أبوظبي تعلن عن تقنية متقدمة لتحكم جماعي ذاتي في الطائرات المسيّرة

 تقنية متقدمة لتحكم جماعي ذاتي في الطائرات المسيّرة
كتب بواسطة: فواز حمدي | نشر في  twitter

في خطوة جديدة تعزز موقع دولة الإمارات على خريطة الابتكار العالمي، أعلن معهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي عن تطوير تقنية رائدة للتحكم الذاتي في أسراب الطائرات المسيّرة، ما يشكّل نقطة تحول في مفاهيم الطيران غير المأهول والذكاء الاصطناعي، هذه التقنية، التي تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي اللامركزي.

 تمنح الطائرات المسيّرة القدرة على اتخاذ قرارات جماعية في الوقت الفعلي، دون الحاجة إلى مركز تحكم مركزي، ما يفتح الباب أمام إمكانات غير مسبوقة في الاستخدامات المدنية والتجارية.


إقرأ ايضاً:رياح قوية وأتربة مثارة.. تحذير رسمي من الأرصاد يبدأ غدًامنشور مثير من رونالدو يفتح أبواب التكهنات حول مستقبله

الإنجاز الجديد لا يقتصر على الجانب التكنولوجي فحسب، بل يحمل أبعادًا استراتيجية تعكس توجه الدولة نحو توطين التقنيات المتقدمة وتعزيز قدراتها السيادية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحكم الذاتي، فبدلًا من الاعتماد على أنظمة برمجية تقليدية تعتمد على مسارات محددة سلفًا، بات بإمكان السرب الواحد من الطائرات المسيّرة التنقل والتفاعل مع المتغيرات البيئية والمهام الموكلة إليه بمرونة تامة.

ويُعد هذا التطوير نقلة نوعية في مفهوم "الاستقلالية الجماعية"، حيث تعمل الطائرات كوحدة متكاملة عبر منظومة خوارزميات ذكية تتفاعل مع المحيط وتتخذ قراراتها بناءً على الأهداف المشتركة دون تدخل بشري مباشر، هذه القدرة تمنح الأسراب ميزة تنافسية تتجاوز النماذج السابقة التي كانت محدودة بالتحكم المركزي، وتوفر كفاءة أعلى في المهام المعقدة ومتعددة الأبعاد.

وفق ما صرّحت به الدكتورة نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي، فإن هذه التقنية تمثل ثمرة سنوات من البحث والتطوير في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتهدف إلى توظيف هذه المعرفة في تصميم أسراب ذكية قادرة على تنفيذ مهام دقيقة بتنسيق متكامل، وأضافت الأعرج أن قدرة هذه الطائرات على التحليق في بيئات صعبة واتخاذ قرارات مستقلة تمثّل تطورًا جذريًا في تقنيات الطيران غير المأهول.

من أبرز ما يميز هذه التقنية هو تنوع تطبيقاتها المحتملة، إذ يمكن توظيفها في الاستجابة للطوارئ والكوارث الطبيعية، حيث تساهم الأسراب في تقييم الأوضاع وتوزيع المهام ذاتيًا، مما يقلّص من زمن الاستجابة ويزيد من فاعلية التدخل، كما يمكن استخدامها في مراقبة البنية التحتية، والأمن البيئي، ومهام المراقبة الجوية، بل وحتى في الخدمات اللوجستية والتوصيل الذكي.

ولعل ما يلفت الانتباه هو قدرة هذه التقنية على التعلّم الذاتي والتكيف مع المتغيرات، حيث تتفاعل الطائرات مع المعلومات الميدانية وتتشارك البيانات فيما بينها لتحديث خططها التنفيذية بشكل مستمر، هذا النوع من الذكاء التعاوني يشكّل أساسًا لتطورات مستقبلية قد تتخطى الاستخدامات الحالية لتشمل عمليات معقدة في ميادين كالزراعة الذكية وإدارة المدن.

يعكس هذا الإنجاز التزام دولة الإمارات بالاستثمار في علوم المستقبل وبناء منظومة بحثية متكاملة تواكب التحولات العالمية، فالمعهد لا يعمل فقط على تطوير التكنولوجيا، بل يسعى أيضًا إلى ترسيخ بيئة علمية محفزة تستقطب الكفاءات وتدعم الابتكار المحلي في أبعاده الاستراتيجية.

ويأتي هذا التطور ضمن رؤية أبوظبي لتكون مركزًا عالميًا للتقنيات المتقدمة، حيث يواصل معهد الابتكار التكنولوجي تعزيز جهوده في مجالات متقدمة تشمل الأمن السيبراني، وأنظمة الطاقة، والروبوتات، والأنظمة الذاتية، وتشكّل هذه التقنية الجديدة نموذجًا حيًا على الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن تحققها شراكة البحث العلمي مع التوجهات الاستراتيجية للدولة.

في النهاية، لا يُعد هذا التطوير مجرد إنجاز تقني فحسب، بل هو إعلان واضح بأن الإمارات ماضية في رسم ملامح المستقبل، مسلّحة بالعلم والمعرفة والقدرة على تحويل الرؤية إلى واقع ملموس يخدم الإنسان والمجتمع على حد سواء.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook