رغم الخسائر: إنفيديا تعود إلى الصين عبر بوابة الامتثال الذكي

إنفيديا تعود إلى الصين عبر بوابة الامتثال الذكي
كتب بواسطة: فائزة بشير | نشر في  twitter

بموجب القيود الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة على تصدير تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين، تستعد شركتا "إنفيديا" و"AMD" لطرح شرائح ذكاء اصطناعي مخصصة للسوق الصينية بدءًا من يوليو المقبل، ويأتي هذا التحرك في إطار سعي الشركتين للحفاظ على موطئ قدم في واحدة من أكبر أسواق التكنولوجيا في العالم، في وقت تتصاعد فيه التوترات التجارية والتكنولوجية بين واشنطن وبكين.

وبحسب تقرير نشرته مجلة "Digitimes" التايوانية، نقلاً عن مصادر داخل سلسلة التوريد، فإن "إنفيديا" تخطط لإطلاق وحدة معالجة رسومية جديدة للذكاء الاصطناعي تُعرف باسم "B20"، وهي نسخة مبسطة ومصممة خصيصًا لتتناسب مع القيود الأميركية على تصدير التقنيات الحساسة، وفي الوقت ذاته، تعتزم "AMD" دخول السباق من خلال شريحة Radeon AI PRO R9700، التي تستهدف محطات العمل وتُجهز لأداء مهام الذكاء الاصطناعي بكفاءة ضمن الإطار التنظيمي المسموح.


إقرأ ايضاً:الجامعة الإسلامية تفتح أبواب الفصل الصيفي 1446هـ: مواعيد حاسمة وفرص أكاديمية جديدةحرس الحدود يُوقف مخالفين يصيدون الأسماك بطريقة غير قانونية

ويمثل هذا التوجه محاولة من عملاقي الرقائق للحفاظ على استمرارية عملياتهم في الصين دون خرق الحظر الأميركي، وذلك عبر تقديم نسخ معدّلة تلتزم بالمعايير المسموح بها، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات البيع في الصين رسميًا بحلول يوليو، في خطوة يرى فيها محللون توازناً دقيقاً بين الامتثال السياسي والرغبة في جني الأرباح من سوق ضخمة متعطشة للتقنيات المتقدمة.

وكانت وكالة "رويترز" قد كشفت في وقت سابق من هذا الأسبوع عن نية "إنفيديا" تطوير شريحة ذكاء اصطناعي جديدة مخصصة للسوق الصينية، مبنية على بنيتها المعمارية المعروفة باسم "بلاكويل"، وبسعر تنافسي يتراوح بين 6500 و8000 دولار، ويُعد هذا السعر أقل بكثير من شرائحها الحالية من فئة H20، التي تُباع عالميًا بسعر يتراوح بين 10000 و12000 دولار، مما يشير إلى نية واضحة لتقديم حلول منخفضة التكلفة مع الحفاظ على مستوى معين من الأداء.

القيود الأميركية لم تكن مجرد عائق بيروقراطي، بل تسببت في أضرار مالية كبيرة لشركة "إنفيديا"، ففي إعلان أرباحها الأخير، صرّحت الشركة بأنها تكبدت رسومًا بلغت 4،5 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري بسبب متطلبات الترخيص الجديدة، والتي منعتها من بيع شريحة H20 AI لعدد كبير من عملائها في الصين، كما تعذر شحن شرائح بقيمة 2،5 مليار دولار أخرى بسبب القيود ذاتها، في ما يُعد ضربة قاسية لأرباح الشركة.

ولم تتوقف الخسائر عند هذا الحد، إذ توقعت "إنفيديا" أن تؤدي تلك المتطلبات إلى انخفاض إيراداتها بمقدار 8 مليارات دولار في الربع الثاني، مما يعكس حجم التأثير الذي تفرضه السياسة الأميركية على الأعمال العالمية في قطاع الرقائق، ورغم كل ذلك، تسعى الشركة للعودة إلى السوق الصينية عبر بوابة الامتثال، مستفيدة من تصميم شرائح مخصصة تلبي الاشتراطات دون التضحية الكاملة بالأداء.

أما "AMD"، فهي الأخرى ترى في الصين سوقاً لا يمكن تجاهله، وتسعى لمنافسة "إنفيديا" من خلال تقديم حلولها الخاصة، ورغم أن "AMD" لم تتعرض لنفس القدر من القيود التي فرضت على منافستها، فإنها تدرك جيدًا أن دخولها في هذا السباق يتطلب تقديم منتجات متوافقة مع الشروط التنظيمية الأميركية، دون الإخلال بمستوى الأداء المطلوب لمهام الذكاء الاصطناعي المعقدة.

السباق الحالي بين الشركتين يُظهر تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى ساحة جديدة للصراع التكنولوجي الدولي، حيث لم تعد الابتكارات مقتصرة على الأداء أو التطوير، بل أصبحت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسياسة والجغرافيا الاقتصادية، وبينما تحاول واشنطن الحد من وصول الصين إلى التقنيات المتقدمة، تسعى الشركات الأميركية للالتفاف على القيود دون كسرها، في محاولة للموازنة بين الامتثال القانوني والمصالح التجارية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook