قفزة مفاجئة: أسعار الذهب تسجل أعلى مستوياتها منذ سنوات!
ارتفعت أسعار الذهب بشكل طفيف في تعاملات اليوم، مستفيدة من عمليات اقتناص الفرص من قبل المستثمرين بعد أن هبط المعدن النفيس في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى له خلال شهر، وسط حالة من الترقب تسود الأسواق انتظارًا لصدور بيانات اقتصادية مهمة من الولايات المتحدة.
هذا التراجع السابق في الأسعار منح بعض المستثمرين الفرصة للدخول مجددًا إلى السوق، ما دفع بالأسعار نحو الارتفاع الطفيف في ظل ظروف غير مستقرة ومخاوف متجددة بشأن مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.
إقرأ ايضاً:سهم لوسيد يقفز بأكثر من 22٪ خلال 5 جلسات متتالية وسط تفاؤل المستثمرينبولونيا يصنع التاريخ ويتوج بكأس إيطاليا بعد غياب نصف قرن
وسجل الذهب في المعاملات الفورية زيادة بنسبة 0.2% ليصل إلى 3183.20 دولارًا للأوقية (الأونصة)، بعد أن كان قد شهد تقلبات ملحوظة خلال الأيام الماضية، في المقابل تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.1% لتسجل 3185.60 دولارًا للأوقية، في إشارة إلى تباين في توقعات المستثمرين بشأن الاتجاه المستقبلي للسوق.
ويبدو أن المستثمرين يتصرفون بحذر في ظل غموض البيانات الاقتصادية، وخاصة المتعلقة بمعدل التضخم واتجاهات أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، ويراقب المستثمرون عن كثب صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي، والمقرر صدورها لاحقًا هذا الأسبوع، باعتبارها أحد المؤشرات الهامة التي يستند إليها مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) في قراراته بشأن السياسة النقدية، وعلى وجه الخصوص أسعار الفائدة.
أي إشارات تفيد بتباطؤ في نمو الأسعار قد تدعم التوقعات بشأن تثبيت أسعار الفائدة أو حتى خفضها في المدى المتوسط، وهو ما قد يمنح الذهب دفعة جديدة باعتباره أحد الملاذات الآمنة في أوقات الغموض الاقتصادي.
ويأتي هذا التحرك في أسعار الذهب في وقت تشهد فيه الأسواق المالية العالمية تقلبات متواصلة بسبب مزيج من العوامل، تشمل تباطؤ النمو في بعض الاقتصادات الكبرى، واستمرار التوترات الجيوسياسية، إلى جانب سياسات نقدية حذرة من قبل البنوك المركزية الكبرى، هذا المزيج المعقد من العوامل يدفع العديد من المستثمرين إلى التحوّط عبر الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب.
أما فيما يتعلق ببقية المعادن النفيسة، فقد شهدت هي الأخرى تحركات متباينة، حيث انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% إلى 32.16 دولارًا للأوقية، مواصلة بذلك أداءً ضعيفًا نسبيًا في ظل قلة الطلب الصناعي وتقلبات العرض.
في المقابل ارتفع البلاتين بنسبة 0.8% ليصل إلى 984.05 دولارًا للأوقية، مدفوعًا بمؤشرات على زيادة الطلب من قطاع صناعة السيارات، الذي يستخدم المعدن في تصنيع المحفزات، كما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.3% مسجلًا 953.75 دولارًا للأوقية، مواصلاً التعافي من مستويات منخفضة سجلها مؤخرًا.
ويظل السوق في حالة ترقب حذر، بانتظار ما ستكشف عنه بيانات الاقتصاد الأمريكي خلال الأيام المقبلة، وما إذا كانت ستدعم الاتجاه نحو سياسات نقدية أكثر تيسيرًا، أم ستعزز مواقف التشديد المالي، وحتى تتضح الرؤية من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب وباقي المعادن النفيسة في نطاقات متذبذبة، مدفوعة بمزيج من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية.