في إكسبو أوساكا 2025: سدايا تقدم للعالم تجربة السعودية في الذكاء الاصطناعي
ضمن مشاركتها البارزة في معرض إكسبو أوساكا 2025 في اليابان، قدمت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) استعراضًا شاملًا لتجربة المملكة العربية السعودية في التحول الرقمي، وبناء المدن الذكية، وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبرى، في إطار جهودها المستمرة لدعم التنمية الوطنية المستدامة، وتعزيز جودة الحياة، وتمكين الابتكار.
وشكلت مشاركة سدايا في الجناح السعودي بالمعرض فرصة استثنائية لتسليط الضوء على إنجازات المملكة المتسارعة في هذا القطاع الحيوي، الذي بات يُعد من أهم الركائز الداعمة لرؤية السعودية 2030، والتي وضعت التحول الرقمي كأحد المحاور الاستراتيجية لبناء اقتصاد معرفي وتنافسي ومستقبل أكثر استدامة.
إقرأ ايضاً:السوق السعودي يتراجع رغم ارتفاع اسهم أرامكو والراجحيكشف مفاجأة الاتحاد بشأن قائد برشلونة: بلانيس يحسم الجدل حول صفقة أراوخو
وفي هذا السياق، أكد الدكتور مشاري المشاري، نائب مدير مركز المعلومات الوطني التابع لسدايا، أن المملكة تمضي بخطى ثابتة نحو بناء مجتمع رقمي متكامل، بفضل البنية التحتية التقنية المتطورة، والرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، التي أولت أهمية قصوى لتسخير البيانات والذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات، وتطوير منظومة العمل الحكومي، وتعزيز رفاهية الإنسان.
وأوضح المشاري أن إنشاء هيئة "سدايا" في عام 2019 شكّل لحظة مفصلية في رحلة التحول الرقمي الوطني، إذ أسندت إليها مهام تنظيم وتطوير قطاعي البيانات والذكاء الاصطناعي، وتوحيد الجهود الوطنية ضمن استراتيجية موحدة، تنفذها من خلال أذرعها الثلاثة: مركز المعلومات الوطني، والمركز الوطني للذكاء الاصطناعي، ومكتب إدارة البيانات الوطنية.
واستعرض المشاري عددًا من المنصات الرقمية والخدمات التقنية التي طورتها "سدايا"، والتي كان لها أثر ملموس على مختلف قطاعات المجتمع، من أبرزها:
تطبيق "توكلنا" الوطني الشامل، الذي يُعد أحد أبرز النماذج على الابتكار الحكومي، إذ تجاوز عدد مستخدميه 33 مليون مستخدم في 77 دولة، ويمثل منصة موحدة لتقديم الخدمات الحكومية والصحية والتعليمية بشكل رقمي وسلس. منصة "نفاذ" الوطنية للهوية الرقمية، التي تمكّن المواطنين والمقيمين من الوصول إلى مختلف الخدمات الحكومية والخاصة بموثوقية عالية، وتعد إحدى الدعائم الأساسية للبنية التحتية الرقمية للمملكة.
السحابة الحكومية "ديم"، التي تمكنت من دمج 268 مركز بيانات حكومي في بيئة موحدة وآمنة، وأسهمت في تحقيق وفرات مالية تجاوزت 5.35 مليارات ريال سعودي، في خطوة تعد نموذجًا عالميًا في كفاءة إدارة البنية التحتية الرقمية.
منصة "إحسان" للعمل الخيري، التي ساهمت في دعم أكثر من 11 مليون مستفيد عبر تنفيذ أكثر من 30 ألف مشروع خيري، مما يعكس الدور الإنساني والتنموي الذي تتبناه "سدايا" في استثمار التقنية لخدمة المجتمع. كما استعرض الدكتور المشاري الجهود المتواصلة التي تبذلها "سدايا" في بناء وتفعيل منظومة المدن الذكية في المملكة، ومن أبرزها:
إطلاق المنصة الوطنية للمدن الذكية، التي توفر بنية تحتية رقمية تدعم اتخاذ القرار في إدارة المدن، وتحسين كفاءة المرافق والخدمات. مركز عمليات الرياض الذكية، الذي يمثل نموذجًا رائدًا في إدارة المدينة باستخدام البيانات الحية والتحليلات المتقدمة. بالإضافة إلى برامج دعم الابتكار، مثل إقامة معسكرات تدريبية متخصصة، ومسرعات وحاضنات أعمال، وتنظيم هاكاثونات وطنية تجمع الموهوبين والمبتكرين من مختلف أنحاء المملكة.
وشدد نائب مدير مركز المعلومات الوطني على أن مشاركة المملكة في معرض "إكسبو أوساكا 2025" تمثل تأكيدًا على التزامها الراسخ بالريادة في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي عالميًا، ومواصلة العمل على تقديم حلول رقمية وإنسانية تواكب تطلعات المستقبل، وتسهم في بناء عالم أكثر شمولًا واستدامة.
وأشار إلى أن "سدايا" تعمل على دعم بناء مستقبل رقمي يخدم الإنسان ويعزز جودة الحياة، من خلال تحفيز الاستثمار في تقنيات المستقبل، وتوسيع نطاق التعاون الدولي في المجالات التقنية، بما يعزز من مكانة المملكة عالميًا كمركز تقني متقدم ووجهة للابتكار.
واختتمت "سدايا" مشاركتها برسالة مفادها أن التقنية ليست فقط أدوات، بل أدوات للارتقاء بالمجتمع، وأن التحول الرقمي الذي تقوده المملكة هو تحول إنساني قبل أن يكون تقنيًا، يهدف إلى خدمة الإنسان وتمكينه.