مدينة الملك عبدالله الطبية تنقذ حاجًا إيرانيًا من جلطة حادة

أنقذ الفريق الطبي في مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرّمة، إحدى المنشآت الطبية التابعة لتجمّع مكة الصحي، حياة حاج إيراني تعرّض لحالة طبية طارئة ومعقّدة، وذلك بعد أن استُقبل كمريض في حالة إسعافية وهو يعاني من جلطة قلبية حادة ترافقت مع ألم صدري متواصل، وهي حالة تُعد من أخطر الحالات القلبية التي تهدد الحياة بشكل مباشر، وتتطلب تدخلاً عاجلاً دون أي تأخير.
وأفاد تجمع مكة الصحي، أن حالة المريض عند استقباله في مركز صحة القلب بالمدينة الطبية كانت غير مستقرة، حيث أظهرت الأعراض الظاهرة عليه علامات مقلقة تتطلب التقييم الفوري والدقيق، وقد تم نقله فوراً إلى قسم الطوارئ القلبية، حيث أجريت له فحوصات عاجلة شملت تخطيط القلب الكهربائي، وتحاليل الإنزيمات القلبية، وصورة إشعاعية متقدمة عبر تقنية القسطرة التشخيصية، ليُكتشف وجود تضيّق حاد وشديد في الشريان التاجي الأيسر الرئيس، والذي يُعد أحد أكثر الشرايين أهمية وخطورة، إذ يُغذّي الجزء الأكبر من عضلة القلب.
إقرأ ايضاً:الاتحاد يكتب المجد مجددًا: ليلة ذهبية بقيادة بنزيما في عملية أمنية دقيقة: ضبط شبكة باكستانية لترويج المخدرات بالشرقية
وبحسب ما أوضحته الفرق الطبية المعالجة، فإن نوع التضيّق الذي أُصيب به المريض يُصنّف ضمن حالات "الجلطة القلبية الصامتة المهددة للحياة"، ما استدعى اتخاذ قرار فوري بإجراء تدخل جراحي عاجل لإنقاذ المريض، حيث تم نقله إلى غرفة العمليات دون تأخير، وأُجريت له عملية جراحة مجازة الشريان التاجي (Coronary Artery Bypass Grafting - CABG)، وهي من العمليات القلبية الدقيقة والمتقدمة التي تتطلب خبرة طبية كبيرة وتجهيزات عالية الكفاءة.
وقد تم خلال العملية إجراء ثلاث وصلات شريانية دقيقة، جرى تحضيرها وتجهيزها بدقة من الأوعية الدموية الخاصة بالمريض نفسه، في إطار تقنيات الجراحة الحديثة التي تُراعي تقليل فرص الرفض المناعي وتسريع عملية الشفاءـ واستغرقت العملية عدة ساعات متواصلة تحت إشراف فريق طبي وجراحي متعدد التخصصات، شمل أطباء جراحة القلب، وأطباء القلب التداخلي، وطواقم التخدير والتمريض عالية التدريب.
وما أن انتهت الجراحة بنجاح، حتى نُقل المريض إلى قسم العناية القلبية المركّزة لمتابعة حالته بشكل حثيث، حيث جرت مراقبة مؤشراته الحيوية ومستوى استجابة عضلة القلب للعملية، إلى جانب التحكم في الألم وإعطائه العلاجات الداعمة التي تسرّع من تعافيه، وتم تفعيل خطة رعاية ما بعد الجراحة التي تشمل تدريبات تنفسية، وجلسات تأهيلية، وتغذية خاصة تتماشى مع حالته القلبية، إلى جانب دعم نفسي ومعنوي في إطار منظومة متكاملة من الرعاية المتخصصة.
وقد أفاد الفريق العلاجي بأن الحالة بعد الجراحة استقرت بالكامل، ولم يتم رصد أية مضاعفات تُذكر، كما أظهر المريض استجابة ممتازة للعلاج والمتابعة الدقيقة، حيث تماثل تدريجياً للشفاء، وأصبح الآن بحالة صحية مستقرة، تسمح له بمغادرة المستشفى خلال فترة وجيزة، بل وتُشير التقديرات إلى إمكانية التحاقه بالحملة التي قدم معها لاستكمال مناسك الحج، وهو في وضع صحي جيد يبعث على الاطمئنان.
ويُعد هذا الإنجاز الطبي شاهداً حياً على مستوى الرعاية التخصصية المتقدمة التي توفرها مدينة الملك عبدالله الطبية في مكة المكرمة، والتي تُعد إحدى أبرز مراكز الرعاية القلبية على مستوى المنطقة، بفضل ما تمتلكه من بنية تحتية متطورة، وكوادر طبية وطنية مؤهلة ذات خبرات عالية، تعمل بروح الفريق الواحد لخدمة ضيوف الرحمن، وتقديم أرقى مستويات العناية الطبية والإنسانية خلال موسم الحج، ضمن منظومة متكاملة ترتكز على أعلى معايير الجودة والسلامة.
وقد أكدت مدينة الملك عبدالله الطبية، من خلال هذا التدخل الناجح، مواصلة التزامها بتقديم خدمات صحية استثنائية ومتكاملة للحجاج، وتوفير بيئة علاجية آمنة وسريعة الاستجابة للحالات الطارئة، بالتعاون الوثيق مع مختلف الجهات الصحية العاملة ضمن منظومة تجمّع مكة الصحي، الذي يُمثل إحدى الركائز الأساسية لوزارة الصحة السعودية في مواسم الحج والعمرة.
وتُعد هذه الحالة مثالًا حيًا على الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة العربية السعودية برعاية حجاج بيت الله الحرام، حيث تسخّر الدولة - حفظها الله - كل الإمكانات البشرية والتقنية والطبية من أجل خدمة ضيوف الرحمن، وضمان سلامتهم، وتقديم كافة أشكال العناية والرعاية لهم منذ لحظة وصولهم إلى الأراضي المقدسة وحتى مغادرتهم وهم يحملون أجمل الذكريات الروحية والإنسانية.
وتُجسد هذه التجربة الإنسانية الناجحة نموذجًا للتكامل بين التطور الطبي الحديث والرسالة السامية التي تضطلع بها المملكة في خدمة الحجيج، كما تؤكد على أهمية الدور الإنساني النبيل الذي تؤديه الكوادر الصحية السعودية التي تقف في الخطوط الأمامية، بعزيمة وثبات، مستجيبة لكل طارئ بكل مهنية واحتراف.