هل يشكل جهاز OpenAI الجديد نهاية الشاشة في حياتنا اليومية؟

في خطوة قد تعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، تسعى شركة OpenAI لإحداث ثورة جديدة في عالم الأجهزة الذكية، من خلال تطوير جهاز فريد من نوعه، صغير الحجم، لا يحتوي على شاشة، لكنه يتمتع بقدرات إدراكية متقدمة تجعله واعياً لما يحيط بمستخدمه، بحسب ما كشفته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن هذا الجهاز الجديد لا يندرج ضمن فئة الأجهزة القابلة للارتداء أو المحمولة التقليدية، بل يمثل مفهومًا مبتكرًا كليًا، يُتوقع أن يغير طريقة تفاعل الناس مع الذكاء الاصطناعي.
سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، وصف خلال لقاء مغلق مع موظفيه هذا الابتكار بأنه "جهاز أساسي ثالث" بجانب أجهزة مثل الماك بوك برو والآيفون، لكنه يختلف عن هذه الأجهزة بكونه لا يتطلب شاشة أو تفاعلاً مرئيًا مباشرًا، بل يعتمد على فهم البيئة المحيطة والتفاعل الصوتي أو الحسي، مما يمنح المستخدم تجربة ذكية طبيعية ومستمرة، وقال ألتمان إن الجهاز يمكن وضعه بسهولة في الجيب أو على سطح المكتب، ما يجعله رفيقًا يوميًا غير ملحوظ لكنه فعّال.
إقرأ ايضاً:مشروع سقيا الحجاج.. أرقام جديدة في خدمة حجاج 1446انقطاع مفاجئ في منصة "إكس" ويؤثر على ملايين المستخدمين حول العالم
هذا المشروع يأتي بعد إعلان OpenAI عن استحواذها على شركة io، وهي شركة ناشئة أسسها المصمم الشهير جوني إيف، المعروف بدوره الرئيسي في تصميم أجهزة "آيفون" خلال فترة عمله الطويلة في شركة آبل، الصفقة التي بلغت قيمتها نحو 6،5 مليار دولار تمّت على شكل أسهم، وهي تؤكد الرغبة الجادة من OpenAI في الاستثمار في الابتكار المادي وليس فقط البرمجي، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي مع تصميم أجهزة متقدمة.
جوني إيف، الذي يحمل إرثًا من الابتكارات في تصميم الأجهزة الأيقونية، سينضم إلى OpenAI ليلعب دورًا قياديًا في تصور وتصميم هذا الجهاز الجديد، وهو أمر يزيد من التوقعات العالية بشأن الشكل والمظهر النهائي للمنتج، حضور إيف في المشروع يمثل دفعة قوية لطموحات الشركة في دخول سوق الأجهزة بمنتج مختلف جذريًا عن المنافسين.
وفي حديثه إلى فريقه، أشار ألتمان إلى أن هذا الجهاز الجديد قد يمثل نقطة تحوّل استراتيجية ليس فقط لشركة OpenAI، بل لصناعة التكنولوجيا ككل، إذ توقع أن يسهم في رفع القيمة السوقية لشركته بمقدار قد يصل إلى تريليون دولار، ويرى ألتمان أن OpenAI بصدد إنشاء فئة جديدة كليًا من الأجهزة لا تُشبه الهواتف المحمولة، ولا الحواسيب، ولا حتى الأجهزة القابلة للارتداء، بل تقدم تصورًا مختلفًا لكيفية دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية دون الحاجة إلى شاشة أو تطبيقات تقليدية.
ورغم أن المشروع ما يزال في مراحله الأولية، إلا أن ألتمان شدد خلال اللقاء على أهمية السرية الكاملة حول تفاصيل الجهاز الجديد، محذرًا من أن أي تسريب قد يُتيح الفرصة للمنافسين لاستنساخ الفكرة قبل أن ترى النور، ورغم هذه التحذيرات، فقد تسرب تسجيل للعرض التقديمي إلى وول ستريت جورنال، مما طرح تساؤلات حول قدرة الشركة على حفظ أسرارها، ومدى ثقة الإدارة بفريقها الداخلي.
هذا التسريب، وإن كان محرجًا، فإنه يؤكد من جانب آخر مدى أهمية المشروع واهتمام الأوساط التقنية به، فالتكتم عليه يعكس إدراك الشركة لأبعاده التنافسية الكبرى، كما يفتح التسريب بابًا للتأمل في التحديات التي تواجه الشركات التكنولوجية الكبرى عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الأسرار في بيئة تتطلب العمل التشاركي المكثف.
في النهاية، يبدو أن OpenAI تستعد للانتقال من عالم البرمجيات إلى ساحة الأجهزة، عبر بوابة الذكاء الاصطناعي المُتجسد في جهاز ملموس، ومع قيادة كل من ألتمان وإيف لهذا المشروع، تبقى التوقعات عالية بأن الجهاز الجديد لن يكون مجرد أداة، بل تجربة جديدة تدمج الذكاء الاصطناعي في حياة الناس اليومية بطريقة غير مسبوقة.