دورة تدريبية متخصصة في رعاية مرضى ألزهايمر تنطلق من مستشفى الملك سلمان

مستشفى الملك سلمان
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

أطلقت الجمعية السعودية الخيرية لمرض ألزهايمر، صباح اليوم، البرنامج التدريبي المتميز «رد الجميل» في نسخته التاسعة، وذلك بالتعاون مع مستشفى الملك سلمان، أحد الأعضاء البارزين في تجمع الرياض الصحي الأول، حيث أقيمت فعاليات البرنامج في القاعة الكبرى بمبنى العيادات الخارجية التابع للمستشفى، في بيئة صحية وتعليمية متكاملة تهدف إلى تقديم محتوى علمي وإنساني موجه لمقدمي الرعاية وذوي الاختصاص، في سبيل تعزيز الوعي المجتمعي تجاه مرض ألزهايمر وتطوير مهارات التعامل مع المصابين به بطريقة علمية وإنسانية تراعي التغيرات السلوكية والنفسية للمريض في مختلف مراحل المرض.

ويمتد البرنامج التدريبي لمدة يومين متتاليين، تتوزع خلالهما المحاور العلمية والتطبيقية على مجموعة من الجلسات التثقيفية وورش العمل التفاعلية، التي تهدف إلى نقل المعرفة وتبادل الخبرات بين المتخصصين من الأطباء والممارسين الصحيين، إلى جانب طلبة الجامعات وأفراد المجتمع المهتمين بمجال رعاية كبار السن والمصابين بمرض ألزهايمر، وذلك في إطار سعي الجمعية إلى بناء مجتمع أكثر وعياً واستعداداً للتعامل مع التحديات الصحية والنفسية التي تصاحب هذا المرض، الذي يُعدّ من أكثر أمراض الدماغ تنكّساً وتأثيراً على المريض والمحيطين به على حد سواء.


إقرأ ايضاً:النعناع المديني يُتوّج المدينة المنورة عاصمة النباتات العطرية في المملكة!قبل نهائي الحسم: بلان يرفع حرارة التحدي ويعد جماهير الاتحاد

ويتضمن البرنامج التدريبي «رد الجميل» عدداً من المحاور الأساسية التي تم إعدادها بعناية من قِبل خبراء ومختصين في مجال طب الشيخوخة والصحة النفسية، حيث شملت الجلسات عرضاً تفصيلياً لأعراض المرض المختلفة في مراحله الأولى والمتقدمة، إضافة إلى شرح علمي لكيفية تطور الأعراض بمرور الوقت، وتأثيرها على الوظائف الإدراكية والسلوكية للمريض، كما تم التطرق إلى أفضل الأساليب للتعامل مع الحالات اليومية التي قد يواجهها مقدمو الرعاية أثناء التعامل مع المصابين، وتقديم نماذج عملية لتجاوز التحديات التي قد تطرأ، سواء على المستوى الصحي أو النفسي أو الاجتماعي.

وحرص البرنامج أيضاً على تقديم استراتيجيات متقدمة لدعم مقدمي الرعاية، من خلال تزويدهم بالمهارات اللازمة لإدارة الضغوط اليومية، وكيفية الحفاظ على صحتهم النفسية أثناء القيام بمهمتهم الإنسانية، لا سيما أن رعاية المصابين بمرض ألزهايمر تتطلب جهداً عاطفياً ونفسياً كبيراً، نظراً لتدهور الحالة الإدراكية للمريض وفقدانه المستمر للذاكرة، وما يصاحب ذلك من اضطرابات سلوكية قد تكون مرهقة لذويه ومقدمي الرعاية على حد سواء، ومن هنا تنبع أهمية تأهيل هذه الفئة تأهيلاً علمياً وعملياً يجعلهم أكثر قدرة على التفاعل الإيجابي مع الحالات وتقديم الرعاية المثلى.

