هل تم تقليص مشروع نيوم ؟ وما هي المستجدات؟
في تحول لافت، بدأت المملكة العربية السعودية في تقليص طموحاتها المتعلقة بمشروع "نيوم" العملاق، الذي يُعد أحد أبرز مكونات رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط. هذا التعديل جاء نتيجة لتحديات مالية وتقنية تواجه المشروع.
أفادت تقارير بأن مشروع "ذا لاين"، الذي كان من المخطط أن يمتد على طول 170 كيلومترًا، سيقتصر تنفيذه في المرحلة الأولى على 2.4 كيلومتر فقط بحلول عام 2030، كما أن التوقعات السكانية للمشروع قد تم تعديلها من 1.5 مليون نسمة إلى أقل من 300 ألف نسمة في نفس الإطار الزمني.
إقرأ ايضاً:ضربات أمنية متزامنة تُسقط مروّجين ومهرّبين في 6 مناطق بالمملكة: الشبو والحشيش والقات في قبضة العدالةالرياض تستعد لإعادة تشكيل السياحة العالمية عبر منتدى TOURISE
التحديات المالية كانت من أبرز الأسباب وراء هذا التعديل، حيث واجه المشروع صعوبات في جذب الاستثمارات الأجنبية، مما أدى إلى تقليص بعض المخططات، بما في ذلك مشروع "ذا لاين"، الذي كان من المتوقع أن يمتد على مساحة 170 كيلومترًا، كما ان المملكة بدأت بالتركيز على مشاريع آخرى في الرياض ومناطق آخرى ذات جاذبية أعلى.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه مشروع "نيوم" للهيدروجين الأخضر تحديات في جذب المشترين الدوليين، مما يهدد وتيرة تقدمه ويعيد جدولة طموحات المملكة في أن تصبح رائدًا عالميًا في سوق الطاقة النظيفة، رغم أن المشروع يُعد من بين أكبر مشاريع الهيدروجين الأخضر في العالم، إلا أن الشركة المطورة لم تنجح بعد في تأمين مشترين لأكثر من نصف الإنتاج المستهدف.
التقارير تشير أيضًا إلى أن بعض المشاريع المرتبطة بـ"نيوم" قد تم تأجيلها أو تقليصها، مع التركيز على استكمال العناصر الأساسية لاستضافة الفعاليات الرياضية العالمية في العقد المقبل، هذا التغيير في الأولويات يعكس محاولة المملكة لتحقيق توازن بين الطموحات الكبيرة والواقع الاقتصادي.
على الرغم من هذه التحديات، لا تزال المملكة ملتزمة بتحقيق أهداف رؤية 2030، مع التركيز على تنمية القطاعات غير النفطية وجذب الاستثمارات الأجنبية، ومع ذلك، فإن التعديلات الأخيرة على مشروع "نيوم" تشير إلى أن المملكة قد تتبنى نهجًا أكثر حذرًا وواقعية في تنفيذ مشاريعها المستقبلية وخطط اكثر ايجابية.
من المتوقع أن تستمر المملكة في مراجعة وتعديل خططها التنموية بما يتماشى مع التحديات الاقتصادية والمالية، مع الحفاظ على رؤيتها الطموحة لمستقبل متنوع ومستدام.
ويعكس تقليص طموحات مشروع "نيوم" التحديات التي تواجهها المملكة في تحقيق تحول اقتصادي شامل، ويؤكد على أهمية التوازن بين الطموحات والواقع في تنفيذ المشاريع الكبرى.