"موانئ" تضيف خدمة شحن جديدة تعزز ربط جدة بالعالم وتدعم الصادرات الوطنية

موانئ
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

في خطوة استراتيجية تعكس التزام المملكة بتطوير بنيتها التحتية اللوجستية وتعزيز تنافسيتها العالمية، أعلنت الهيئة العامة للموانئ "موانئ" عن إضافة خدمة الشحن الجديدة "RESIN" التابعة لشركة "SeaLead" إلى ميناء جدة الإسلامي، ما يشكل إضافة نوعية تدعم الصادرات الوطنية وترسخ من المكانة الإقليمية والدولية للميناء، وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الجهود المتواصلة لتحسين منظومة النقل البحري في المملكة، وتوسيع نطاق الربط الملاحي مع أبرز الأسواق العالمية.

الخدمة الجديدة "RESIN" تربط ميناء جدة الإسلامي بأربعة موانئ استراتيجية، هي: ميناء ناهافا شيفا في الهند، وميناء السخنة في مصر، وميناء جيبوتي، وميناء جبل علي في الإمارات العربية المتحدة. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذه الخدمة نحو 1000 حاوية قياسية، ما يعزز من تدفق البضائع ويدعم سلسلة الإمداد بطريقة أكثر مرونة واستدامة، وهذا التطور يعكس قدرة المملكة على استقطاب المزيد من خطوط الشحن الدولية بفضل ما يشهده ميناء جدة الإسلامي من تحسينات نوعية في بنيته التحتية وكفاءة عملياته التشغيلية.


إقرأ ايضاً:أزمة تعاقدية تهز النصر مدافعه الأساسي يرفض التوقيع بالشروط الحالية!هزة في سوق المعادن "الذهب" يترنح والدولار يفرض كلمته

تأتي هذه الخطوة في سياق الرؤية الطموحة التي تتبناها المملكة من خلال الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، والتي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي ومحور رئيسي يربط القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتعكس هذه الإستراتيجية فهمًا عميقًا لأهمية الموقع الجغرافي للمملكة، ورغبة قوية في استثماره من خلال مشروعات نوعية ترفع من مستوى الربط التجاري والاقتصادي إقليميًا ودوليًا، وتدعم في الوقت ذاته الناتج المحلي الإجمالي وتخلق فرص عمل جديدة.

ميناء جدة الإسلامي، الذي يعد من أكبر الموانئ السعودية وأكثرها نشاطًا، يتمتع بموقع محوري على البحر الأحمر، حيث يشكل حلقة وصل أساسية في حركة التجارة البحرية بين الشرق والغرب، ويتميز الميناء بقدرته على استيعاب أنواع متعددة من السفن والحاويات، وبخدماته اللوجستية المتقدمة التي تواكب أحدث المعايير العالمية، وهذه الميزات تجعل من الميناء أحد أعمدة قطاع النقل البحري في المملكة، ومنصة أساسية لتعزيز حركة التصدير والاستيراد بكفاءة عالية، مما يسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 المتعلقة بتنويع الاقتصاد وزيادة إسهام القطاع غير النفطي في الناتج المحلي.

الخدمة الجديدة من شركة "SeaLead" ليست مجرد خط ملاحي إضافي، بل هي مؤشر على ثقة الشركات العالمية المتخصصة في الشحن البحري بقدرات المملكة اللوجستية، كما أنها تعكس التحول الذي تشهده الموانئ السعودية من مرافئ محلية إلى مراكز إقليمية ودولية قادرة على المنافسة واستيعاب الحركة التجارية المتنامية، ويُنتظر أن تسهم هذه الخدمة في تقليص زمن الشحن وخفض التكاليف التشغيلية، بما يعزز من جاذبية ميناء جدة الإسلامي للشركات والمصدرين حول العالم.

التحول الذي يشهده قطاع الموانئ في المملكة لا يقتصر على تحسين الربط الملاحي فحسب، بل يشمل أيضًا تبني تقنيات رقمية متطورة، وتوسيع الطاقة الاستيعابية للموانئ، وتطوير الكفاءات الوطنية، ما يدعم بناء منظومة متكاملة للنقل والخدمات اللوجستية تكون قادرة على مواكبة متطلبات الاقتصاد العالمي الحديث، وفي ظل هذا الزخم من التطوير، تبرز "موانئ" كجهة محورية في تنسيق الجهود وتحقيق التكامل بين مختلف الأطراف المعنية، بما يضمن تحقيق أهداف الاستدامة والنمو.

كما لا يمكن إغفال أهمية هذا التوسع الملاحي في دعم التبادل التجاري بين المملكة والدول التي تشملها الخدمة الجديدة، خصوصًا مع الهند ومصر والإمارات وجيبوتي، وهي أسواق حيوية للمملكة على المستويين الاقتصادي والاستراتيجي، ومن خلال تعزيز الاتصال المباشر بهذه الموانئ، فإن المملكة لا تكتفي بتسهيل حركة الصادرات والواردات، بل تعزز أيضًا من مرونتها الاقتصادية وتنوع شركائها التجاريين.

هذا الإعلان يعكس توجهًا واضحًا نحو بناء مستقبل لوجستي طموح، يضع المملكة في صلب حركة التجارة العالمية، ويعزز من قدراتها التنافسية في قطاع الشحن والخدمات البحرية، ويؤكد في الوقت ذاته أن المملكة لم تعد تكتفي بدورها التقليدي كممر تجاري، بل تطمح لأن تكون لاعبًا رئيسًا في تشكيل مستقبل التجارة العالمية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook