بعد موسم بلا ألقاب.. إدارة النصر تبحث عن الحل في اجتماع مصيري

تعيش أروقة نادي النصر السعودي حالة من الترقب والقلق في ظل استمرار الحديث عن مستقبل الفريق الأول لكرة القدم، بعد موسم مخيب للآمال على المستويين المحلي والقاري، لم ينجح خلاله الفريق في التتويج بأي لقب، على الرغم من التطلعات الكبيرة والدعم المالي والنجومي الذي حظي به الفريق، وتأتي هذه التطورات في أعقاب المؤتمر الصحفي الذي عقده المدير الرياضي الإسباني فيرناندو هييرو، والذي فتح من خلاله الباب أمام كثير من التساؤلات حول مصير المدرب الحالي، وملف التعاقدات، وخطة النادي للموسم القادم.

وفي ظل هذا الغليان داخل البيت النصراوي، كشفت تقارير مقربة من النادي عن عقد اجتماع عاجل لإدارة النادي يوم الأحد المقبل، سيكون حاسمًا ومفصليًا في تحديد ملامح مستقبل الفريق، والاجتماع يأتي بعد تزايد الضغوط الجماهيرية والإعلامية، التي تطالب بتغييرات جذرية وإعادة ترتيب الأوراق، خاصة في ظل الفجوة الكبيرة بين الطموحات والنتائج، واستمرار مسلسل الإخفاقات الموسمية الذي بات هاجسًا يؤرق أنصار "العالمي".

الإدارة النصراوية، بقيادة الرئيس الحالي، تأمل أن يثمر الاجتماع المرتقب عن حلول واضحة وسريعة لإصلاح وضع الفريق، واستعادة توازنه قبل بداية الموسم الجديد، الذي لا يقبل فيه الشارع النصراوي بمزيد من الأعذار أو التبريرات، وتشير المصادر إلى أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن مناقشة عدة ملفات ملحة، من أبرزها تقييم أداء المدير الفني الحالي، ودراسة الخيارات المتاحة لقيادة الفريق فنيًا في المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى ملف التعاقدات الصيفية، التي يتوقع أن تكون حاسمة في إعادة بناء التشكيلة بما يتناسب مع حجم التحديات.

النصر، ورغم التعاقدات الكبيرة التي أبرمها في السنوات الأخيرة، بما في ذلك صفقات عالمية شملت أسماء لامعة على غرار كريستيانو رونالدو، لم يتمكن من ترجمة هذه النجومية إلى ألقاب على أرض الواقع، وهو ما جعل الجماهير تُصعد من لهجتها تجاه الإدارة واللاعبين على حد سواء، فالفريق خرج خالي الوفاض من كافة البطولات هذا الموسم، سواء في دوري روشن السعودي، أو دوري أبطال آسيا، أو كأس الملك، ما جعله عرضة لانتقادات واسعة، وطالب الكثيرون بمحاسبة المسؤولين عن هذا التراجع، ووضع خطة تصحيحية حقيقية تليق بتاريخ ومكانة النادي.

وفي ظل هذه الظروف، تبدو الخيارات محدودة أمام إدارة النصر، فالجماهير لم تعد تكتفي بالوعود، وتنتظر خطوات عملية ملموسة، تبدأ من الجهاز الفني ولا تنتهي عند نوعية اللاعبين الذين سيرتدون القميص الأصفر الموسم المقبل، ويرى كثير من المتابعين أن النصر بحاجة إلى وقفة مراجعة شاملة، تشمل البنية الفنية والإدارية، وليس فقط الاكتفاء بتغيير المدرب أو جلب أسماء جديدة. فالمشكلة تبدو أعمق من مجرد نتائج سيئة، إذ تشير المؤشرات إلى خلل في الهوية والأسلوب والتنظيم داخل الفريق، وهو ما يُحمّل المسؤولية على أكثر من طرف.

ومما يزيد من سخونة المشهد، أن عدداً من الأندية المنافسة في الدوري السعودي قد بدأت بالفعل خطوات التغيير مبكرًا، سواء على مستوى المدربين أو اللاعبين، مما يجعل من المهم أن لا يتأخر النصر أكثر في اتخاذ قراراته المصيرية، فالتأخر في الحسم قد يُفقد الفريق الفرصة في التعاقد مع أسماء كبيرة كانت متاحة في السوق، كما قد يزيد من حالة الإحباط لدى الجماهير، التي لم تعد تقبل بغير المنافسة الحقيقية على كافة البطولات.

ويبدو أن مهمة هييرو لن تكون سهلة في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها، لكنه يدرك في الوقت ذاته أن نجاحه في مهمته مرهون بقدرته على إعادة بناء الفريق بصورة تواكب التطلعات، وتقديم مشروع رياضي متكامل يعيد البريق لفريق فقد الكثير من هيبته داخل المستطيل الأخضر، ويبقى السؤال الكبير، هل تنجح إدارة النصر في استثمار هذا الاجتماع لتصحيح المسار، أم يستمر المسلسل الذي أرهق جماهير "العالمي" في كل موسم؟ الإجابة ستتضح خلال الأيام القليلة القادمة، في واحدة من أكثر المحطات حساسية في تاريخ النادي العريق.

• "السديس يشيد برجال الأمن" درع الحرمين وسياج أمن ضيوف الرحمن
• محمد بن سلمان يتوج الاتحاد بكأس الملك بعد ثلاثية على القادسية