ويُعد برنامج «رد الجميل» من أبرز المبادرات النوعية التي أطلقتها الجمعية السعودية الخيرية لمرض ألزهايمر على مدار السنوات الماضية، حيث تم تنفيذه في عدد من مدن ومناطق المملكة، وحقق نتائج ملموسة على صعيد تدريب وتأهيل كوادر وطنية متخصصة في التعامل مع المصابين، وأسهم في ترسيخ ثقافة الرعاية المجتمعية، ونشر الوعي العلمي السليم حول المرض، بما يضمن تحسين جودة حياة المرضى وذويهم، وتقليل الأعباء النفسية والاجتماعية المترتبة على الإصابة، خصوصاً أن الأعداد المتوقعة للمصابين بهذا المرض في تزايد مستمر، نظراً للزيادة المضطردة في معدلات الشيخوخة في مختلف المجتمعات.

وقد نال البرنامج منذ انطلاقه إشادة واسعة من قبل المشاركين والمهتمين، لما يتسم به من شمولية واحترافية في تقديم المحتوى، حيث يجمع بين الجانب النظري المتعلق بالمعلومات الطبية والسلوكية، والجانب التطبيقي الذي يتيح للمشاركين التفاعل المباشر مع الخبراء والممارسين ذوي الخبرة في مجال الرعاية، مما يوفر بيئة تعليمية محفزة على اكتساب المهارات وتبادل المعرفة، ويفتح المجال لبناء شبكات من المهتمين والمتخصصين في هذا المجال الحيوي، الذي لا يزال بحاجة إلى مزيد من الدعم والاهتمام على كافة الأصعدة.

ويأتي هذا البرنامج في إطار التزام الجمعية السعودية الخيرية لمرض ألزهايمر بدورها التنموي والإنساني، حيث تسعى باستمرار إلى إطلاق المبادرات التي تعزز الوعي المجتمعي، وتدعم الجهود الوطنية في التصدي للتحديات الصحية المرتبطة بكبار السن، خاصة في ظل ازدياد معدلات الإصابة بمرض ألزهايمر وتوسع نطاق تأثيره على الأسر والمجتمع، وهو ما يجعل من التدريب والتأهيل جزءاً أساسياً من منظومة التعامل مع المرض، ويرسّخ مفاهيم المشاركة المجتمعية والتكافل الإنساني في مواجهة أعباء الرعاية الصحية المزمنة.

ويُتوقع أن يشهد البرنامج في دورته الحالية مشاركة نوعية من مختلف القطاعات الصحية والتعليمية، بالإضافة إلى مشاركة واسعة من المتطوعين والمهتمين بمجال الرعاية الصحية النفسية والاجتماعية، ما يعزز من قيم التفاعل والتكامل بين القطاعين الحكومي وغير الربحي، ويؤكد أهمية الشراكات المؤسسية في دعم مسيرة التوعية والتثقيف الصحي على مستوى المملكة، فضلاً عن أن مثل هذه البرامج تعكس روح المسؤولية المجتمعية التي تتحلى بها مؤسسات الدولة والقطاع الصحي في تعزيز صحة المواطن وحمايته من الأمراض المزمنة والمعقدة.

وفي ظل نجاحات البرنامج المتواصلة، تتطلع الجمعية إلى التوسع في تقديمه بمناطق جديدة في المستقبل القريب، مع إضافة محتوى تدريبي يتلاءم مع أحدث الدراسات العلمية والممارسات الدولية، كما تعمل على تطوير أدوات تقييم الأثر لضمان جودة المخرجات التدريبية، وتوفير تغذية راجعة تتيح تحسين البرامج المستقبلية بشكل مستمر، بما يضمن أن تكون الجمعية دائماً في طليعة الجهات المعنية برعاية كبار السن والمصابين بأمراض الذاكرة، وأن تظل نموذجاً يُحتذى به في العمل الخيري الصحي المتخصص داخل المملكة وخارجها.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook