفيذية، بالإضافة إلى لجان الخدمات والضيافة، والمواصلات والنقل، والتجهيزات والإسكان، والاستقبال والسفر، والإعلام، والثقافة، والتقنية والفنية، ولجنة المشاعر المقدسة، وحجاج فلسطين، ولجنة المدينة المنورة، ولكل لجنة مهام دقيقة متخصصة، تتكامل مع غيرها لتوفير منظومة خدمات متكاملة تعكس مدى العناية السعودية بالحجيج.
إقرأ ايضاً:نقلة نوعية في الشحن البحري "5CX" تربط المملكة بشبكة عالمية متقدمة!جازان تشتعل "أسواق المواشي" تشهد إقبالًا قياسيًا وارتفاعًا في الأسعار!
منذ لحظة وصول الحجاج إلى مطارات المملكة، تبدأ فرق العمل باللجان المختلفة في تنفيذ المهام الموكلة إليها، حيث يتم استقبال الضيوف بحفاوة وتنظيم، مع تسهيل إجراءات الدخول، ونقلهم إلى مقار سكنهم المجهزة بأعلى معايير الراحة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتحرص الوزارة على توفير وسائل نقل حديثة وآمنة، بالإضافة إلى ثلاث وجبات يومية تلبي احتياجات الضيوف المختلفة، ولا تقتصر الخدمات على الجوانب المعيشية، بل تمتد إلى الجانب التوعوي والديني، حيث تنظم اللجنة الشرعية برامج إرشادية وكلمات توجيهية تُلقى بشكل يومي، كما يتم توزيع المطويات الدينية وتقديم الفتاوى والإجابة عن الاستفسارات على مدار الساعة، بما يضمن أداء المناسك على الوجه الصحيح.
أما اللجنة الإعلامية، فقد أنشأت مركزًا إعلاميًا متكاملًا يقوم بتوثيق فعاليات البرنامج ونقلها إلى العالم، وتسليط الضوء على القصص الإنسانية المؤثرة التي يرويها الحجاج المستفيدون من البرنامج، والذين ينحدرون من دول بعيدة ومتنوعة، ما يمنح البرنامج بعدًا إنسانيًا عالميًا يعكس رسالة الإسلام في التواصل والتراحم، وتلعب اللجنة الثقافية دورًا متميزًا كذلك في إعداد أنشطة معرفية تليق بمكانة الضيوف، فيما تقدم اللجنة التقنية والفنية الدعم اللازم عبر خدمات إلكترونية تسهل الوصول إلى المعلومات والخدمات في آنٍ معًا.
ولأن تفاصيل الرحلة الروحية لا تكتمل دون زيارة المشاعر المقدسة، تولت لجنة المشاعر مسؤولية تنظيم رحلات ميدانية إلى منى وعرفات ومزدلفة، حيث خُصصت وسائل نقل مريحة وبرامج زمنية دقيقة تضمن انسيابية الحركة وسهولة أداء الشعائر، أما لجنة المدينة المنورة، فكانت في استقبال الضيوف عند انتقالهم إلى المدينة بعد أداء النسك، ونظّمت زيارات للحرم النبوي ومواقع إسلامية ذات أهمية تاريخية وروحية.
وفي لفتة تعكس التقدير والدعم لفئات معينة من الحجاج، أولت الوزارة اهتمامًا خاصًا بحجاج فلسطين، من خلال لجنة مخصصة تهدف إلى تيسير أداء مناسكهم وتقديم الرعاية المتكاملة لهم، تقديرًا للظروف التي يمر بها الأشقاء الفلسطينيون، وتجسيدًا للموقف السعودي الداعم لقضيتهم على الدوام.
هذه الجهود الضخمة تأتي استجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة، التي جعلت من خدمة الإسلام والمسلمين أولوية قصوى، وعززت من مكانة المملكة العربية السعودية كقلب للعالم الإسلامي، وحاضنة لأكبر شعيرة دينية تجمع المسلمين من كل أنحاء العالم، وإن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين ليس مجرد مبادرة موسمية، بل هو رسالة متجددة تؤكد أن المملكة ماضية في أداء رسالتها الدينية والإنسانية، مستندة إلى تاريخ طويل من العمل الدؤوب في خدمة الحرمين الشريفين وزوارهما، ورؤية استراتيجية تسعى إلى أن تكون تجربة الحج نموذجًا عالميًا في التنظيم، والتكافل، والإخاء.