زلزال تغييرات يضرب النصر: بروزوفيتش على أعتاب الرحيل وثورة مرتقبة في خط الوسط

تسود أجواء من الترقب داخل أروقة نادي النصر السعودي، وسط أنباء متزايدة عن نية الإدارة إجراء تغييرات جذرية في صفوف الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، ويبدو أن النجم الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش قد يكون على رأس قائمة الأسماء المرشحة للمغادرة، في إطار خطة استراتيجية تهدف إلى تجديد دماء الفريق وتعزيز فرصه في المنافسة على البطولات في الموسم المقبل.
وقد كشفت صحيفة "الرياضية" السعودية، نقلاً عن مصادر مطلعة داخل النادي، أن إدارة النصر تعكف حاليًا على إعداد خطة انتقالات صيفية وصفت بـ"النارية"، وذلك بعد موسم محبط خرج فيه الفريق دون أي تتويج محلي أو قاري، رغم التعاقدات الكبيرة التي أبرمها النادي في المواسم الأخيرة.
إقرأ ايضاً:وزارة البيئة تفاجئ المسالخ بجولات تفتيشية استعدادًا لعيد الأضحىفي "نجران" التأهيل الشامل يطلق حملة صحية تطوعية تُضيء طريق العطاء
ووفقاً للتقرير، فإن الإدارة النصراوية تسعى إلى تعزيز خط الوسط بلاعبين جدد، في ظل تراجع مردود بعض الأسماء خلال الموسم المنقضي، وعلى رأسهم لاعب الوسط الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش، الذي لم يتمكن من تقديم الإضافة المرجوة منذ قدومه من نادي إنتر ميلان الإيطالي في صيف 2023.
ويبلغ بروزوفيتش حالياً من العمر 32 عاماً، ومن المنتظر أن يدخل عامه الـ33 مع بداية الموسم المقبل، الأمر الذي يُعد عاملاً مؤثراً في قرار الإدارة بشأن استمراريته، لا سيما في ظل توجّه النادي إلى التعاقد مع عناصر شابة ذات طاقة بدنية عالية وقدرة على العطاء لفترة أطول.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن إدارة النصر بدأت بالفعل في دراسة عدد من الأسماء المرشحة لشغل مركز المحور الدفاعي، أحد أهم المراكز في التشكيلة النصراوية، ويجري العمل حالياً على تحليل أداء اللاعبين المتاحين في السوق، بما في ذلك عناصر بارزة في الدوريات الأوروبية واللاتينية، بهدف العثور على بديل لبروزوفيتش يتمتع بمقومات فنية وبدنية تواكب طموحات النادي.
وتُظهر المؤشرات أن النصر لا ينوي الاستعجال في اتخاذ قرار نهائي بشأن مستقبل بروزوفيتش، حيث من المقرر أن يتم تقييم أدائه الفني على مدار الموسم المنقضي بشكل دقيق، إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار المعطيات المتعلقة بقيمة عقده ومدى اهتمام أندية أخرى بضمه، وهو ما قد يسهم في تسهيل عملية رحيله.
وتُعد هذه التحركات جزءاً من خطة أوسع يتبناها مجلس إدارة نادي النصر لإعادة بناء الفريق، بالتعاون مع الجهاز الفني بقيادة المدرب البرتغالي لويس كاسترو، الذي أبدى في وقت سابق رغبته في تعزيز عدة مراكز، ليس فقط في خط الوسط، بل أيضاً في الدفاع وخط الهجوم، سعياً لإعادة التوازن للتشكيلة.
وتسعى إدارة النصر إلى تفادي تكرار خيبة أمل الموسم الحالي، الذي شهد إخفاق الفريق في التتويج بأي لقب، رغم التعاقدات الضخمة التي كان من أبرزها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، والحارس الكولومبي دافيد أوسبينا، بالإضافة إلى بروزوفيتش نفسه، وقد أثار هذا الإخفاق موجة من الانتقادات من قبل الجماهير، التي طالبت بتغييرات جذرية وإعادة هيكلة شاملة للفريق.
وقد انضم مارسيلو بروزوفيتش إلى صفوف النصر في يوليو 2023، قادماً من إنتر ميلان مقابل صفقة قدرت بنحو 18 مليون يورو، واعتُبرت صفقة ضمه من بين أبرز تحركات النادي الصيف الماضي، بالنظر إلى خبرته الكبيرة على المستوى الدولي، حيث شارك مع المنتخب الكرواتي في عدة بطولات كبرى، وساهم في حصولهم على المركز الثاني في كأس العالم 2018.
ورغم بدايته القوية في الدوري السعودي للمحترفين، إلا أن أداؤه شهد تذبذباً واضحاً مع مرور الوقت، الأمر الذي جعله هدفاً للانتقادات في بعض المناسبات، خصوصاً في المباريات الكبرى التي لم يظهر خلالها بالمستوى المنتظر.
وقد أشارت مصادر مقربة من إدارة النادي إلى أن الهدف الأساسي من هذه التحركات هو خلق فريق قادر على المنافسة الفعلية على كافة البطولات المحلية والقارية، بما في ذلك دوري أبطال آسيا، وكأس خادم الحرمين الشريفين، والدوري السعودي للمحترفين، خاصة في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به النادي من قبل المستثمرين والجهات الرياضية الرسمية.
ويُعد النصر من أبرز الأندية السعودية التي شهدت تحولات جذرية في السنوات الأخيرة، ضمن مشروع استثماري طموح لتحويل الأندية إلى شركات رياضية، مما يفرض على إدارات الأندية العمل بمنهجية احترافية عالية لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الملعب، وتحقيق الاستدامة المالية على المدى الطويل.
وبينما لا يزال مصير بروزوفيتش معلقاً بانتظار قرار الإدارة النصراوية خلال الأسابيع القادمة، يبدو أن صيف النصر سيكون حافلاً بالتحركات التي تهدف إلى إعادة الفريق إلى سكة البطولات، وفي ظل تصاعد حدة المنافسة في الدوري السعودي وتزايد قوة الفرق المنافسة، لن يكون أمام النصر خيار سوى التجديد وضخ دماء جديدة إذا ما أراد استعادة هيبته وتحقيق تطلعات جماهيره.