صور جوجل تتحول إلى استوديو احترافي بفضل الذكاء الاصطناعي

في خطوة جديدة تؤكد على التزامها الدائم بدعم تجارب المستخدمين وتعزيز الابتكار، أعلنت شركة جوجل عن إطلاق تحديث شامل لتطبيق "صور جوجل" (Google Photos)، يتضمن محرر صور مُعاد تصميمه بالكامل، ومدعوم بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، هذا التحديث، الذي طال انتظاره، لم يقتصر على تحسينات شكلية فقط، بل قدّم تغييرات جوهرية في طريقة تحرير الصور، وجعل أدوات متقدمة كانت حكرًا على هواتف "بكسل" متاحة الآن لشرائح أوسع من المستخدمين.
التحديث الجديد يُعتبر نقلة نوعية في عالم تحرير الصور عبر الهواتف الذكية، حيث بات بإمكان المستخدمين، حتى من دون خبرة تقنية، التمتع بخصائص متطورة تتيح تعديل الصور بلمسة واحدة، من أبرز الأدوات التي تم دمجها "المحرر السحري" (Magic Editor) والذي قدّم سابقًا حصريًا ضمن هواتف "بكسل 9"، هذه الأداة تُمكّن المستخدم من إجراء تعديلات دقيقة باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما يشمل اقتصاص الصور أو توسيعها، بل وتعبئة المساحات المفقودة بسلاسة لافتة.
إقرأ ايضاً:الإطاحة بخمسة مروجين لأقراص طبية محظورة في الجوفوزارة الموارد البشرية تعلن موعد نزول معاش الضمان الاجتماعي المطور يونيو 2025
من بين الخصائص اللافتة أيضًا، ميزة "الإطار التلقائي" (Auto Frame)، التي تعمل على تقديم اقتراحات لتكوين الصورة الأمثل، استنادًا إلى تحليل المشهد والعناصر الموجودة فيه، يتم ذلك بطريقة ذكية وسلسة، حيث تقترح الأداة اقتصاص الصورة أو توسيعها، مع ملء الفراغات تلقائيًا بما يتناسب مع السياق، دون أن يشعر المستخدم بوجود تلاعب واضح.
وإضافة إلى ذلك، تقدم جوجل خاصية جديدة ومثيرة للجدل في آن، تُدعى "إعادة التخيل" (Reimagine)، وهي ميزة تتيح للمستخدم إضافة عناصر جديدة إلى الصورة فقط من خلال وصفها نصيًا، ورغم أن هذه الخاصية تفتح آفاقًا واسعة للإبداع، فإنها قد تثير تساؤلات حول مدى دقة النتائج ومصداقيتها، خاصة عند استخدام التقنية في صور ذات طابع شخصي أو توثيقي.
من حيث التصميم البصري، قامت جوجل بتحديث واجهة المحرر بشكل يسهّل الوصول إلى الأدوات، حيث تم استبدال القائمة القديمة متعددة الطبقات بشريط واحد بسيط يحتوي على ثلاثة أزرار: "تحسين"، و"ديناميكي"، و"التحسين بالذكاء الاصطناعي"، الأخير يُعد من أبرز الإضافات، إذ يقوم تلقائيًا بإنشاء ثلاث نسخ معدلة من الصورة الواحدة، تدمج تأثيرات مختلفة مثل تحسين الإضاءة أو إزالة العناصر غير المرغوبة، مما يمنح المستخدم حرية الاختيار بين النتائج المختلفة.
التحرير لم يعد مقتصرًا على الأدوات التقليدية، إذ بات بإمكان المستخدم الآن رسم خطوط فوق أجزاء معينة من الصورة لتحديد العناصر التي يرغب في تعديلها، وبمجرد تحديد العنصر، تظهر قائمة منبثقة تقترح مجموعة من التأثيرات المحتملة، مثل تحريكه أو تغيير موضعه، أو تمويه الخلفية المحيطة، أو حتى تعديل الإضاءة الموجهة خصيصًا له.
وبحسب ما أوضحته جوجل، فإن هذه التحديثات ستبدأ في الظهور تدريجيًا على أجهزة أندرويد في مختلف أنحاء العالم بداية من الشهر المقبل، بينما من المقرر أن تصل إلى هواتف آيفون وأجهزة آيباد في وقت لاحق من هذا العام، ورغم هذه الخطوة الإيجابية، لم تكشف الشركة بعد ما إذا كانت كافة أجهزة أندرويد ستدعم هذه الأدوات، أم أنها ستقتصر على طرز محددة ذات عتاد متقدم.
وفي إطار متصل، أطلقت جوجل ميزة جديدة تسهّل مشاركة الألبومات عبر رموز QR، مما يُعد تطورًا مهمًا في سياقات الاستخدام الجماعي، تتيح هذه الخاصية للمدعوين أو الأصدقاء الوصول المباشر إلى ألبوم معين أو المساهمة فيه دون الحاجة إلى إرسال روابط أو ضبط إعدادات معقدة، ومن المتوقع أن تلقى هذه الميزة رواجًا واسعًا في المناسبات الاجتماعية الكبرى كحفلات الزفاف، أو الفعاليات الرسمية مثل المؤتمرات والمعارض.