الأمن العام: القبض على عصابة يمنية تبيع أضاحي وهمية في مكة

في إطار الجهود الأمنية الحثيثة لمكافحة الجريمة بكافة أشكالها وتعزيز الأمن المجتمعي، تمكنت دوريات الأمن في العاصمة المقدسة من الإطاحة بعصابة من أربعة مقيمين من الجنسية اليمنية تورطوا في تنفيذ عمليات نصب واحتيال من خلال الترويج لإعلانات وهمية لبيع سندات أضاحي، مستغلين موسم الحج واندفاع الناس نحو أداء النسك والشعائر الدينية في هذا الوقت من العام.

وتعود تفاصيل القضية إلى رصد الجهات الأمنية نشاطاً مشبوهاً لأفراد يقومون بنشر إعلانات على منصات التواصل الاجتماعي تزعم بيع سندات أضاحي بأسعار مغرية، وتقديم خدمات توزيعها نيابة عن الحجاج، دون أن يكون لهم أي ترخيص أو صفة رسمية تخولهم مزاولة هذا النشاط، وبعد عمليات تحرٍ دقيقة ومتابعة ميدانية، تمكنت الجهات المعنية من تحديد مواقع المتورطين والقبض عليهم في وقت قياسي، قبل أن يتمكنوا من الإيقاع بعدد أكبر من الضحايا.

وقد تم إيقاف المتهمين الأربعة فور ضبطهم، واستُكملت بحقهم الإجراءات النظامية، وأُحيلوا إلى النيابة العامة، التي ستتولى التحقيق في تفاصيل القضية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وفق الأنظمة المعمول بها في المملكة.

وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من الضربات الاستباقية التي تنفذها وزارة الداخلية لمكافحة الظواهر السلبية، لا سيما تلك التي تتفشى خلال موسم الحج نتيجة استغلال البعض لحاجة الناس ورغبتهم في تأدية المناسك عبر وسطاء أو خدمات إلكترونية قد تكون مجهولة أو غير مرخصة، في محاولة لجني الأرباح على حساب الدين والضمير.

من جانب آخر، جدد الأمن العام تحذيراته للمواطنين والمقيمين من الانسياق وراء الإعلانات المضللة التي تنتشر خلال موسم الحج، خصوصاً تلك التي تروج لأداء فريضة الحج عن الغير، أو توفر حملات حج وهمية، أو تدعي تأمين الأضاحي وتوزيعها نيابة عن الحجاج، أو تعرض بيع أساور خاصة بالحجاج، أو تعد بتوفير وسائل نقل وخدمات لوجستية بدون أي صفة رسمية.

وأكد الأمن العام أن هذه الإعلانات تُعد وسيلة خبيثة للاحتيال، وغالباً ما تستهدف الأشخاص الذين لا يمتلكون معرفة كافية بالإجراءات النظامية أو أولئك الذين يبحثون عن خيارات أقل تكلفة، وهو ما يجعلهم صيداً سهلاً للعصابات التي تتقن فنون التمويه واستغلال المنصات الرقمية في تنفيذ مخططاتها.

وشددت الجهات الأمنية على ضرورة التحقق من أي إعلان يتعلق بموسم الحج، والتعامل فقط مع القنوات الرسمية المعتمدة من قبل وزارة الحج والعمرة، أو الجهات ذات العلاقة، وعدم تحويل أي مبالغ مالية أو مشاركة بيانات شخصية مع جهات غير موثوقة.

كما دعا الأمن العام إلى الإبلاغ الفوري عن أي إعلان مشبوه أو نشاط غير نظامي عبر الاتصال بالأرقام المخصصة لذلك، وهي (911) في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية، و(999) في بقية مناطق المملكة، موضحاً أن سرعة البلاغات تُسهم بشكل كبير في الحد من هذه الجرائم، وتُعزز قدرة الجهات المعنية على التحرك الفوري والتصدي لها.

وتُعد هذه الحادثة تذكيراً مهماً بضرورة رفع مستوى الوعي المجتمعي حيال الأساليب الاحتيالية، وخاصة في مواسم تتزايد فيها الطلبات على الخدمات الدينية مثل الأضاحي والحج، حيث يستغل المحتالون الطابع العاطفي والديني للموسم في تمرير مخططاتهم.

وفي ظل التوسع الكبير في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الضروري أن يتحلى الأفراد بمزيد من الحذر، وأن يعوا أن المظاهر الخارجية البراقة للإعلانات لا تعني بالضرورة مصداقيتها، فالمحتالون أصبحوا يتقنون صناعة المحتوى المقنع والترويج الذكي، مستهدفين فئات مختلفة من المجتمع بطرق احترافية ومتقنة.

وتؤكد الجهات الأمنية في المملكة التزامها التام بالحفاظ على أمن الحجاج وسلامتهم، ومواصلة جهودها في تتبع وملاحقة كل من تسول له نفسه استغلال موسم الحج في تنفيذ أنشطة غير مشروعة أو الاحتيال على ضيوف الرحمن، انطلاقاً من واجبها الشرعي والمهني في حماية المجتمع.

• إحباط تهريب شحنة قات ضخمة عبر حدود الدائر
• المركز الوطني للرقابة البيئية ينفذ 900 جولة لضمان بيئة آمنة للحجاج