تعليم المدينة يطلق "مدرسة الموهوبين التقنية" ويستقبل طلبات التسجيل

تعليم المدينة يطلق
كتب بواسطة: احمد باشا | نشر في  twitter

في خطوة غير مسبوقة على مستوى التعليم الثانوي بالمملكة، أعلنت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة المدينة المنورة، اليوم الخميس 30 مايو 2025، عن افتتاح "مدرسة الموهوبين التقنية"، لتكون أول مدرسة حكومية من نوعها تستهدف الطلاب الموهوبين في المجالات التقنية المتقدمة.

ويأتي هذا الإعلان ضمن حزمة من المبادرات التعليمية النوعية التي تنسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، في التحول نحو اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والتقنية وتنمية المواهب الوطنية، حيث فتحت المدرسة باب التسجيل لطلاب الصف الأول الثانوي للعام الدراسي المقبل 1447هـ، ضمن شروط ومعايير محددة تضمن انتقاء الكفاءات القادرة على الاستفادة القصوى من هذا النموذج الفريد.


إقرأ ايضاً:رياح وأتربة وأمطار وسيول في المملكة: الأرصاد تحذر مع اقتراب الانقلاب الصيفيالهلال يعلن عن صفقاته الجديدة خلال 48 ساعة قبل كأس العالم للأندية

وتقدّم المدرسة مسارات تعليمية تقنية متخصصة تشمل علوم الحاسب، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، والميكاترونيكس، وهي تخصصات باتت تمثّل حجر الزاوية في اقتصاد المستقبل.

وقد صُممت البرامج التعليمية بالتعاون مع جهات وطنية رائدة في مجال التقنية والابتكار، لتزويد الطلاب بمنظومة معرفية ومهارية متكاملة، تبدأ من بناء قدرات التفكير المنطقي، وتنتهي بإعداد خريجين مؤهلين للالتحاق المباشر بسوق العمل أو مواصلة دراساتهم العليا في أرقى الجامعات التقنية حول العالم.

كما تتضمن الخطة التعليمية للمدرسة برامج نوعية مثل البرنامج التقني المكثف، برنامج مهارات التفكير، برنامج المهارات القيادية، برنامج المنافسات العالمية، إلى جانب أنشطة ترفيهية صيفية تضمن توازنًا بين المهارات الأكاديمية والشخصية.

وفي سياق متصل، أكدت إدارة تعليم المدينة المنورة أن هذه المبادرة التعليمية تأتي كجزء من استراتيجية وطنية أشمل، تهدف إلى تعزيز منظومة التعليم التقني ما قبل الجامعي، وتوسيع قاعدة الابتكار الوطني من خلال اكتشاف ورعاية الموهوبين في سن مبكرة.

وأوضحت الإدارة أن المدرسة ستكون بيئة تعليمية نموذجية، تعتمد على أحدث الوسائل التقنية والمناهج المطوّرة، بما يسهم في نقل الطالب من مجرد متلقٍّ للمعلومة إلى مبتكر قادر على صياغة الحلول الرقمية والتقنية للمستقبل.

وأضافت الإدارة أن الشراكات الاستراتيجية التي عقدتها المدرسة مع مؤسسات مثل أكاديمية طويق، ستمنح الطلاب فرصة نادرة للاحتكاك المباشر مع خبراء الصناعة، وتطوير مشاريع تقنية قابلة للتطبيق في الواقع.

وقد شهد إعلان افتتاح المدرسة تفاعلًا واسعًا على مستوى الأوساط التعليمية والتقنية، إذ وصف مختصون في مجال التعليم والتقنية هذه الخطوة بـ"النقلة النوعية" في مسار التعليم العام بالمملكة.

واعتبر الدكتور ناصر العتيبي، خبير التعليم الإلكتروني، أن "مدرسة الموهوبين التقنية" تمثّل الجيل القادم من المؤسسات التعليمية، التي لا تكتفي بتلقين المناهج، بل تسعى إلى خلق بيئة تعليمية تتناغم مع التحولات الرقمية وتسهم في إعداد جيل قادر على قيادة مشاريع الابتكار.

وأضاف أن هذه التجربة إذا كُتب لها النجاح في المدينة المنورة، فقد تكون نواة لسلسلة من المدارس التقنية الموزعة على مناطق المملكة، ما يعزز تكافؤ الفرص ويوسّع قاعدة الكفاءات التقنية الوطنية.

ومن جهة أخرى، عبّر أولياء أمور وطلاب عن حماستهم لفرصة الالتحاق بهذه المؤسسة الجديدة، خاصة أنها تفتح الباب أمام الطلاب لاكتشاف ميولهم التقنية في سن مبكرة، وتمنحهم فرصة التميز في سوق تنافسي عالمي.

وقد أشار بعض الطلاب المهتمين بالتقديم إلى أن البرامج المعلنة تجمع بين التحدي والتعلّم العملي، ما يجعل التجربة أكثر جذبًا من النموذج التقليدي للتعليم الثانوي كما رأى البعض أن إدراج تخصصات مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في هذه المرحلة العمرية يمثّل خطوة استباقية تعكس وعيًا وطنيًا بحجم التحول التقني الذي يشهده العالم.

ويُتوقع أن يشهد العام الأول للمدرسة إقبالًا كثيفًا من الطلاب وأسرهم، وهو ما استعدّت له إدارة التعليم عبر إعداد منصة إلكترونية متكاملة لتقديم الطلبات، مزودة بإرشادات تفصيلية حول متطلبات القبول، وآلية تقييم المتقدمين، والخطط الدراسية السنوية.

كما أُعلن عن عقد عدد من اللقاءات التعريفية الافتراضية والحضورية خلال الأسابيع المقبلة، لتعريف المجتمع المحلي بأهداف المدرسة ومميزاتها، وشرح سُبل الاستفادة القصوى من هذه الفرصة التعليمية النادرة.

وبهذا الإعلان، تكون المدينة المنورة قد أضافت بُعدًا جديدًا إلى هويتها العلمية والتعليمية، مستثمرةً إرثها التاريخي في احتضان المعرفة، ومؤكدةً أنها ليست فقط وجهة للروح، بل أيضًا للعلم والتقنية.

ومع انطلاق "مدرسة الموهوبين التقنية"، تفتح المملكة فصلًا جديدًا في مسيرة التعليم الوطني، فصلًا يربط بين الطموح والمعرفة، ويمنح الأجيال القادمة الأدوات اللازمة للمشاركة الفعالة في بناء وطن رقمي، مزدهر، ومواكب للعصر.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook