المركز الوطني للأرصاد يكشف توقعاته لـ "طقس المشاعر" خلال حج 1446هـ

موسم الحج
كتب بواسطة: حاتم بن فهد | نشر في  twitter

تزامنًا مع اقتراب موسم الحج لهذا العام 1446هـ، كشف الدكتور أيمن غلام، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد، عن تفاصيل الحالة المناخية المتوقعة التي سيشهدها حجاج بيت الله الحرام خلال رحلتهم الإيمانية، وأكد أن المركز يعمل بشكل متواصل على رصد وتحليل المؤشرات المناخية وتوفير البيانات الدقيقة للجهات المعنية لاتخاذ التدابير المناسبة، بما يضمن سلامة الحجاج وراحتهم، خاصة في ظل الظروف الجوية المتوقعة التي وصفها بأنها "حارة إلى شديدة الحرارة" في المشاعر المقدسة.

وبحسب الدكتور غلام، فإن درجات الحرارة العظمى المتوقعة خلال موسم الحج ستتراوح ما بين 40 إلى 47 درجة مئوية، في حين تتراوح درجات الحرارة الصغرى ما بين 27 إلى 32 درجة مئوية، وتمتد هذه التوقعات لتغطي الفترة من الأول إلى الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وهي الأيام التي تشهد ذروة المناسك والتنقل بين المشاعر من مكة إلى منى وعرفات ومزدلفة، وأشار غلام إلى أن نسبة الرطوبة ستكون متباينة، حيث تتراوح ما بين 15% إلى 60%، ما يزيد من الشعور بالحرارة في بعض الأوقات، خصوصًا خلال ساعات النهار.


إقرأ ايضاً:هل يغادر رونالدو النصر؟ مفاوضات سعودية لإنقاذ الحلم!لقاء استراتيجي بين وزير الخارجية السعودي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي

وتُعد هذه المعطيات جزءًا من خطة المركز الوطني للأرصاد التي تعتمد على تقنيات حديثة لرصد الطقس وتحديث البيانات بشكل لحظي، حيث تم تخصيص فرق عمل وأجهزة متقدمة لتقديم المعلومات المناخية بدقة، ومشاركة التحديثات الفورية مع الجهات الحكومية والخدمية، بما في ذلك وزارة الحج والعمرة، وزارة الصحة، وقوات أمن الحج، ليتم الاستعداد المسبق لأي تغيّرات جوية قد تؤثر على خطط إدارة الحشود أو توزيع الخدمات.

وفيما يتعلق بحركة الرياح، توقع غلام أن تكون السائدة في الفترة ما بين 1 إلى 7 من ذي الحجة شمالية إلى شمالية غربية، بينما ستتحول خلال الفترة من 8 إلى 13 إلى رياح غربية وشمالية غربية بسرعة تتراوح من 25 إلى 35 كيلومترًا في الساعة، وتوقع أن تؤدي هذه الرياح، خاصة خلال فترات النهار، إلى إثارة عوالق ترابية، لا سيما في المناطق المفتوحة حول المشاعر المقدسة، مما قد يتطلب إجراءات احترازية خاصة للمصابين بالأمراض التنفسية وكبار السن، إلى جانب دور فرق التنظيف ومراقبة جودة الهواء.

ولم يستبعد الرئيس التنفيذي للمركز ظهور سحب رعدية، خاصة على مرتفعات الطائف، خلال النصف الثاني من فترة الحج، من 8 إلى 13 من ذي الحجة، والتي قد تمتد تأثيراتها لتشمل المشاعر المقدسة، وهو ما قد يستدعي رفع درجات الجاهزية لدى مختلف الجهات ذات العلاقة، ويأتي هذا التنبيه كجزء من الدور الاستباقي الذي تلعبه الهيئة في التنبؤ المبكر بالأحوال الجوية ومخاطرها المحتملة.

هذه التصريحات تسلط الضوء على حجم الجهود المبذولة من الجهات السعودية المختصة لضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن، الذين يفدون من مختلف بقاع الأرض لأداء المناسك، ويأتي التنسيق بين المركز الوطني للأرصاد وبقية الجهات الحكومية ليعكس دقة التنظيم وعمق التحضير لموسم الحج، الذي يتطلب مرونة فائقة في مواجهة المتغيرات الجوية والميدانية، خاصة مع وجود أكثر من مليون حاج على الأراضي المقدسة.

وتعد المعلومات المناخية الدقيقة أحد أبرز العوامل المساهمة في نجاح موسم الحج، إذ يعتمد عليها بشكل مباشر في إدارة تنقل الحشود، توفير الرعاية الصحية، والتوجيه في اختيار أوقات تنفيذ المناسك الميدانية، بالإضافة إلى دعم خطط الطوارئ والإخلاء إن دعت الحاجة.

ويشير الخبراء إلى أن توفر مثل هذه التوقعات التفصيلية يعزز من قدرة الحجاج أنفسهم على اتخاذ الاحتياطات اللازمة، سواء في ما يخص ارتداء الملابس المناسبة، أو تناول كميات كافية من المياه، أو الاستفادة من الفترات المظللة في أداء المناسك. كما يساعد منظمو الحملات ومقدمو الخدمات في التخطيط بشكل أفضل للتنقل والإقامة.

من جهة أخرى، يواصل المركز الوطني للأرصاد تطوير تقنياته وخدماته لمواكبة متطلبات الحج وظروفه المتغيرة، معتمدًا على أنظمة متقدمة في الرصد الجوي، ومحطات مراقبة موزعة بدقة في جميع المواقع الحيوية بالمشاعر المقدسة، بالإضافة إلى تفعيل قنوات تواصل آنية مع فرق العمل الميدانية.

في المحصلة، تشكل توقعات الحالة الجوية لموسم حج هذا العام محورًا هامًا في الاستعدادات، وتمثل دليلاً على مدى التكامل بين التكنولوجيا الحديثة والبنية التنظيمية المتطورة التي تتميز بها المملكة في إدارة هذا الحدث الإسلامي الأكبر عالميًا، في مشهد يُجسد الرعاية الشاملة لضيوف الرحمن، ويُعبر عن التزام المملكة الدائم بتوفير أقصى درجات الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook