منظمة التعاون الإسلامي تدين اقتحام الأقصى وتحذر من تداعيات انتهاك حرمة المقدسات

القدس
كتب بواسطة: زهرة بدر | نشر في  twitter

أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة لاقتحام عدد من المسؤولين والمستوطنين الإسرائيليين باحات المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية قوات الاحتلال، معتبرة أن هذا التصرف يمثل تصعيدًا خطيرًا واستفزازًا صارخًا لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، وأكدت المنظمة أن هذه الانتهاكات ليست سوى استمرار لنهج ممنهج يسعى لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، في مخالفة صريحة للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي تؤكد بشكل واضح أنه لا سيادة للاحتلال الإسرائيلي على مدينة القدس ومقدساتها.

واعتبرت المنظمة أن هذا التصرف يمثل إمعانًا في السياسات الاستفزازية التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسات الإسلامية، لاسيما في ظل الحماية الرسمية التي توفرها قوات الاحتلال للمقتحمين، والتي تتناقض مع الدعوات الدولية المتكررة لوقف هذه الانتهاكات والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس المحتلة، وقد دعت المنظمة في بيانها إلى تحرك دولي عاجل وفاعل لكبح جماح هذه السياسات الإسرائيلية التي تتسم بالعدوانية والاستفزاز.


إقرأ ايضاً:استعدادات نارية للأخضر قبل موقعة البحرين الحاسمة!مبادرة نوعية: فرص تطوعية في مخيم ضيوف الرحمن استعدادًا لموسم الحج

وشددت منظمة التعاون الإسلامي على أن المسجد الأقصى، بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، لا يشاركهم فيه أحد، وأن أي محاولة لتغيير هذه الحقيقة الدينية والتاريخية والقانونية تشكل انتهاكًا جسيمًا للحقوق الثابتة للمسلمين، وللوضع القانوني المعترف به دوليًا في القدس، وأعادت المنظمة التأكيد على أن محاولات فرض واقع جديد في الأقصى عبر الاقتحامات المتكررة هي محاولات مرفوضة وغير شرعية، ولا يمكن أن تُقبل تحت أي ظرف من الظروف.

وأشارت المنظمة إلى أن هذه الاعتداءات تضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات اليومية التي تقوم بها سلطات الاحتلال في القدس المحتلة، بما يشمل عمليات التهويد، والاستيطان، ومصادرة الأراضي، وإخلاء السكان الفلسطينيين، وكلها ممارسات تهدف إلى تقويض الهوية الفلسطينية والعربية والإسلامية للمدينة المقدسة، كما نبهت إلى أن هذه الأفعال تساهم في تأجيج التوتر الديني والسياسي في المنطقة، وتشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

ودعت منظمة التعاون الإسلامي جميع الدول الأعضاء، والهيئات والمنظمات الدولية، إلى ممارسة ضغوط حقيقية على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف هذه الانتهاكات، والامتناع عن دعم أو تغطية أي خطوات تمس بالمكانة الدينية والتاريخية للمسجد الأقصى، كما شددت على أهمية الحفاظ على الوضع القانوني القائم قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، باعتباره المرجعية القانونية الوحيدة المقبولة فيما يتعلق بإدارة الأماكن المقدسة في القدس المحتلة.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأقصى، دعت المنظمة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه حماية الأماكن المقدسة، وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة أو الدعوات الشكلية، وأكدت أن ما يجري في القدس ليس شأنًا فلسطينيًا فقط، بل هو قضية إسلامية وعالمية تمس مشاعر مئات الملايين من المسلمين في مختلف أنحاء العالم، ولا يمكن السكوت عنها أو التغاضي عنها تحت أي ذرائع سياسية.

كما نبهت المنظمة إلى خطورة استمرار هذه الانتهاكات على مستقبل عملية السلام، التي تقوم أساسًا على احترام قرارات الشرعية الدولية، وأوضحت أن تمادي إسرائيل في هذه السياسات يقوض أي أفق للتوصل إلى حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويؤجج مشاعر الغضب والاحتقان التي قد تنفجر في أي لحظة في وجه الاحتلال.

وفي ختام بيانها، أكدت منظمة التعاون الإسلامي أنها ستواصل جهودها على جميع المستويات، السياسية والدبلوماسية والقانونية، من أجل الدفاع عن القدس ومقدساتها، والعمل مع شركائها الدوليين للحفاظ على حقوق المسلمين في الحرم القدسي الشريف، ومنع أي مساس به أو تغيير في طابعه الديني والتاريخي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook