أسعار النفط ترتفع : هل تصمد الأسعار أمام تحدي كازاخستان وضغوط المخزونات؟

سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا جديدًا تجاوز 1% خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مدفوعة بعدة عوامل متباينة تتعلق بمخزونات الخام والإنتاج الدولي، فقد صعدت العقود الآجلة لخام برنت لشهر يوليو بنسبة 1.32% ليصل إلى 66.24 دولارًا للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي للشهر ذاته بنسبة 1.45% لتسجل 62.93 دولارًا، مما يشير إلى حالة من الترقب والقلق تسود الأسواق العالمية بشأن التوازن بين العرض والطلب.
وتأتي هذه القفزة السعرية في وقت أظهرت فيه بيانات صادرة عن معهد البترول الأمريكي زيادة غير متوقعة في مخزونات الخام داخل الولايات المتحدة، حيث ارتفعت هذه المخزونات بمقدار 2.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 16 مايو، وهو ما يعزز القلق من أن السوق قد يشهد فائضًا في المعروض، خاصة من قبل أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم، إلا أن هذا الارتفاع لم يمنع السوق من مواصلة التحسن في الأسعار، مما يعكس أن هناك عوامل أخرى مؤثرة توازن هذه الزيادة.
إقرأ ايضاً:محمد العويس يغادر الهلال رسميًا نحو دوري يلو: صفقة تُشعل الجدل وتفتح أبواب التساؤلاتجامعة جدة تعلن فتح باب القبول للطلاب الدوليين للعام الجامعي 2026 عبر منصة ادرس في السعودية
وفي المقابل، سجلت مخزونات البنزين ونواتج التقطير تراجعًا، ما يشير إلى وجود تحسن في الطلب المحلي الأمريكي على هذه المشتقات، ويُعد هذا عاملًا داعمًا للأسعار، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون التقرير الرسمي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، المتوقع صدوره لاحقًا اليوم، لتأكيد البيانات الأولية ومعرفة تأثيرها الحقيقي على توجهات السوق.
ومن جهة أخرى، أفاد مصدر في قطاع الطاقة بأن إنتاج كازاخستان من النفط ارتفع بنسبة 2% خلال شهر مايو، وهو ما يُعد خروجًا واضحًا عن التزامات الدولة ضمن تحالف "أوبك بلس"، الذي يواصل مطالبة الدول الأعضاء وشركائهم بخفض الإنتاج دعمًا للأسعار العالمية، وتأتي هذه الزيادة في وقت حساس يثير مخاوف من أن تؤدي مثل هذه التحركات الفردية إلى إضعاف فعالية اتفاقات ضبط الإنتاج التي يعتمد عليها السوق لتحقيق التوازن.
ويرى مراقبون أن تداخل العوامل المؤثرة، مثل زيادة المخزونات في الولايات المتحدة وتوسع الإنتاج في دول مثل كازاخستان، مقابل تحسن الطلب على الوقود، يضع الأسواق النفطية في مسار غير مستقر، ما يفتح الباب أمام تذبذبات جديدة خلال الأيام المقبلة، بانتظار صدور بيانات رسمية قد تعيد تشكيل توقعات المستثمرين بشأن اتجاهات الأسعار في المدى القصير والمتوسط.