وفقًا للفلك: الأربعاء 28 مايو غرة ذي الحجة والجمعة عيد الأضحى

تتجه أنظار العالم الإسلامي مساء الثلاثاء 27 مايو 2025 إلى السماء، ترقبًا لتحري هلال شهر ذي الحجة لعام 1446 هجري، في خطوة تحدد مواعيد أعظم مناسبات المسلمين، وهي وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك، ويأتي هذا التحري الفلكي المهم وسط توقعات دقيقة ترجّح أن يكون الأربعاء 28 مايو هو أول أيام ذي الحجة، فيما يُتوقع أن يصادف عيد الأضحى يوم الجمعة 6 يونيو، في معظم الدول الإسلامية، وفقًا للمعطيات الفلكية الصادرة عن مركز الفلك الدولي.
وأوضح المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي، أن رؤية الهلال مساء الثلاثاء ستكون ممكنة باستخدام التلسكوب في عدد من مناطق وسط وغرب آسيا ومعظم أجزاء إفريقيا وأوروبا، في حين تُعد الرؤية بالعين المجردة ممكنة في أجزاء واسعة من الأميركيتين، حيث تكون ظروف الرصد أكثر ملاءمة، وأشار إلى أن هناك إمكانية واقعية لرؤية الهلال من بعض الدول الإسلامية، ما يجعل الأربعاء هو المرجّح لبداية شهر ذي الحجة.
إقرأ ايضاً:ثورة في خدمات التوظيف المنزلي «الموارد البشرية» تطلق ميزة رفع السيرة الذاتية عبر «مساند»!الهلال يغري إنزاغي بعرض تاريخي والقرار بعد نهائي الأبطال
وبحسب البيان الذي ورد في موقع "سبق"، عرض عودة تفصيلًا دقيقًا لحالة الهلال وقت غروب الشمس في عدة مدن حول العالم، منوهًا أن الحسابات السطحية تؤكد غياب القمر بعد دقائق من غروب الشمس، في معظم العواصم العربية، لكن بشروط متفاوتة تؤثر في إمكانية رصده، ففي جاكرتا على سبيل المثال، يغيب القمر بعد 9 دقائق فقط من غروب الشمس، ويبلغ عمره 9 ساعات ودقيقتين، ما يجعل رؤيته مستحيلة حتى باستخدام التلسكوب، نظرًا لقصر المكث وحداثة العمر.
وفي أبو ظبي، يغيب القمر بعد 38 دقيقة من غروب الشمس، بعمر يبلغ 13 ساعة و29 دقيقة، ويبتعد عن الشمس بـ7،7 درجات، ما يجعل رؤيته ممكنة بالتلسكوب فقط، وهي الحالة ذاتها في مكة المكرمة، التي يشهد فيها الهلال غروبًا بعد 39 دقيقة من غروب الشمس، بعمر يبلغ 14 ساعة و17 دقيقة، وبُعد زاوي عن الشمس يبلغ 8،1 درجات، أما في عمّان والقدس، فإن الظروف تتحسن قليلاً، حيث يغيب القمر بعد 48 دقيقة، وبعمر 14 ساعة و46 دقيقة، وبُعد زاوي يبلغ 8،4 درجات، ومع ذلك فإن الرؤية ستكون ممكنة بالعين المجردة فقط بصعوبة، وتتطلب صفاءً كبيرًا في الغلاف الجوي.
وفي القاهرة، يغيب الهلال بعد 47 دقيقة من غروب الشمس، ويبلغ عمره 14 ساعة و54 دقيقة، وبُعده عن الشمس 8.5 درجة، أما في الرباط، فتتوافر أفضل الظروف بين العواصم العربية المذكورة، حيث يغيب القمر بعد 58 دقيقة من غروب الشمس، ويبلغ عمره 17 ساعة، ويبتعد عن الشمس بـ9.9 درجات، ما يجعل رؤيته بالعين المجردة ممكنة ولكن بتحديات تتعلق بنقاء الأجواء وخبرة الراصدين.
وأكد عودة أن رؤية الهلال لا تعتمد فقط على عمره ومكثه بعد غروب الشمس، بل تتطلب توافر عوامل أخرى مهمة مثل البُعد الزاوي عن الشمس، وارتفاعه عن الأفق، فضلاً عن خبرة الراصدين وظروف الطقس وصفاء الغلاف الجوي، وأشار إلى أن أقل مكث لهلال تم رصده بالعين المجردة كان 29 دقيقة، فيما كان أقل عمر لهلال تمت رؤيته 15 ساعة و33 دقيقة، ما يوضح أن ظروف الرؤية تتجاوز الأرقام وتخضع لمعطيات متعددة.
وقد أرفق المركز خريطة توضيحية تظهر مدى إمكانية رؤية الهلال في مختلف مناطق العالم، مبيّنة أن الرؤية ستكون مستحيلة في المناطق المظللة باللون الأحمر، حيث يغرب القمر قبل الشمس، فيما لا يمكن رؤية الهلال لا بالتلسكوب ولا بالعين المجردة في المناطق غير الملونة، أما المناطق الزرقاء فالرؤية فيها ممكنة فقط باستخدام التلسكوب، في حين تشير المناطق الزهرية إلى إمكانية الرؤية بالتلسكوب مع احتمال مشاهدته بالعين المجردة بشروط مثالية، أما المناطق الخضراء فهي الأنسب، إذ يُتوقع رؤية الهلال بالعين المجردة فيها بسهولة.
بهذه المعطيات، تزداد التوقعات بثبوت هلال ذي الحجة مساء الثلاثاء، ليكون الأربعاء بداية الشهر، ما يحدد وقفة عرفات يوم الخميس 5 يونيو، ويجعل الجمعة 6 يونيو أول أيام عيد الأضحى المبارك، في أجواء روحانية يحتفي بها المسلمون حول العالم.