قبل نهائي الحسم: بلان يرفع حرارة التحدي ويعد جماهير الاتحاد

في أجواء مشحونة بالحماسة والترقب، ومع اقتراب موعد المواجهة المرتقبة في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، أطلق المدير الفني لنادي الاتحاد، الفرنسي لوران بلان، تصريحات نارية في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة، عبّر فيها عن ثقته الكبيرة في لاعبيه، وأكد على أهمية الجمهور الاتحادي في دعم الفريق خلال المواجهة النهائية أمام نادي القادسية، المقررة مساء غد على ملعب "الإنماء" في مدينة جدة.
وشدد بلان على أن الحضور الذهني والبدني سيكونان مفتاح الفوز بالبطولة الغالية، موجّهًا رسالة خاصة إلى جماهير النادي بأن الكأس لن تُنتزع إلا بروح الفريق الكامل، فوق أرض الملعب وخارجه.
إقرأ ايضاً:المرور السعودي يضبط 1528 مركبة ارتكبت هذه المخالفاتالعالمي في مفترق طرق: تعليق عمل التنفيذيين بنادي النصر لهذا السبب
وبلان، الذي يخوض موسمه الأول على رأس القيادة الفنية للاتحاد، لم يُخفِ احترامه لنادي القادسية، مؤكدًا أن اللقاء لن يكون سهلًا بأي حال من الأحوال، نظرًا لما يمتلكه الفريق الخصم من عناصر فنية مميزة ومدرب كفء.
وقال: "القادسية ليس خصمًا سهلًا، بل هو فريق منظم تكتيكيًا ويملك لاعبين يتميزون بالسرعة والجودة، ولكن الاتحاد أيضًا لا يقل شأنًا من حيث المهارة والانضباط، ونحن جاهزون لهذه المعركة الكروية التي ستحسمها التفاصيل الصغيرة"، وأضاف بلان بنبرة حازمة: "نحن لا نخشاهم، ولكننا نحترمهم، كرة القدم لعبة جماعية، وسنفوز فقط إذا لعبنا ككتلة واحدة، وهذا ما عملنا عليه طوال الأسبوع الماضي".
والمدرب الفرنسي، الذي سبق له تحقيق ألقاب محلية وأوروبية، بدا حريصًا على شحن طاقات لاعبيه نفسيًا وذهنيًا قبل صافرة البداية، مؤكدًا أن التحضير الذهني لا يقل أهمية عن الجاهزية البدنية.
وتابع في حديثه للإعلام: "النهائيات تُلعب على جزئيات بسيطة، ولهذا طلبت من اللاعبين تركيزًا عاليًا وانضباطًا طوال 90 دقيقة، لا مجال للأخطاء أو التراخي، لأن البطولة على المحك".
كما أوضح أن جميع عناصر الفريق أصبحت متاحة بعد أن تجاوز الاتحاد فترات عصيبة هذا الموسم بسبب الإصابات، قائلاً: "أملك 22 لاعبًا جاهزًا للمشاركة، وهذه ميزة كبيرة. لم نعد نعاني من الغيابات، وكل لاعب يعرف دوره جيدًا داخل الملعب، ولدينا عمق في التشكيلة يسمح لنا بالتعامل مع أي ظرف طارئ".
وفيما يتعلّق بالجمهور، لم يُخفِ بلان إعجابه الكبير بجماهير الاتحاد، التي وصفها بأنها "جزء لا يتجزأ من هوية الفريق وقوته النفسية"، موجهًا إليهم رسالة واضحة: "أنتم اللاعب رقم 12، وصوتكم في المدرجات يصنع الفارق، نحن بحاجة إليكم غدًا، لتكونوا السند والدافع وراء كل هجمة وكل تصدٍ وكل هدف".
وأردف: "هذه المباراة ليست مجرد لقاء نهائي، بل هي فرصة لإعادة الاتحاد إلى منصات التتويج، واستعادة الهيبة، وإسعاد مدينة كاملة تعيش كرة القدم وتتنفّس عشق الاتحاد".
أما على صعيد التحضيرات الفنية، فقد ركّز البلان في التدريبات الأخيرة على الجوانب التكتيكية، مع تعزيز الجوانب الدفاعية والانضباط في التحولات، علمًا أن الاتحاد يميل إلى اللعب بأسلوب هجومي صريح، مستندًا إلى قدرات لاعبيه في خط الوسط والهجوم.
وفي المقابل، تدرب الفريق أيضًا على ركلات الترجيح، تحسّبًا لأي سيناريو قد يقود إلى الأشواط الإضافية، وهو ما يعكس وعي الطاقم الفني بضرورة الاستعداد لكافة الاحتمالات.
وتأتي هذه المواجهة وسط أجواء جماهيرية عالية الترقب، حيث أعلنت إدارة التذاكر نفاد المقاعد المخصصة للقاء، وسط توقعات بحضور جماهيري قياسي يعيد إلى الأذهان الأجواء التاريخية للنهائيات السعودية.
وينتظر الاتحاد أن يتوّج باللقب الذي غاب عن خزائنه منذ عدة مواسم، في حين يسعى القادسية لإحداث مفاجأة من العيار الثقيل وإحراز لقب تاريخي يعيد كتابة سجل الفريق في البطولة الأغلى، ويتابع الشارع الرياضي السعودي تفاصيل هذه المواجهة باهتمام بالغ، خاصة أن الفريقين وصلا إلى النهائي بعد مشوار مليء بالصعوبات والتحديات.
ومع انطلاق العد التنازلي للمباراة، يعلو صوت الحماس في أوساط مشجعي الناديين، فيما يبقى السؤال الأهم مطروحًا: هل ينجح بلان في تحقيق أول ألقابه مع العميد ويمنح الاتحاد الكأس التي طال انتظارها، أم يكون للقادسية رأي آخر في ليلة كروية لا تقبل القسمة على اثنين؟ الأكيد أن الملعب سيشهد واحدة من أكثر مباريات الموسم إثارة، حيث تتقاطع فيها الطموحات مع التاريخ، ويُحسم فيها المجد بكرةٍ واحدة.