جستنيه يفتح النار على إدارة الشباب: تصرف المنجم يشعل الجدل قبل قمة الأهلي

تصرف المنجم يشعل الجدل قبل قمة الأهلي.
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

في تصعيد جديد يُضاف إلى سلسلة التوترات التي تشهدها الساحة الرياضية السعودية، فجر الإعلامي الرياضي المعروف عدنان جستنيه موجة جدل واسعة، بعد تعليقه اللاذع على تصرف رئيس نادي الشباب محمد المنجم، الذي قام بتحديد سعر تذاكر جماهير الأهلي في مباراة اليوم بطريقة اعتبرها كثيرون "استفزازية" و"غير رياضية".

ويستعد نادي الشباب مساء اليوم الأحد لاستضافة نظيره وغريمه التقليدي النادي الأهلي، ضمن منافسات الجولة الحادية والثلاثين من دوري روشن للمحترفين، في مواجهة مرتقبة يحتضنها ملعب نادي الشباب في تمام السابعة وخمس دقائق مساءً، وسط أجواء مشحونة قبل انطلاق صافرة البداية.
إقرأ ايضاً:فاجعة بحرية في إندونيسيا: مصرع 7 سياح وإصابة العشرات إثر غرق قارب قبالة سواحل بنغكولورسميًا "أنشيلوتي "يقود "السامبا" نحو المجد!

وما أثار غضب الشارع الرياضي بشكل كبير، هو إعلان نادي الشباب تحديد سعر تذكرة جماهير الأهلي بقيمة 276 ريالًا، في خطوة فُسّرت على أنها تحمل دلالة مباشرة إلى تاريخ هبوط نادي الأهلي إلى دوري الدرجة الأولى، يوم 27/6، في مباراة كان الخصم فيها هو نادي الشباب ذاته، وهذه الخطوة جاءت، وفقًا للتقارير، كرد من إدارة نادي الشباب على نية الأهلي الاحتفال بكأس نخبة آسيا أمام جماهيره على أرض ملعب الشباب، وهو ما رآه بعض المحسوبين على الليث "تعديًا على هيبة النادي وميدانه".

والإعلامي الرياضي عدنان جستنيه، المعروف بآرائه الحادة ومواقفه الجريئة، لم يتردد في إبداء استغرابه مما وصفه بـ"ازدواجية المعايير" لدى بعض أعضاء شرف نادي الشباب، الذين انتقدوا تصرف رئيس النادي الحالي، رغم صمتهم في فترات سابقة.

وكتب جستنيه عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "سبحان الله، أعضاء شرف وإداريين سابقين بنادي الشباب ظهروا بروح المثالية اليوم ضد قرار رئيس النادي الشاب محمد المنجم، بينما في فترة القادح خالد البلطان، الذي كان أيضًا يهتم بهيبة وحقوق الليث، ما في واحد فيهم كان يقدر يتكلم".

وهذا التصريح فُسّر على أنه تلميح مباشر إلى ما يعتبره جستنيه "نفاقًا" من بعض من كانوا في مواقع المسؤولية داخل النادي، والذين يبدون الآن مواقفهم المعارضة بعدما غاب صوتهم في فترات سابقة، وقد تباينت ردود الفعل الجماهيرية على هذه التطورات، فبينما رأت جماهير الأهلي أن تصرف إدارة الشباب "غير لائق" و"يتنافى مع مبادئ الروح الرياضية"، أبدى بعض مشجعي الشباب دعمهم لخطوة رئيس النادي، معتبرين أن النادي من حقه أن يدافع عن "هيبته" في وجه ما وصفوه بـ"الاستعراض الأهلاوي" المزمع.

وأكدت مصادر قريبة من نادي الشباب أن الإدارة لم تكن تقصد الإساءة، لكنها أرادت إرسال رسالة واضحة برفضها لأي احتفال يكون على أرض ملعبها، لا سيما من خصم جماهيري مثل الأهلي، في ظل المنافسة الشرسة بين الفريقين والتاريخ الطويل من التحديات بينهما.

ولا يمكن فهم تصرف المنجم أو الغضب الأهلاوي دون العودة إلى صيف عام 2022، حينما شهدت الجماهير السعودية لحظة غير مسبوقة بهبوط الأهلي -أحد أكبر أندية المملكة- إلى دوري الدرجة الأولى، بعد خسارته أمام نادي الشباب في الجولة الأخيرة، والحدث ظل حاضرًا في ذاكرة المشجعين، سواء في الأهلي أو خصومه، ويمثل نقطة سوداء في تاريخ "الراقي" الذي عاد هذا الموسم بقوة واستعاد بريقه.

وقد حظي الأهلي في الموسم الحالي بلقب "كأس نخبة آسيا"، وهو لقب تنظيمي غير رسمي حصل عليه الفريق بعد أدائه المتفوق في مواجهاته ضد كبار آسيا، ما شجع إدارته على ترتيب احتفال رمزي مع الجماهير، في توقيت صادف المواجهة مع الشباب، ويرى مراقبون أن هذا التصعيد الإعلامي والجماهيري، يعكس حالة الاحتقان التي تسود الأندية السعودية في الأسابيع الأخيرة من الدوري، خاصة أن جدول المنافسات لا يزال مشتعلاً، والمراكز المؤهلة للبطولات القارية لم تُحسم بعد.

ويضيف بعض المحللين أن خطوة المنجم -وإن كانت رمزية- تأتي ضمن حرب نفسية مستترة تُمارس قبيل المباريات الكبرى، وهي سلوكيات باتت مألوفة في الدوريات العالمية، إلا أن حساسية العلاقة بين الجماهير السعودية قد تجعل من مثل هذه الخطوات مصدرًا للتوتر بدلًا من الإثارة.

وفي ظل هذه الأجواء، دعا عدد من الإعلاميين والمحللين الرياضيين إلى ضرورة ضبط النفس والابتعاد عن الاستفزازات المتبادلة، مؤكدين أن الكرة السعودية بحاجة إلى الارتقاء بمستوى التنافس ليبقى داخل المستطيل الأخضر، بعيدًا عن التصريحات الملتهبة أو الممارسات التي تُستغل لتأجيج الجماهير.

كما شدد البعض على أهمية دور الاتحاد السعودي لكرة القدم في متابعة مثل هذه الأمور وضمان سير البطولة في أجواء نزيهة ومحترمة، خاصة وأن الدوري بات يحظى باهتمام إقليمي ودولي بعد التعاقدات الكبيرة التي شهدتها الأندية السعودية مؤخرًا.

ومع اقتراب صافرة البداية لمباراة الشباب والأهلي، تبقى الأنظار مشدودة إلى أرض الميدان، حيث سيحاول كل طرف إثبات جدارته بعيدًا عن الجدل الدائر خارجه، ويبقى السؤال الأهم: هل تنتهي المواجهة بصفارة الحكم، أم أن تبعاتها ستستمر في شغل الرأي العام الرياضي لأيام قادمة؟

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook