انقطاع غير متوقع يصيب "إكس" أين اختفت التغريدات؟

شهدت منصة "إكس" (المعروفة سابقًا باسم تويتر) مساء السبت عطلاً تقنيًا واسع النطاق، أدى إلى توقف تحميل المنشورات الجديدة لدى آلاف المستخدمين حول العالم، الأمر الذي أثار موجة من البلاغات وحالة من الجدل على المنصات الرقمية الأخرى، وسط غياب أي توضيح رسمي من الشركة المالكة حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
العطل المفاجئ، الذي بدأ في الساعات الأولى من مساء السبت، تسبب في ظهور رسالة خطأ موحدة لدى المستخدمين، نصها: "حدث خطأ ما.. حاول إعادة التحميل"، وهو ما أعاق قدرة المتصفحين على مشاهدة التغريدات الجديدة أو التفاعل مع المحتوى المنشور.
إقرأ ايضاً:خدمة جديدة تبهر الحجاج "فرز الأمتعة" تختصر ساعات الانتظار في مطار محمد الخامس!نقلة نوعية للزائرات شاشات تفاعلية في المصليات النسائية بالمسجد النبوي!
وقد تنوعت المشكلات المبلغ عنها، ما بين عدم ظهور المنشورات، وتوقف خاصية التحديث التلقائي، وتعذر تحميل الردود أو الوسائط، إضافة إلى خلل في الإشعارات والرسائل المباشرة في بعض الحسابات.
وبحسب موقع "داون ديتيكتور" المتخصص في رصد الأعطال التقنية، فقد تجاوز عدد البلاغات في الولايات المتحدة وحدها 25 ألف بلاغ خلال ساعات قليلة، ما يعكس حجم التأثير الكبير لهذا العطل، خاصة في واحدة من أكبر أسواق المنصة.
كما رُصدت شكاوى مشابهة في عدد من الدول الأخرى مثل بريطانيا وكندا وأستراليا، إضافة إلى دول عربية، حيث عبّر كثير من المستخدمين عن استيائهم من الانقطاع المفاجئ الذي طال حساباتهم دون سابق إنذار.
ويأتي هذا العطل في توقيت حساس بالنسبة لمنصة "إكس"، التي كانت محط الأنظار منذ استحواذ الملياردير الأميركي إيلون ماسك عليها في أكتوبر من عام 2022 في صفقة بلغت قيمتها نحو 44 مليار دولار.
وقد أعقب الاستحواذ سلسلة من التغييرات الجذرية في البنية الإدارية والفنية، شملت تسريح ما يقرب من 80% من موظفي الشركة، وهو ما أثار حينها جدلًا واسعًا حول قدرة المنصة على الاستمرار بكفاءة في ظل تقليص الكوادر البشرية المسؤولة عن المتابعة التقنية والدعم الفني.
ويُعد هذا الخلل هو الثاني من نوعه خلال العام الجاري، بعد عطل مشابه تعرضت له المنصة في مارس الماضي، حين تعطلت خدماتها لمدة 30 دقيقة تقريبًا، مما أثر آنذاك على إمكانية التفاعل مع المنشورات وإرسال الرسائل الخاصة.
ومع تكرار هذه الانقطاعات، بدأت تظهر تساؤلات جادة من قبل المستخدمين والمراقبين حول مدى قدرة المنصة على تقديم خدمة مستقرة، في ظل التحولات الإدارية والتقنية التي تشهدها منذ تولي ماسك إدارتها.
حتى الآن، لم تصدر شركة "إكس" أي بيان رسمي يوضح أسباب الخلل، أو متى من المتوقع عودة الخدمة إلى طبيعتها بشكل كامل، ما يزيد من قلق المستخدمين، ويعزز التكهنات بشأن وجود مشكلات أعمق في البنية التحتية للمنصة.
في المقابل لجأ الآلاف إلى منصات بديلة مثل "ثريدز" و"بلو سكاي" للتعبير عن آرائهم، وتبادل التعليقات الساخرة والساخطة حول ما حدث، في مشهد يعكس مدى ارتباط المستخدمين اليومي بالمنصات الاجتماعية، وقلقهم من غيابها ولو لساعات محدودة.
ومن المرجح أن تصدر الشركة خلال الساعات المقبلة توضيحًا رسميًا بشأن الحادثة، لطمأنة المستخدمين وشرح ملابسات العطل، في وقت تتزايد فيه المطالب بضرورة تعزيز البنية التقنية للمنصة وضمان استقرار خدماتها، لا سيما مع اعتماد ملايين الأشخاص حول العالم عليها كمصدر رئيسي للأخبار والتواصل.