نحو مستقبل صناعي واعد: السعودية تبهر العالم بـ"أسبوع الرياض الصناعي 2025"
اختتم "أسبوع الرياض الدولي للصناعة 2025" فعالياته أمس الجمعة وسط إشادة واسعة بما حققه من نجاحات استثنائية على كافة الأصعدة، مؤكداً مكانة المملكة العربية السعودية كوجهة استراتيجية لصناعات المستقبل ومركزاً محورياً للابتكار التقني في المنطقة. شهد الحدث مشاركة لافتة من أكثر من 500 جهة عارضة تمثل 20 دولة حول العالم، بما يعكس الثقة العالمية في البيئة الصناعية السعودية الواعدة.
وقد نجح أسبوع الرياض في تقديم منصة متكاملة للتواصل والتعاون بين القطاعين العام والخاص، حيث تنوعت فعالياته بين معارض متخصصة ومنتديات علمية وورش عمل تطبيقية وجلسات حوارية. واشتمل الحدث على أربعة معارض رئيسية هي: معرض البلاستيك والبتروكيماويات، معرض الطباعة والتغليف، معرض التصنيع الذكي، ومعرض اللوجستيات الذكية، مما أتاح للمشاركين والزوار الاطلاع على أحدث التقنيات والحلول المبتكرة في هذه المجالات الحيوية، وفتح آفاقاً جديدة للشراكات الاستراتيجية والاستثمارات النوعية.
إقرأ ايضاً:بـ8 لغات ووعي شامل: الصحة تطلق الحقيبة الصحية التوعوية لموسم حج 1446العمري يكشف مفاجأة بشأن مفاوضات التجديد مع الاتحاد!
كما شكّل توقيع اتفاقية استراتيجية بين شركة معارض الرياض وشركة "ميسي دوسلدورف" الألمانية العريقة أحد أبرز إنجازات الأسبوع، حيث ستتيح هذه الشراكة استضافة ثلاثة من أهم المعارض الصناعية العالمية وهي: معرض "K" الأول عالمياً للصناعات البلاستيكية والمطاط، ومعرض "INTERPACK" الرائد في مجال التعبئة والتغليف، ومعرض "Drupa" الأضخم عالمياً لتقنيات الطباعة. وتعد هذه الخطوة تأكيداً على عزم المملكة لأن تصبح مركزاً صناعياً محورياً في الشرق الأوسط وساحة رئيسية لاستقطاب الفعاليات الصناعية الكبرى.
وتميزت الجلسات النقاشية والندوات المتخصصة بالتركيز على محاور استراتيجية تضمنت توطين التقنيات المتقدمة، وتطوير المصانع الذكية، وتعزيز تكامل سلاسل الإمداد، وآليات التمويل الصناعي المبتكرة، مع تسليط الضوء على دور الحلول الرقمية والأنظمة الذكية في تحسين جودة المنتجات وكفاءة الإنتاج. وقدمت العديد من الجهات الحكومية والخاصة عروضاً متخصصة استعرضت من خلالها مبادراتها التنموية وتجاربها الناجحة في تعزيز الأداء الصناعي، مع التركيز على الاستدامة وتقليص البصمة البيئية.
وتميز حفل اليوم الختامي للمعرض بمجموعة متميزة من العروض التقنية والورش التطبيقية التي عكست عمق التوجه الوطني نحو التحول الرقمي في الصناعة، حيث تم استعراض تجارب محلية رائدة في توظيف الطباعة ثلاثية الأبعاد في الصناعات المعدنية، مما يسهم في تحسين دقة المنتجات وتقليل الهدر في المواد الخام. كما شهد المعرض عروضاً مبتكرة لتطوير حلول بلاستيكية صديقة للبيئة من خلال تركيبات مبتكرة تخفض استهلاك الطاقة وتعزز متانة المواد الصناعية.
وبرزت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المنشآت الصناعية كأحد أهم محاور النقاش، حيث تم تقديم أنظمة تنبؤية متطورة قادرة على اكتشاف الأعطال قبل حدوثها، ونماذج "المصانع الرقمية المصغرة" التي توظف تقنيات الواقع الافتراضي في تدريب الكوادر الفنية، بما يسهم في خفض التكاليف ورفع كفاءة التأهيل المهني. وناقش المشاركون سبل دمج الطاقة الشمسية في العمليات الصناعية واستخدام الخلايا الكهروضوئية في المنشآت الإنتاجية، إضافة إلى استعراض الإمكانات الواعدة للروبوتات التعاونية والطائرات المسيرة في قطاع اللوجستيات الذكية.
ويمثل نجاح "أسبوع الرياض الدولي للصناعة 2025" خطوة محورية في مسيرة المملكة نحو تنويع اقتصادها وترسيخ مكانتها كحاضنة للتقنية وصناعات المستقبل، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية 2030. وقد أكد الحدث على قدرة الرياض على استقطاب الاستثمارات النوعية وتمكين الشراكات الاستراتيجية، والانطلاق نحو آفاق صناعية جديدة تنافس على المستوى العالمي، مما يبشر بمستقبل واعد للقطاع الصناعي السعودي.