في أجواء روحانية: مبادرة "عليكم بالسكينة" ترشد الحاجّات وتيسّر لهن أداء المناسك

في خطوة نوعية تعكس حرص رئاسة شؤون الحرمين الشريفين على تهيئة الأجواء الإيمانية المريحة للنساء خلال موسم الحج، دشّنت وكالة الشؤون النسائية بالمسجد الحرام مبادرة جديدة تحت عنوان "عليكم بالسكينة"، تستهدف تعزيز السكينة والطمأنينة في قلوب القاصدات وتيسير أدائهن للمناسك، من خلال سلسلة من البرامج التوعوية والإثرائية المصمّمة بعناية لخدمة المرأة المسلمة في هذا الركن العظيم من أركان الإسلام.

وقد أعلنت وكيلة الرئيس العام للشؤون النسائية بالمسجد الحرام، الدكتورة فاطمة العقلا، عن انطلاق المبادرة، مؤكدة أنها تمثل أحد أوجه العناية المتكاملة التي توليها الرئاسة للحاجات، وتسعى من خلالها إلى تقديم خدمات نوعية تجمع بين التوجيه والإرشاد والدعم النفسي والروحي.

والمبادرة التي انطلقت اليوم داخل المسجد الحرام، تأتي في سياق متكامل يهدف إلى دعم الحاجات أثناء تأديتهن للمناسك، عبر نشر مفاهيم السكينة والرفق، وتوفير بيئة إيمانية تسودها الرحمة والتيسير، وتتنوع فعاليات المبادرة بين برامج إثرائية تُعنى بتعزيز المعرفة الدينية لدى الحاجات، ولقاءات توجيهية تهدف إلى الإجابة عن الأسئلة المتكررة، وتوفير الدعم العلمي والدعوي بشكل مباشر.

كما توفّر المبادرة منصة تفاعلية للإجابة عن استفسارات السائلات، سواء المتعلقة بأداء المناسك أو القضايا الشرعية والسلوكية المصاحبة للحج، إلى جانب برامج تعليمية منظمة تشرح خطوات الحج خطوة بخطوة، وفق ما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وتحرص وكالة الشؤون النسائية على إشراك نخبة من المرشدات المتخصصات في الفقه والدعوة، لتقديم الدعم المباشر للحاجات، والإجابة عن تساؤلاتهن، وتوعيتهن بأهمية التزام الرفق، وعدم التزاحم، وتحقيق معاني السكينة في هذا المقام الشريف.

وتشهد مواسم الحج في السنوات الأخيرة تحولاً نوعيًا في مستوى الخدمات المقدمة للمرأة المسلمة، لا سيما داخل المسجد الحرام، حيث باتت الوكالات النسائية تقدم منظومة شاملة من البرامج التي تراعي الخصوصية النسائية، وتلبي احتياجات الزائرات الروحية والعملية في آنٍ واحد.

وتعد مبادرة "عليكم بالسكينة" واحدة من أبرز هذه البرامج، إذ لا تقتصر على التوعية الدينية، بل تمتد إلى توفير أجواء هادئة تراعي التحديات التي قد تواجهها النساء أثناء تنقلهن بين المشاعر، أو خلال الطواف والسعي، وما يصاحب ذلك من مشقة أو تعب، ومن هنا، تنبع أهمية هذه المبادرة بوصفها إسنادًا نفسيًا وروحيًا، يسهم في تخفيف التوتر وتحقيق الاندماج الإيماني الكامل مع الشعائر.

كما تشمل المبادرة لقاءات دورية مع الحاجات، تُعقد في مواقع مخصصة، حيث يتم تقديم ورش عمل مبسطة حول فقه الحج، إلى جانب جلسات حوارية بين المرشدات الدينيات والقاصدات، مما يعزز من روح التواصل والتفاعل الإيجابي، ويجعل من رحلة الحج تجربة معرفية وروحية متكاملة.

وتستند المبادرة في جوهرها إلى مفهوم السكينة، الذي يُعد من أهم القيم الإسلامية المرتبطة بأداء الشعائر، وقد ورد ذكر السكينة في القرآن الكريم والسنة النبوية كمفتاح للطاعة والخشوع والثبات في المواقف العظيمة.

ومن هنا، تُبرز المبادرة هذه القيمة، وتحرص على ترجمتها في سلوكيات الحاجات وتفاعلهم مع الزحام والازدحام، بما يسهم في ضبط الأداء الشعائري، ويقلل من حالات التوتر والانفعال التي قد تؤثر على روحانية العبادة.

وتشير الدكتورة العقلا إلى أن "السكينة لا تعني فقط الهدوء، بل تشمل طمأنينة القلب وسكينة النفس واستشعار عظمة الموقف، مما يعين الحاجات على أداء المناسك بأريحية وتركيز".

وتُنفذ مبادرة "عليكم بالسكينة" بالتعاون مع عدد من الإدارات المعنية داخل الحرم، مثل إدارة التوجيه والإرشاد، وإدارة التطوع، وإدارة الخدمات الميدانية النسائية، بما يضمن تكامل الأدوار، وتوزيع المهام الميدانية بكفاءة، خصوصًا في أوقات الذروة أثناء الطواف والسعي.

كما تم تدريب عدد كبير من الموظفات والمتطوعات على كيفية التعامل مع الحاجات وتقديم الإرشاد لهن بلغة بسيطة، وبأكثر من لغة عند الحاجة، مع مراعاة الفروقات الثقافية واللغوية، في إطار من الاحترام والتقدير لكل زائرة.

وتأتي المبادرة في وقت تتسارع فيه الاستعدادات لموسم الحج الأكبر، حيث تتوافد الحاجات من مختلف بقاع العالم إلى مكة المكرمة لأداء الفريضة، وتسعى الجهات المختصة في المسجد الحرام إلى توفير أقصى درجات التنظيم والتسهيل، عبر برامج متعددة، أبرزها هذه المبادرة التي وُضعت بعين الاعتبار لفئة مهمة لطالما احتاجت إلى الدعم المخصص.

ويُتوقع أن تسهم مبادرة "عليكم بالسكينة" في رفع مستوى الرضا لدى الحاجات، وتقليل الصعوبات التي قد تواجههن خلال التنقل وأداء الشعائر، لاسيما أن البرنامج يتضمن دعمًا مستمرًا على مدار الساعة، وإرشادًا حيًّا في الميدان.

ومن خلال "عليكم بالسكينة"، تؤكد وكالة الشؤون النسائية بالمسجد الحرام على التزامها بتقديم نموذج رائد في خدمة المرأة المسلمة خلال موسم الحج، يجمع بين العناية الروحية، والدعم العلمي، والرعاية النفسية، في تناغم يعكس رؤية المملكة في تطوير خدمات الحرمين.

وتُعد هذه المبادرة، بما تحمله من مضامين إنسانية وإيمانية، حجر أساس في بناء تجربة حج متكاملة، تؤدي فيها المرأة المسلمة المناسك بطمأنينة، في أجواء تسودها السكينة، وتحفّها الرحمة.

• سامسونغ وأبل تتصدران سوق الهواتف الذكية في أوروبا رغم انخفاض المبيعات
• البليهي يثير القلق ويشكف حقيقة حضوره في كأس العالم للأندية