ماركو سيلفا يكرر "جحفلة ميسي": أزمة جديدة في طريق الزعيم قبل مونديال الأندية

ماركو سيلفا يكرر
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

في ضربة غير متوقعة لطموحات نادي الهلال السعودي، رفض المدرب البرتغالي ماركو سيلفا عرضًا ضخمًا من إدارة النادي لتولي القيادة الفنية للفريق، مفضلًا البقاء في أوروبا واستكمال مشواره مع نادي فولهام الإنجليزي، وذلك قبل أشهر قليلة من انطلاق بطولة كأس العالم للأندية التي يشارك فيها الهلال ممثلًا عن المملكة العربية السعودية.

وقرار سيلفا المفاجئ أعاد للأذهان سيناريو "جحفلة ميسي"، حين كان الهلال قاب قوسين أو أدنى من التوقيع مع نجم الكرة الأرجنتيني ليونيل ميسي، قبل أن يغير الأخير وجهته في اللحظات الأخيرة نحو الدوري الأمريكي، وتحديدًا لنادي إنتر ميامي، مفضلًا خوض تجربة أكثر هدوءًا بعيدًا عن أجواء الشرق الأوسط.


إقرأ ايضاً: قفزة احترافية: السعودية تسجل أعلى عدد من التراخيص الآسيويةلأول مرة: حماس تكشف اتصالات مباشرة مع إدارة ترامب بشأن غزة

ووفقًا لما أوردته شبكة "Talk Sport" البريطانية، فإن إدارة نادي الهلال دخلت في مفاوضات متقدمة مع ماركو سيلفا، المدير الفني لنادي فولهام، وعقدت معه أكثر من اجتماع خلال الفترة الماضية، حيث عرضت عليه تولي تدريب الفريق خلفًا للمدرب المقال خورخي خيسوس، ورغم أن العرض تضمن شروطًا مالية مغرية وامتيازات ضخمة، فإن المدرب البرتغالي أبلغ الهلال رسميًا برغبته في الاستمرار في أوروبا وعدم خوض تجربة جديدة في الشرق الأوسط في الوقت الراهن.

ويمتلك سيلفا (46 عامًا) سيرة تدريبية قوية في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث سبق له قيادة عدة أندية منها إيفرتون، وواتفورد، وهال سيتي، قبل أن يستقر به المطاف في فولهام، الذي نجح في قيادته إلى البقاء في البريميرليغ وتحقيق نتائج إيجابية، مما زاد من قيمته في السوق الأوروبية، وجعل خيار الاستمرار في إنجلترا منطقيًا من وجهة نظره الشخصية والمهنية.

ويأتي هذا الرفض في وقت حساس بالنسبة للهلال، الذي يُجري استعداداته للمشاركة في كأس العالم للأندية القادمة، وهي البطولة التي يستضيفها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في الولايات المتحدة الأمريكية الصيف المقبل، بمشاركة أبطال القارات، ومع رحيل المدرب خورخي خيسوس بسبب تراجع نتائج الفريق محليًا وقاريًا، كانت الإدارة تأمل في حسم ملف المدير الفني الجديد سريعًا، لتوفير الاستقرار الفني للفريق قبل البطولة العالمية.

وكان الهلال قد أعلن في وقت سابق إقالة خورخي خيسوس بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة التي لم ترقَ لطموحات الإدارة والجماهير، حيث تم تعيين محمد الشلهوب، أسطورة النادي السابق، كمدرب مؤقت حتى التعاقد مع مدرب أجنبي جديد، وهذا الرفض من سيلفا يعيد إلى الأذهان واحدة من أكثر الصفقات إثارة للجدل في تاريخ الكرة السعودية، حينما اقترب الهلال بشدة من التعاقد مع ليونيل ميسي عقب نهاية مشواره مع باريس سان جيرمان.

وذكرت تقارير آنذاك أن النجم الأرجنتيني وافق مبدئيًا على العرض الهلالي الضخم، لكن في خطوة غير متوقعة، قرر في اللحظة الأخيرة التوقيع مع إنتر ميامي الأمريكي، في موقف اعتبره جمهور الهلال بمثابة "جحفلة" على الطريقة الكروية، وبعد فشل صفقة ميسي، ثم تعثر التعاقد مع ماركو سيلفا، أصبحت إدارة الهلال مطالبة بالتحرك سريعًا، خاصة أن الوقت يداهمها قبل مونديال الأندية.

وتشير تقارير صحفية إلى أن فهد بن نافل، رئيس نادي الهلال، يتجه حاليًا إلى العاصمة البريطانية لندن من أجل التفاوض مع مدرب إسباني جديد، ووفقًا لما تم تداوله، فإن بن نافل بصدد عقد اجتماع مع أندوني إيراولا، المدير الفني الحالي لنادي بورنموث الإنجليزي، في محاولة لإقناعه بقيادة الزعيم خلال الموسم القادم، والمساهمة في تقديم صورة مشرفة للنادي في المحفل الدولي.

ويُعد إيراولا من الأسماء الصاعدة في سماء التدريب الأوروبي، حيث أثبت نفسه مع رايو فاييكانو في الدوري الإسباني، قبل أن ينتقل إلى بورنموث ويحقق نتائج جيدة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وترى جماهير الهلال أن الإدارة مطالبة بتحركات أكثر حزمًا وسرعة في حسم ملف المدرب الجديد، لا سيما أن الفريق سيخوض مباريات حاسمة في البطولة القارية، ويطمح في الظهور المشرف عالميًا.

فالهلال، كأكثر الأندية السعودية تحقيقًا للبطولات، يملك طموحات لا تقف عند حدود المحلية أو القارية فقط، بل يسعى لإثبات نفسه كقوة كروية حقيقية على المستوى العالمي، ورغم تعثر بعض الملفات، فإن الإدارة تحظى بدعم شريحة واسعة من الجماهير، التي تثق في قدرتها على تجاوز هذه المرحلة والتعاقد مع مدرب يليق بتاريخ النادي وطموحاته، في ظل وجود كوكبة من النجوم الدوليين والمحليين داخل صفوف الفريق.

وبين طموح إدارة الهلال في التتويج بلقب عالمي، وضغوط الوقت وتحديات سوق المدربين في أوروبا، يبقى السؤال المطروح حاليًا: من سيكون القائد الجديد لسفينة الزعيم في كأس العالم للأندية؟ وهل ينجح النادي في خطف اسم تدريبي كبير بعد "جحفلة" ميسي وسيلفا؟ والأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة، لكن المؤكد أن الهلال، بتاريخه وثقله الكروي، لا يعرف التراجع، وسيظل منافسًا مهما كانت التحديات.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook