حميدان التركي حراً طليقاً بعد سنوات طويلة من انتظار الشعب السعودي للفرحة الكبرى

السعودية تستقبل الايام القادمة حميدان التركي
كتب بواسطة: مروى علوي | نشر في  twitter

في قرار طال انتظاره، أصدرت محكمة أمريكية حكماً بالإفراج عن المواطن السعودي حميدان علي التركي، الذي قضى ما يقارب عشرين عاماً في سجن بولاية كولورادو، وقد أثار هذا القرار موجة من الفرحة والتفاؤل بين أسرته ومؤيديه في المملكة العربية السعودية والعالم العربي.

بدأت قصة حميدان التركي عام 2006، عندما أدين بتهم تتعلق بالاعتداء على مدبرة منزله الإندونيسية واحتجازها، حيث حكم عليه بالسجن لمدة 28 عاماً، ومنذ ذلك الحين، أثارت قضيته جدلاً واسعاً، حيث اعتبرها البعض تعكس تحيزاً ضد المسلمين في الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر.
إقرأ ايضاً:حالة من عدم الاستقرار | الأرصاد تكشف توقعات حالة الطقس في السعودية اليوم الثلاثاء 13-5-2025خطوة مفاجئة: فرنسا تموّل مشاريع استراتيجية في الصحراء المغربية

على مدار عقدين، لم تتوقف عائلة التركي عن النضال من أجل إثبات براءته، فقد قدموا العديد من الالتماسات القانونية، وشاركوا في جلسات الإفراج المشروط التي قوبلت بالرفض مرات عديدة، وكان لدعم السفارة السعودية دور بارز في متابعة القضية وتقديم المساندة القانونية.

في مايو 2025، جاءت لحظة الحسم بعد مداولات استمرت ثلاثة أيام، حيث وافقت المحكمة على الإفراج عن التركي، بناءً على التماس قدمه فريق دفاعه الجديد، أشار إلى عدم كفاية التمثيل القانوني في المحاكمة الأصلية، وتم نقل التركي إلى إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية تمهيداً لترحيله إلى السعودية.

شهدت القضية تضامناً شعبياً كبيراً في السعودية، حيث أطلقت حملات دعم واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكان نجله تركي حميدان التركي من أبرز الداعمين، حيث وثّق رحلة عائلته عبر منصة إكس، مطالبًا بالدعاء لوالده خلال الجلسات القضائية.

على الرغم من الإفراج، أثارت القضية تساؤلات حول عدالة النظام القضائي الأمريكي، خاصة في ظل تأكيد التركي على براءته، وقد اعتبر البعض أن طول مدة السجن كانت عقوبة قاسية، لا سيما مع تقارير عن معاناته الصحية خلال فترة الحبس ورسالة السجن الى المحكمة عن ارتفاع تكاليف علاجه وضرورة الافراج عنه وارساله الى بلده ليتمكن من العلاج هناك.

أظهرت الصور الأولى للتركي بعد الإفراج، والتي نشرتها دائرة الهجرة الأمريكية، مظهراً لائقاً صحياً، مما أراح قلوب أسرته ومحبيه، وقد وقف إلى جانب عناصر من شرطة الهجرة، في انتظار استكمال إجراءات عودته إلى المملكة.

توقع المراقبون أن تستغرق عملية الترحيل بضعة أسابيع، حيث يترقب السعوديون عودة التركي إلى أرض الوطن، وسط آمال بأن يعوض هذا القرار سنوات الغياب الطويلة عن عائلته، التي عانت من غياب رب الأسرة لعقدين كاملين.

يبقى قرار الإفراج عن حميدان التركي حدثاً مهماً، يعكس أهمية الصبر والمثابرة في مواجهة التحديات القانونية، كما يبرز دور التضامن الشعبي والدبلوماسي في تحقيق العدالة، ويترقب الجميع اللحظة التي يطأ فيها التركي أرض الوطن ليبدأ صفحة جديدة.

بهذا القرار، تنتهي واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في تاريخ العلاقات السعودية الأمريكية، تاركة وراءها دروساً في الصمود والأمل، ومؤكدة أن الحق قد يتأخر، لكنه لا يضيع.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook