بعد موسم صعب... الجمعان يوجّه رسالة صريحة لجماهير النصر
في تصريح أثار تفاعلًا واسعًا عبر منصات التواصل، خرج ماجد الجمعان، الرئيس التنفيذي لشركة نادي النصر السعودي، عن صمته وعلق على الجدل الدائر مؤخرًا بشأن ما يُتداول من شائعات وتكهنات حول الكواليس الإدارية للنادي العريق، ومن خلال حسابه الرسمي على منصة "إكس"، وجّه الجمعان رسالة مباشرة حملت لهجة حازمة ومضامين صريحة، جاءت في وقت يعيش فيه النادي مرحلة دقيقة من التقييم والمراجعة بعد موسم لم يلبِ طموحات جماهيره.
الجمعان كتب بوضوح: "ما يتداول من شائعات وتكهنات حول #نادي_النصر وشركته يُدار لأهداف معروفة، ويُضخم عبر قنوات لا تمثل الحقيقة"، وبهذه العبارة، وضع الجمعان إصبعه على مكمن الجدل، موحيًا بأن هناك أطرافًا تسعى لتشويه صورة النادي أو بث البلبلة في أوساطه عبر تداول أخبار لا تستند إلى مصادر موثوقة، وأكد أن القرار في النصر ليس "رأيًا شخصيًا ولا اجتهادًا فرديًا"، بل ثمرة عمل مؤسسي يلتزم بمعايير حوكمة دقيقة، حيث تسير منظومة النادي من خلال شركة محترفة تسعى لتحقيق الاستدامة والنجاح في مسارها الرياضي والإداري.
إقرأ ايضاً:إنستغرام يفتح الباب أمام صور أكثر واقعية بجودة أعلىروبوت الذكاء الاصطناعي "غروك" ينطلق على تليغرام..هل تمت الصفقة؟
هذا التوضيح من الجمعان يأتي في أعقاب موسم شاق شهد خلاله النصر الكثير من التحديات، سواء على مستوى الأداء الفني أو التعاقدات أو حتى التوقعات الجماهيرية والإعلامية التي رافقت مسيرة الفريق، والنصر الذي كان يحلم بحصد الألقاب المحلية والقارية، خرج خالي الوفاض من البطولات الكبرى، الأمر الذي فجّر موجة من الانتقادات على الإدارة واللاعبين وحتى على البنية التحتية الإدارية، وصولًا إلى توجيه أصابع اللوم إلى بعض القرارات الفنية والاستراتيجية.
في ظل هذه الضغوط المتزايدة، اختار الجمعان أن يوضح الصورة من زاوية داخلية، مركزًا على أن النادي يعمل وفق رؤية واضحة تستند إلى مبادئ الشفافية والمهنية، وأضاف في تغريدته: "نحترم الإعلام المهني، ونلتزم الشفافية، ونرفض الإساءة والتضليل بكل أشكاله". هذه الجملة تحمل رسالة مزدوجة: من جهة تعكس انفتاح الإدارة على الحوار البناء مع وسائل الإعلام التي تلتزم المعايير المهنية، ومن جهة أخرى تضع خطًا أحمر أمام الحملات الممنهجة التي تستهدف تشويه صورة الكيان النصراوي أو التأثير على بيئته الداخلية.
الجمعان حرص أيضًا على توجيه رسالة معنوية إلى جماهير النصر، تلك التي تُعرف بولائها القوي وحضورها اللافت في مدرجات الملاعب ومواقع التواصل على حد سواء، قائلًا: "ثقتنا في جمهورنا في وعيه، وفي الإعلام المهني احترامنا له، ونرجو من الله موسم ناجح ونسعى له ونرجو من جمهورنا الغالي الوقوف معنا ومؤازرتنا"، وهذا النداء الصادق يعكس إدراك الإدارة لأهمية الالتفاف الجماهيري في المرحلة المقبلة، ويدعو إلى طي صفحة الماضي والتركيز على المستقبل الذي يتطلب تماسكًا داخليًا وتفاؤلًا مشتركًا بين الإدارة والجمهور.
وبين السطور، يظهر أن الجمعان لا يكتفي بردّ فعل على ما يُثار في الإعلام، بل يحاول إعادة ضبط البوصلة نحو ما يراه المسار الحقيقي للنادي؛ حيث لا مكان للتجاذبات الجانبية أو الانقسامات، فالنصر، بحسب الرسالة، مؤسسة لا تتبع قرارات فردية، بل تعمل وفق منظومة متكاملة تخضع لمعايير مؤسسية وحوكمة تحكمها الاستراتيجية لا الارتجال.
التوقيت الذي اختار فيه الجمعان نشر تصريحه ليس عابرًا، بل يأتي في ظل أجواء صيفية غالبًا ما تشهد إعادة ترتيب الأوراق والاستعداد للموسم الجديد، ومع دخول فترة الانتقالات الصيفية، وبدء الاستعدادات الإدارية والفنية، فإن التأكيد على الانضباط الداخلي والرسائل الموجهة إلى الجمهور والإعلام تلعب دورًا حاسمًا في استقرار البيئة النصراوية.
وفي النهاية، يمكن قراءة تصريح ماجد الجمعان باعتباره محاولة لإعادة بناء الثقة وسط ضباب كثيف من الشائعات والتكهنات. إنها دعوة للعودة إلى العمل الهادئ والمنظم، ورسالة تطمين بأن ما يحدث داخل النادي يدار بعقلية احترافية تدرك حجم المسؤولية والتوقعات، وبين النقد والإشادة، يبقى الميدان هو الفيصل، لكن الرسائل الشفافة، كرسالة الجمعان، قد تشكل بداية لإصلاح العلاقة بين الجمهور والإدارة، ووضع حد لمرحلة الانقسام التي أعقبت موسمًا مريرًا على النصراويين.