بعد فوز الهلال: "تصريح تاريخي" من الشلهوب عن تدريب الفريق في كأس العالم
في ليلة كروية حبست الأنفاس، أطل المدير الفني المؤقت لنادي الهلال، محمد الشلهوب، على وسائل الإعلام بعد انتهاء المباراة التي جمعت فريقه بنادي الفتح ضمن منافسات الجولة 32 من دوري روشن السعودي للمحترفين، ومواجهة مثيرة حفلت بالأهداف والإثارة حتى صافرة النهاية، وانتهت بانتصار الهلال بنتيجة (4-3) في مباراة شهدت تقلبات كبيرة على مستوى الأداء والنتيجة، ليواصل الزعيم مسيرته بثقة نحو ختام موسم استثنائي.
بهدوء وثقة، بدأ الشلهوب حديثه مشيدًا باللاعبين الذين وصفهم بأنهم كانوا على قدر المسؤولية رغم بعض الظروف الطارئة التي واجهت الفريق خلال المباراة، وقال في تصريحه: "كانت ثلاث نقاط مهمة واللاعبين قدموا مجهود، حصلت بعض التغييرات الاضطرارية ومنها إشراك علي البليهي وكان على مستوى الثقة، وحسان كان لديه ظرف صحي خفيف، أبارك للاعبين المجهود والنتيجة وهذا بسبب أدائهم بالتدريبات"، وهذه الكلمات لم تكن مجرد إشادة، بل إشارة إلى الانضباط الداخلي الذي يعيشه الهلال تحت قيادته الفنية المؤقتة، حيث يثبت الشلهوب مرة أخرى أنه ابن النادي الذي لا يتردد في تحمّل المسؤولية في الأوقات الحرجة.
إقرأ ايضاً:وفاة شاعر سعودي شهير يثير الحزن على شبكات التواصلفيديوهات قصيرة ومحتوى عميق… STEM ينطلق بالعربية
المباراة نفسها لم تكن سهلة على الهلال، خصوصًا في شوطها الأول، حيث ظهر الفريق بعيدًا عن صورته المعتادة، والشلهوب أقر بذلك بصراحة قائلاً: "لم نكن في مستوانا المعهود، والفتح جيد على ملعبه ويلعب كرة قدم محترمة، والرغبة بالشوط الثاني والالتزام جعلت الفريق يظهر بشكل مختلف"، واعترافه الصريح يعكس نضجًا تدريبيًا واستيعابًا لحجم التحدي، وهو ما ظهر في التغييرات التي أجراها بين الشوطين والتي قلبت الموازين لصالح الأزرق.
ولعل النقطة الأكثر جذبًا في حديث الشلهوب كانت رده على سؤال حول إمكانية قيادته للفريق في بطولة كأس العالم للأندية المقبلةن والشلهوب أجاب بحكمة واتزان قائلاً: "أنا مدرب مؤقت ولكن بنفس الوقت أنا مدرب محترف وكل مدرب يطمح للأفضل، فرصة كبيرة بالنسبة لي وأشكرهم على الثقة وأنا دائماً بخدمة النادي وهذا سيزيدني شرف"، وهذا التصريح لم يكن عابرًا، بل كان بمثابة رسالة طمأنة لجماهير الهلال التي ترى في نجمها السابق رمزًا للوفاء والاحترافية، وتترقب مستقبله التدريبي بآمال كبيرة.
في تحليله الفني، أكد الشلهوب أن العمل لا يتوقف داخل النادي، رغم ضيق الوقت بين المباريات وكثافة الجدول، وقال في ختام حديثه: "كل يوم نعمل مع اللاعبين ونصحح الأخطاء ولكن لا يوجد وقت، وفي المباريات القادمة سنتحسن، واليوم أفضل من المباريات السابقة"، وكلمات قليلة تحمل في طياتها إصرارًا واضحًا على التطوير، وإيمانًا بأن ما يُقدّم اليوم هو خطوة نحو الأفضل، رغم صعوبة التحديات.
ما يلفت الانتباه في تصريحات الشلهوب أنها جاءت خالية من المبالغة أو تحميل المسؤولية لأي طرف، بل كانت متزنة وواقعية، الأمر الذي يعكس شخصية فنية بدأت تنضج بسرعة، وربما ترسم لنفسها طريقًا جديدًا في عالم التدريب على أعلى المستويات، فالرجل الذي قاد الهلال كلاعب لسنوات من التألق والبطولات، يبدو اليوم مستعدًا لكتابة فصل جديد في مسيرته مع الزعيم، ولكن هذه المرة من على دكة البدلاء.
ومع اقتراب بطولة كأس العالم للأندية، تزداد الترقبات حول هوية من سيقود الهلال في هذا المحفل العالمي. وبينما يبقى اسم الشلهوب مرتبطًا بالمرحلة المؤقتة، فإن الأداء الذي يقدمه الفريق تحت قيادته، والطريقة التي يتعامل بها مع الضغوط، قد تجعل الإدارة تفكر في منحه الفرصة الكاملة، وفي كل الأحوال، يبقى جمهور الهلال مطمئنًا ما دام أحد أبنائه يقف في الخط الأمامي، يواجه التحديات ويصنع الفارق بهدوء القائد وثقة المحارب.