فرصة تعليمية جديدة لمن تجاوز 21 عام لاستكمال الدراسة عبر تعليم الطائف
أعلنت الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الطائف عن فتح باب التسجيل لاختبارات تحديد المستوى للطلبة الراغبين في استئناف مسيرتهم التعليمية بعد انقطاع، ممن تجاوزوا السن النظامي للانتظام الدراسي، في خطوة تعكس حرص وزارة التعليم على إتاحة الفرص التعليمية للجميع دون استثناء، وتكريس مبدأ التعلم مدى الحياة، ويستهدف هذا الإعلان فئة خاصة من أبناء المجتمع الذين حالت ظروفهم السابقة دون مواصلة تعليمهم، ليجدوا اليوم فرصة جديدة للعودة إلى مقاعد الدراسة وإكمال ما انقطع من مسيرتهم.
وبحسب البيان الصادر، فإن استقبال الطلبات سيبدأ اعتبارًا من يوم الأربعاء الموافق 1 ذو الحجة 1446هـ ويستمر حتى 24 محرم 1447هـ، ضمن فترة زمنية تمتد قرابة الشهرين، لإتاحة الوقت الكافي للراغبين في التسجيل واستكمال متطلبات التقديم، وتأتي هذه الخطوة في إطار تنفيذ توجيهات وزارة التعليم الرامية إلى دعم الفئات غير المنتظمة، ودمجها في المسار التعليمي النظامي من جديد، بما يعزز من قدرات المجتمع ويرفع من كفاءته التعليمية.
إقرأ ايضاً:عرض رسمي على طاولة ميلان: الهلال يقترب من توقيع صفقة تاريخيةالاتحاد يكتب المجد مجددًا: ليلة ذهبية بقيادة بنزيما
وأوضح المدير العام للتعليم بمحافظة الطائف، الدكتور سعيد بن عبدالله الغامدي، أن التسجيل متاح لجميع الطلبة السعوديين الذين تنطبق عليهم شروط الفئات المستهدفة، داعيًا الراغبين إلى تعبئة النموذج الإلكتروني عبر الرابط المخصص للتقديم، وأشار إلى أن هذه الخدمة تهدف إلى إزالة العوائق التي قد تحول دون استكمال الدراسة، وتمنح المتقدمين فرصة لتقييم مستواهم التعليمي الفعلي والانطلاق منه نحو المراحل الدراسية الأعلى.
ويُعد هذا البرنامج موجهًا خصيصًا لفئات تعليمية محددة، من أبرزها أولئك الذين لم يسبق لهم الالتحاق بالتعليم مطلقًا ولكن يمتلكون مهارات ومعارف أساسية تؤهلهم للالتحاق المباشر بالمراحل التعليمية، بالإضافة إلى الطلاب الذين انقطعوا عن التعليم لأكثر من ثلاث سنوات وتجاوزوا السن النظامي، وهو ما يعكس مرونة النظام التعليمي في استيعاب من حالت ظروفهم دون الاستمرار ضمن المسار التقليدي.
كما يشمل البرنامج الطلاب الذين سبق لهم الدراسة وتوقفوا بعد فترة ثم قرروا العودة، بعد انقطاع دام ثلاث سنوات أو أكثر، ما يمثل اعترافًا رسميًا بقدرة هؤلاء على التعويض واللحاق بالمستوى الدراسي المناسب لهم، وهذا التوجه يمثل نقلة نوعية في النظرة إلى التعليم بوصفه حقًا مستمرًا، لا تحده السن ولا تقيده الظروف السابقة.
وتعكس هذه المبادرة جهودًا حقيقية لتكريس العدالة التعليمية، عبر سياسات مرنة تستوعب الفروق الفردية والظروف المتباينة لأبناء المجتمع، فبينما كانت المعايير الصارمة في السابق تحرم بعض الفئات من العودة للدراسة، بات اليوم ممكنًا لأي راغب في التعلم أن يجد نافذة للدخول أو العودة، ضمن إطار منظم يراعي المعايير التربوية دون إقصاء.
وتُعد اختبارات تحديد المستوى بوابة رئيسية لإعادة دمج الطلاب غير النظاميين، حيث تسهم في تصنيفهم وفق مستوياتهم المعرفية، وتوفير البرامج التعليمية المناسبة لهم، ومن خلال هذه الاختبارات، يمكن تكييف المحتوى التعليمي بما يتناسب مع الخلفية العلمية للمتقدم، ما يضمن عدم إهدار الوقت والجهد، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من فرص التعليم المتاحة.
ويمثل هذا البرنامج جزءًا من رؤية شاملة تتبناها وزارة التعليم السعودية، وتنسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030، التي تولي التعليم أهمية محورية في بناء الإنسان وتأهيله للمستقبل، بما في ذلك تمكين كل فرد من حقه في التعليم بغض النظر عن العمر أو ظروف الانقطاع السابقة، وهو ما يعزز من جودة رأس المال البشري، ويرفع من مستوى الوعي والمعرفة بين مختلف فئات المجتمع.