بمبادرات نوعية وتقنيات متقدمة: الموارد البشرية تطلق خطة موسم حج 1446هـ

بدأت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية تنفيذ خطتها التشغيلية الموسمية لموسم حج 1446هـ، مستهدفة تقديم تجربة متكاملة لضيوف الرحمن من خلال حزمة واسعة من المبادرات النوعية التي تجمع بين التنظيم الدقيق والرقابة الذكية والخدمات المجتمعية، وتعتمد في تنفيذها على فرق عمل مؤهلة ومنصات رقمية متطورة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار التزام المملكة بتعزيز جودة الخدمات المقدمة للحجاج، واستمرارًا للجهود الرامية لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في قطاع الحج والعمرة، حيث يمثل الموسم أحد أبرز المحطات السنوية التي تُظهر قدرات المملكة التنظيمية والإنسانية في إدارة الحشود وتوفير بيئة آمنة وسلسة لأداء المناسك.
إقرأ ايضاً:حرس الحدود يُوقف مخالفين يصيدون الأسماك بطريقة غير قانونيةالمملكة تستقبل 2443 حاجًا ضمن برنامج خادم الحرمين
وأوضح معالي مساعد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للخدمات المشتركة، ورئيس اللجنة التنفيذية لموسم الحج بالوزارة، الأستاذ إسماعيل بن سعيد الغامدي، أن الوزارة عملت منذ وقت مبكر على وضع خطة تشغيلية محكمة لموسم الحج، ترتكز على التنسيق الفعّال مع مختلف الجهات ذات العلاقة، بما يضمن تقديم خدمات منظمة وفعالة لضيوف الرحمن.
وأضاف أن الخطة تستهدف تغطية كامل مراحل رحلة الحاج، بداية من وصوله إلى المملكة عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية، وحتى مغادرته بعد أداء المناسك، موضحًا أن فرق العمل التي تدير العمليات تم تدريبها وفق معايير مهنية متقدمة تضمن جودة التنفيذ وسرعة الاستجابة لأي طارئ، فضلًا عن استخدام تقنيات تحليل البيانات لمراقبة الأداء ورفع كفاءة الخدمات ميدانيًا.
وشملت الخطة الموسمية مبادرة "أنورت"، التي انطلقت أعمالها في الأيام الأولى من تنفيذ الخطة، وبدأت باستقبال الحجاج في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، إلى جانب القادمين عبر منافذ مناطق الحدود الشمالية وتبوك والجوف ونجران.
وتهدف المبادرة إلى تنظيم العمل التطوعي وتوظيفه في تقديم خدمات الضيافة والإرشاد والدعم المباشر، خاصة للفئات الأكثر احتياجًا مثل كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، كما تم تعزيز دور مراكز التنمية الاجتماعية في تنسيق جهود المتطوعين، وتوفير التدريب اللازم لهم، لضمان تقديم خدمات إنسانية احترافية تتماشى مع معايير الضيافة السعودية.
وفي الجانب الرقابي، باشرت فرق التفتيش الميدانية بالوزارة تنفيذ جولات رقابية على منشآت القطاع الخاص الواقعة ضمن النطاق الجغرافي للمشاعر المقدسة، للتأكد من التزامها بأنظمة العمل واللوائح التنظيمية المعتمدة.
وتهدف هذه الجولات إلى رفع مستوى الامتثال المهني، ومتابعة أوضاع العمالة الموسمية، وضمان توافر بيئة عمل آمنة ومنظمة خلال ذروة موسم الحج، وشددت الوزارة على تطبيق الإجراءات النظامية بحق أي منشأة مخالفة، مع توفير خط ساخن لتلقي البلاغات المتعلقة بانتهاكات حقوق العمالة، إضافة إلى دعم منصات التبليغ الرقمي لتسهيل الوصول السريع إلى المعلومات ومعالجتها بكفاءة.
ومن أبرز ملامح الخطة هذا العام، التوسّع في الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، عبر تفعيل منصات رقمية تتيح الترجمة بلغة الإشارة، والدعم البصري، وتحديد المواقع المهيأة لاستقبالهم، وتوفير خدمات ميدانية سريعة للاستجابة للحالات الطارئة.
كما أطلقت الوزارة مبادرة "الدليل الرقمي" الذي يتيح للحجاج من ذوي الإعاقة وأسرهم الإرشاد الفوري، والمساعدة في التنقل ضمن المشاعر، وضمان استفادتهم من جميع الخدمات دون عوائق، ويأتي ذلك انسجامًا مع توجيهات القيادة الرشيدة التي تؤكد على ضمان الحقوق المتساوية لجميع فئات الحجاج دون تمييز، وتهيئة بيئة شاملة للجميع.
وفي سياق تنظيم العمل وتوفير فرص موسمية، فعّلت الوزارة منصة "أجير" الإلكترونية لتسهيل عمليات التوظيف المؤقت في المشاعر المقدسة، من خلال ربط الباحثين عن العمل بالفرص المتاحة في القطاعات المشاركة بخدمة الحجاج.
وشهدت المنصة إقبالًا متزايدًا من قبل السعوديين والمقيمين الراغبين بالمشاركة في موسم الحج، ضمن ضوابط تضمن جودة التوظيف وسلامة الإجراءات، كما أعلنت مراكز ضيافة الأطفال الأهلية في مكة المكرمة والمدينة المنورة عن جاهزيتها الكاملة لاستقبال أطفال الحجاج والعاملين، ضمن بيئة تعليمية وتربوية آمنة، بما يتيح لأولياء الأمور أداء المناسك براحة وطمأنينة، في ظل إشراف تربوي مؤهل وبرامج ترفيهية وتعليمية تتناسب مع مختلف الأعمار.
وتُعد خطة الوزارة لموسم حج هذا العام نموذجًا متكاملًا للإدارة الذكية، حيث جمعت بين البعد التنظيمي والاجتماعي والتقني، مع التركيز على تطوير التجربة الشاملة للحاج، وتقديم خدمات تُراعي الاحتياجات المتنوعة والمتغيرة للضيوف من مختلف الجنسيات والخلفيات.
وتعكس هذه الخطة التزام الوزارة بتحقيق أعلى مستويات الجودة في تقديم الخدمة العامة، وتحقيق التكامل المؤسسي بين الجهات الحكومية والخاصة، بما يعزز من مكانة المملكة كوجهة أولى للحج، ويُبرز قدرتها على الاستجابة للتحديات في إدارة ملايين الزوار في وقت قصير، ضمن معايير عالمية من التنظيم والضيافة.