حرس حدود جازان يوقف مخالفين لأنظمة الصيد في المياه المحمية

في سياق الجهود المستمرة التي تبذلها قوات حرس الحدود في المملكة لتعزيز الأمن البيئي وحماية الموارد البحرية من الاستغلال غير المشروع، تمكنت الدوريات الساحلية التابعة لحرس الحدود في قطاع بيش بمنطقة جازان من ضبط أربعة مقيمين من الجنسية الهندية، إثر قيامهم بمخالفة لائحة الأمن والسلامة الخاصة بمزاولي الأنشطة البحرية، من خلال ممارسة الصيد في منطقة بحرية محظورة.
وقد تم رصد المخالفين أثناء قيامهم بعمليات صيد غير نظامية في موقع محظور الصيد فيه، حيث عُثر بحوزتهم على كمية من الأسماك المصيدة بطريقة غير مشروعة، في انتهاك واضح للأنظمة والتعليمات المعمول بها في المملكة والخاصة بتنظيم عمليات الصيد البحري وحماية الثروات المائية الحية، وقد جرى استيقافهم، واتخاذ الإجراءات النظامية الأولية بحقهم، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، تمهيدًا لإحالتهم إلى الجهات المختصة لاستكمال المساءلة القانونية.
إقرأ ايضاً:"الأرصاد" تنبه: أتربة ورياح نشطة وانعدام الرؤية في عدة مناطق بالمملكةالأهلي يعاود السعي لضم رودريغو دي باول: صفقة كبرى تقترب من الحسم قبل الميركاتو
وتأتي هذه الخطوة في إطار تطبيق اللوائح البيئية بحزم وفاعلية، وتأكيدًا على التزام المملكة بالحفاظ على البيئة البحرية والثروات الطبيعية، من خلال التصدي لأي ممارسات تمثل تهديدًا للتوازن البيئي أو تمس سلامة النظم الفطرية البحرية، وتُعد المناطق المحظور الصيد فيها من النطاقات التي تُصنف ضمن المحميات البيئية أو المناطق التي تحتاج إلى فترات استراحة بيولوجية، لحماية التنوع البيولوجي وضمان استدامة الكائنات البحرية.
كما شددت قيادة حرس الحدود على أهمية التزام جميع العاملين في الأنشطة البحرية، سواء من المواطنين أو المقيمين، بالأنظمة واللوائح التي تنظم مزاولة الصيد في المياه الإقليمية للمملكة، بما في ذلك احترام المناطق المحظورة، وتجنب استخدام أساليب أو أدوات تؤدي إلى الإضرار بالبيئة البحرية، وأشارت إلى أن أي مخالفة لهذه التعليمات سيتم التعامل معها بحزم، وفق ما تقضي به الأنظمة المعتمدة.
وتؤكد هذه الواقعة أن الرقابة البحرية في المملكة تعمل وفق آليات دقيقة ومنظمة، تعتمد على دوريات بحرية وجوية وتقنيات مراقبة حديثة، تهدف إلى رصد أي تجاوزات في الوقت المناسب، والتعامل معها فورًا لضمان عدم الإضرار بالثروات الطبيعية الوطنية، كما يعكس نجاح العملية في بيش مدى جاهزية الكوادر الأمنية وقدرتها على تغطية المساحات الساحلية الشاسعة ومواجهة مختلف أنواع المخالفات.
وتأتي هذه الضبطية ضمن سلسلة من الجهود المتواصلة التي تبذلها الجهات الأمنية والرقابية لحماية البيئة البحرية من الاعتداءات المتكررة التي قد تؤدي إلى استنزاف الثروات السمكية، أو تدمير الموائل الطبيعية للكائنات البحرية، مما يشكل تهديدًا للتوازن البيئي والأمن الغذائي البحري.
وفي ذات السياق، وجّهت قيادة حرس الحدود نداءً توعويًا لجميع مرتادي السواحل والعاملين في قطاع الصيد البحري، بضرورة الالتزام بالتعليمات النظامية، والحصول على التصاريح المطلوبة، والتأكد من معرفة المواقع المسموح الصيد فيها، حفاظًا على البيئة البحرية وضمانًا لسلامتهم الشخصية. كما ناشدت الجميع الإبلاغ عن أي ملاحظات أو أنشطة مشبوهة تتعلق بالصيد غير المشروع أو أي انتهاك بيئي، موضحة أن التعاون المجتمعي يُعد ركيزة أساسية في إنجاح الجهود الأمنية والرقابية في هذا المجال.
وتمثل حماية البيئة البحرية هدفًا استراتيجيًا في المملكة، يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي تضع الاستدامة البيئية ضمن أولوياتها، من خلال تطبيق القوانين البيئية، وتشجيع الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية، والتصدي بكل حزم لمحاولات العبث بالثروات البحرية، وقد شهدت الأعوام الأخيرة تعزيزًا كبيرًا في التشريعات الرقابية، وتوسيعًا لنطاق المحميات البحرية، إلى جانب حملات توعية تستهدف الصيادين ومرتادي السواحل، لنشر ثقافة احترام البيئة وحماية الحياة الفطرية.
وفي ختام البيان، أكدت الجهات المختصة أن حماية البيئة البحرية مسؤولية تشاركية، تستوجب من كل فرد في المجتمع وعيًا كاملاً بخطورة التجاوزات غير النظامية، مشيرة إلى أن الجهات المعنية مستمرة في حملاتها الرقابية، وستواصل اتخاذ كافة الإجراءات النظامية اللازمة ضد كل من يثبت تورطه في أنشطة مخالفة، وذلك حفاظًا على ثروات المملكة الطبيعية، وضمانًا لبيئة بحرية آمنة ومستدامة للأجيال القادمة.