بريق المعدن الأصفر يزداد: الذهب يحقق مكاسب جديدة وسط تقلبات الأسواق

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، مدفوعة بتراجع الدولار الأمريكي، ما عزّز جاذبية المعدن النفيس لدى المستثمرين باعتباره ملاذًا آمنًا في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.
وجاء هذا الارتفاع وسط ترقب الأسواق لبيانات اقتصادية جديدة وتطورات السياسات النقدية للبنوك المركزية، حيث يسعى المستثمرون إلى تأمين أصولهم في بيئة تتسم بعدم اليقين.
إقرأ ايضاً:السوق السعودي يتراجع رغم ارتفاع اسهم أرامكو والراجحيكشف مفاجأة الاتحاد بشأن قائد برشلونة: بلانيس يحسم الجدل حول صفقة أراوخو
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.7 في المئة ليصل إلى 3223.55 دولارًا للأوقية (الأونصة)، مواصلاً مكاسبه التي بدأها في وقت سابق من الأسبوع. كما قفزت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 1.3 في المئة، مسجلة 3228.70 دولارًا للأوقية، في دلالة على تزايد ثقة المتعاملين في استمرار الطلب على المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة.
ويأتي هذا الصعود وسط ضغوط يتعرض لها الدولار الأمريكي، حيث أدى تراجع العملة الأمريكية إلى جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، كما أن تراجع العائدات على السندات الأمريكية طويلة الأجل ساهم بدوره في دعم الذهب، إذ أن انخفاض العوائد يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب.
وتتجه الأنظار الآن إلى موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، خاصة في ظل استمرار الضغوط التضخمية وتذبذب المؤشرات الاقتصادية، وفي حال أظهر الاحتياطي الفيدرالي توجهًا نحو تخفيف السياسة النقدية، فإن ذلك قد يفتح المجال أمام مزيد من المكاسب للمعدن النفيس، الذي يُعتبر عادة من أبرز المستفيدين في أوقات السياسات التيسيرية.
وفي سياق متصل، شهدت بقية المعادن الثمينة أداءً إيجابيًا خلال تداولات اليوم. فقد ارتفعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.5 في المئة لتسجل 32.42 دولارًا للأوقية، مدفوعة بزيادة الطلب الصناعي وتزايد الاهتمام الاستثماري في ظل تحسن التوقعات الاقتصادية العالمية، كما صعد البلاتين بنسبة 0.3 في المئة إلى 990.71 دولارًا للأوقية، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.5 في المئة ليبلغ 965.23 دولارًا.
وتشير تحليلات الخبراء إلى أن الاتجاه الصعودي للذهب قد يستمر خلال الأسابيع المقبلة، خاصة إذا استمرت الضغوط على الدولار وواصلت الأسواق ترقب مؤشرات الاقتصاد الكلي بحذر، كما يُتوقع أن تؤثر التوترات الجيوسياسية المستمرة، إلى جانب اضطرابات سلاسل التوريد والتضخم المرتفع في بعض الأسواق، على مسار أسعار المعادن النفيسة بشكل عام.
وفي ظل هذه المعطيات، يبقى الذهب الخيار المفضل لدى العديد من المستثمرين الباحثين عن الاستقرار والحماية من تقلبات السوق، ومع استمرار حالة الترقب في الأسواق العالمية، قد يظل المعدن الأصفر في دائرة الضوء كأداة تحوط رئيسية في محافظ المستثمرين خلال الفترة القادمة.
ويُعزى جزء كبير من الزخم الإيجابي الذي يشهده سوق الذهب حاليًا إلى تنامي المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وعودة الحديث عن إمكانية دخول بعض الاقتصادات الكبرى في حالة ركود خلال النصف الثاني من العام.
كما ساهمت البيانات المتضاربة الصادرة عن الاقتصادات الكبرى، مثل الولايات المتحدة والصين وأوروبا، في تعزيز حالة عدم اليقين، ما دفع المستثمرين إلى إعادة توجيه رؤوس أموالهم نحو الأصول الآمنة، ويُعد الذهب أحد أبرز تلك الأصول التي تستفيد من مثل هذه الظروف، نظرًا لما يتمتع به من موثوقية تاريخية في الحفاظ على القيمة خلال الأزمات والتقلبات الحادة في الأسواق المالية.