الأمن يعود تدريجيًا: إخماد نيران بورتسودان واستعادة مواقع استراتيجية في كردفان

نيران بورتسودان
كتب بواسطة: فواز حمدي | نشر في  twitter

نفت قوات الدعم السريع تنفيذ أي هجوم بطائرات مسيّرة على سجن مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، مؤكدة أنها لم تستهدف المدنيين أو المرافق المدنية، جاء ذلك على لسان مستشار قائد قوات الدعم السريع، الباشا محمد طبيق، الذي شدد على أن عملياتهم تقتصر على المواقع العسكرية والمرافق الاستراتيجية فقط، في ظل تصاعد الاتهامات من الحكومة السودانية بشأن استهداف منشآت حيوية ومواقع مدنية.

وكان وزير الإعلام السوداني والناطق باسم الحكومة، خالد علي الإعيسر، قد أصدر بيانًا رسميًا اتهم فيه قوات الدعم السريع بقتل أكثر من 20 شخصًا وإصابة العشرات في قصف بطائرة مسيّرة استهدف سجن الأبيض، واصفًا الهجوم بـ"العمل الإرهابي"، ويأتي هذا التصعيد في سياق التوترات المتزايدة بين الجانبين، في وقت تشهد فيه مناطق عدة من السودان هجمات متكررة بالطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة، خصوصًا منذ أن تمكن الجيش من استعادة السيطرة على مدينة الأبيض في فبراير الماضي.
إقرأ ايضاً:أسعار النفط ترتفع إلى أعلى مستوى في اسبوعين والسعودية أكبر المستفيدينالسعودية تطلق أحدث شركة ستغير المنطقة العربية وتحجز مقعد تكنولوجي للمملكة

في تطورات ميدانية موازية أعلنت السلطات السودانية الأحد السيطرة الكاملة على الحرائق التي اندلعت في المستودعات النفطية الرئيسية ومواقع حيوية أخرى بمدينة بورتسودان شرقي البلاد، وأوضح مدير الدفاع المدني عثمان عطا في بيان رسمي أن فرق الإطفاء تمكنت من احتواء النيران التي اندلعت في مستودعات الوقود الاستراتيجية رغم التحديات الكبرى التي واجهتها، بما في ذلك كميات الوقود الهائلة والظروف الأمنية المعقدة، وأكد أن العملية تمت وفق خطة محكمة وبمجهودات كبيرة من فرق الطوارئ.

وكانت السلطات الموالية للجيش قد حمّلت قوات الدعم السريع مسؤولية اندلاع النيران، متهمة إياها بشن هجوم بمسيّرات على مستودعات الوقود في بورتسودان، محذرة من "كارثة وشيكة" جراء انتشار النيران في مناطق مليئة بالمواد القابلة للاشتعال، واستمرت الحرائق لأيام، وغطت السحب السوداء سماء المدينة قبل أن تنجلي صباح الأحد، في مشهد وصفه شهود العيان بأنه "اختناق طويل انتهى بانفراج جزئي".

في سياق ميداني متصل، استعاد الجيش السوداني السيطرة على بلدتي الخويي وأم سميمة في ولاية غرب كردفان، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع، وأفادت مصادر محلية أن الجيش والقوات المتحالفة معه تمكنوا من دخول البلدتين صباح الأحد 11 مايو 2025، بعد اشتباكات استمرت لساعات، أعقبت أسبوعًا من سيطرة الدعم السريع على المنطقتين، وهنأ حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي القوات المسلحة على هذا الإنجاز، مشيدًا بالتضحيات التي قدمها الجنود في سبيل استعادة الأراضي.

في وقت تتواصل فيه الهجمات بالطائرات المسيّرة على مناطق مثل بورتسودان وعطبرة، أفادت مصادر عسكرية بإسقاط طائرتين مسيّرتين في منطقتي جبيت وسنكات بولاية البحر الأحمر، كانت تستهدف منشآت عسكرية واقتصادية، كما أفادت تقارير باستهداف مطار عطبرة بطائرات مسيّرة، دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية.

مع تصاعد استخدام المسيّرات والأسلحة بعيدة المدى، باتت الحرب في السودان تعتمد على ضربات متبادلة بعيدة المدى، حيث يتهم الجيش قوات الدعم السريع بالحصول على دعم تسليحي خارجي، في حين تواصل قوات الدعم السريع الاعتماد على تكتيكات هجومية تعتمد على المفاجأة والضربات غير التقليدية.

ومع استمرار الصراع، تبقى بورتسودان مركزًا حيويًا للعمليات الإنسانية ومقرًا مؤقتًا للسلطات، في ظل انقسام البلاد بين مناطق نفوذ الجيش والدعم السريع، وسط أزمة إنسانية هي من بين الأسوأ عالميًا، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook