عيادات متنقلة ومراكز متأهبة: هكذا يستعد تجمع المدينة لضيوف الرحمن

في إطار الاستعدادات المتكاملة لموسم الحج، أكد رئيس التواصل المؤسسي والمتحدث الرسمي باسم تجمع المدينة المنورة الصحي، عبد الرحمن بن نبيل حمودة، أن مركز القيادة والتحكم في التجمع يلعب دورًا محوريًا وحيويًا في مراقبة جميع المنشآت الصحية والخدمات المقدمة فيها، سواء تلك المشاركة مباشرة في خدمة الحجاج، أو التي تقدم الرعاية اليومية الاعتيادية لسكان وزوار المدينة المنورة، ولفت إلى أن منظومة الرقابة تشمل عدة جوانب حساسة من الخدمات الصحية مثل أقسام التنويم، والإحالات الطبية، والعيادات الخارجية، وأقسام الطوارئ، وسلاسة الإمداد الطبي، إلى جانب غرفة مراقبة الحدث، ما يعكس طبيعة العمل الدقيقة والمنهجية المتقدمة في إدارة النظام الصحي خلال هذا الموسم الاستثنائي.
وخلال حديثه، أشار حمودة إلى أن التجمع يضم عددًا من المنشآت الصحية التي تعمل على مدار الساعة لتقديم الرعاية الطبية الشاملة لضيوف الرحمن، خاصة في المناطق المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، والتي تشهد كثافة بشرية عالية خلال موسم الحج، وتضم هذه المنشآت مستشفى السلام الوقفي، ومستشفى الحرم، ومركز الصافية للرعاية، بالإضافة إلى مركز باب جبريل للرعاية العاجلة، والتي تعتبر جميعها نقاط دعم رئيسية للمنظومة الصحية في المدينة.
إقرأ ايضاً:إحباط تهريب 1.5 مليون قرص إمفيتامين داخل شحنة طاولات بالرياض «الفحص الدوري» يكشف حقيقة خفض رسوم الفحص إلى 20% وتمديد مدة الصلاحية
وأوضح حمودة أن هذه المنشآت تم تجهيزها بكوادر طبية مؤهلة وأجهزة متطورة لضمان التعامل مع الحالات الطارئة، وتقديم الخدمات العلاجية بكفاءة وسرعة، مشيرًا إلى أن العمل في هذه المراكز لا يتوقف على استقبال المرضى فقط، بل يمتد ليشمل التوعية والوقاية والتدخل السريع عند الحاجة.
وأشار كذلك إلى أن التجمع لم يقتصر على المراكز الثابتة فقط، بل عمد إلى تسيير عيادات متنقلة (عربات طبية مجهزة) تنتشر في المزارات والمعالم السياحية التي يقصدها زوار المدينة المنورة، لتقديم الخدمات الصحية في مواقعهم دون الحاجة إلى انتقالهم إلى المراكز الطبية، هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز الاستجابة السريعة، وتوفير الرعاية الصحية الأولية في مواقع التجمعات، مما يسهم في تقليل الضغط على المراكز الثابتة، وضمان سلامة الزوار والحجاج على مدار الساعة.
وشدد المتحدث الرسمي باسم تجمع المدينة المنورة الصحي على أن نظام الإحالات الطبية تم تصميمه ليواكب أحدث التطورات التقنية، حيث يعتمد على أنظمة رقمية مترابطة تتيح متابعة الحالات بدقة متناهية، بدءًا من لحظة استقبال الحالة وحتى تقديم الرعاية المتكاملة في المنشأة المناسبة، وأوضح أن مركز القيادة والتحكم يتابع هذه الإحالات لحظة بلحظة، بما يضمن تسريع وتيرة تقديم الخدمة، وتوجيه المريض إلى الوجهة العلاجية الأمثل، مع المحافظة على أعلى معايير الجودة والكفاءة الطبية.
وتأتي هذه الجهود في إطار منظومة صحية متكاملة تسعى إلى تقديم أفضل ما يمكن لضيوف الرحمن، من خلال الجمع بين الجاهزية التقنية والكوادر البشرية المدربة، والتوزيع الجغرافي المدروس للمراكز والمنشآت، مع مرونة تشغيلية تتيح سرعة التدخل والتوسع عند الحاجة، كما تعكس هذه الجهود التزام المملكة العربية السعودية بتقديم خدمات صحية عالية المستوى لضيوفها القادمين من مختلف أنحاء العالم، وتوفير بيئة صحية آمنة تضمن أداء مناسك الحج براحة وطمأنينة.
وفي ختام حديثه، أشار حمودة إلى أن مركز القيادة والتحكم لا يقتصر دوره على الرصد والتنسيق فقط، بل يشكل قلبًا نابضًا للمنظومة الصحية، يتعامل مع المعلومات في الوقت الفعلي، ويتخذ قرارات سريعة مبنية على بيانات دقيقة، ما يعزز من فعالية الأداء، ويرفع من مستوى الجاهزية في مواجهة أي طارئ صحي قد يحدث خلال موسم الحج.
هذه المنظومة المتكاملة، التي تجمع بين العمل الميداني والتقني، ترسم صورة واضحة عن مدى التقدم الذي وصلت إليه المملكة في إدارة المواسم الكبرى، وتحقيق الريادة في تقديم الرعاية الصحية للحجاج والمعتمرين، بما يواكب رؤية السعودية 2030 التي تولي صحة الإنسان أولوية قصوى في كل الميادين.