ترمب وشرع يتصافحان في الرياض: بداية جديدة للعلاقات السورية الأمريكية

ترمب والشرع
كتب بواسطة: فائزة بشير | نشر في  twitter

في خطوة دبلوماسية غير متوقعة، عقد الرئيس السوري أحمد الشرع اجتماعًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم الأربعاء في العاصمة السعودية الرياض، على هامش القمة الخليجية الأمريكية، واللقاء الذي استمر نحو 33 دقيقة شهد حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي أكد على دعم بلاده الكامل لوحدة الأراضي السورية، في حين شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر تقنية الفيديو، وكانت هذه القمة فرصة بارزة لتسليط الضوء على تحول العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة، خصوصًا بعد إعلان ترمب عن قراره برفع العقوبات عن سوريا.

في تصريح مثير، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قرار ترمب برفع العقوبات عن سوريا يعتبر خطوة تاريخية هامة، وأضاف أن تركيا ستواصل دعم سوريا في حربها ضد التنظيمات الإرهابية، وخاصة تنظيم "داعش"، ومن جانبه، اعتبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قرار رفع العقوبات بمثابة خطوة إيجابية من شأنها أن تساهم في تخفيف معاناة الشعب السوري، مبدياً تأييده لجهود الحكومة السورية في تعزيز الاستقرار في البلاد.


إقرأ ايضاً:انطلاقة اقتصادية واعدة خطة عمل مشتركة بين اتحاد الغرف والمجلس السعودي الأمريكيشراكة AWS وهيومين ترسم ملامح المستقبل التقني في السعودية

وفي كلمته خلال "منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي 2025" في الرياض، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن عزمه رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مؤكداً أن هذه الخطوة تهدف إلى توفير فرصة للشعب السوري للنمو والتطور، وشدد على أن سوريا قد عانت من أزمات كبيرة طيلة سنوات، وأن إدارته بصدد اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق الاستقرار فيها، وأضاف ترمب أن رفع العقوبات هو الخطوة الأولى نحو تطبيع العلاقات مع سوريا بعد أكثر من عقد من القطيعة، وهو ما يعكس تحولًا في السياسة الأمريكية تجاه دمشق.

رغم الغيوم السياسية التي تحيط بالعلاقات السورية-الأمريكية، أكد الرئيس الأمريكي أن إدارته تأمل أن يكون هذا التوجه الجديد نحو سوريا بداية لعلاقات استراتيجية جديدة قائمة على المصالح المشتركة، وقد لفت الرئيس الأمريكي إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيجري لقاءً مع نظيره السوري أسعد الشيباني في تركيا في وقت لاحق من الأسبوع، وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي والأطراف الإقليمية، مؤكدًا أهمية التعاون مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

التحول في السياسة الأمريكية تجاه سوريا يأتي في وقت حساس، حيث يعاني الشعب السوري من تداعيات سنوات من الحرب والصراع الداخلي، مما يجعل رفع العقوبات خطوة تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة للسوريين الذين يأملون في إعادة بناء بلدهم، وعلى الرغم من أن رفع العقوبات يفتح آفاقًا جديدة لسوريا، إلا أن هذه الخطوة تثير العديد من التساؤلات حول كيفية تأثيرها على العلاقات المستقبلية بين دمشق وواشنطن، وكيف ستواجهها الأطراف الإقليمية والدولية الأخرى.

من جهته، تناولت وسائل إعلام أمريكية مثل قناة "فوكس نيوز" هذا التحول الدبلوماسي بتركيز كبير، مشيرة إلى أن الرئيس السوري قد يشكل شريكًا غير متوقع للرئيس ترمب في المنطقة، والقناة نقلت عن مسؤولين في وزارة الخارجية السورية تأكيدهم أن سوريا تسعى لإقامة علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة، واعتبرت أن الرئيس ترمب هو الأمل الأكبر لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وفي ضوء هذا اللقاء، يبقى من غير الواضح مدى التأثير الذي سيتركه رفع العقوبات على المسار السياسي والاقتصادي لسوريا، في حين تشير التقارير إلى أن هذا التحول قد يفتح الباب أمام دمشق لإعادة بناء علاقاتها مع القوى الكبرى في المنطقة والعالم، وسيكون من المثير متابعة التطورات المستقبلية حول هذا الموضوع، خاصة مع تزايد التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها سوريا في هذا الوقت الحساس.

إذن، تظل الأعين شاخصة نحو المستقبل، حيث يتطلع السوريون إلى المزيد من الفرص الاقتصادية والسياسية التي قد تنجم عن هذه الخطوة غير المتوقعة في السياسة الأمريكية تجاه دمشق.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook