هييرو يجهّز حقائبه .. النصر يُنهي القصة بهدوء والإعلان خلال ساعات!

تتجه أنظار جماهير النصر خلال الساعات المقبلة نحو مقر النادي، حيث تسود حالة من الترقب الشديد للإعلان المرتقب عن إنهاء عقد المدير الرياضي الإسباني فيرناندو هييرو، بعد أن وصلت المفاوضات بين الطرفين إلى مرحلة متقدمة، تمهيدًا لفسخ التعاقد بشكل ودي، في خطوة من شأنها أن تعيد رسم ملامح الإدارة الرياضية داخل الفريق.
وبحسب ما نقلته مصادر إعلامية مطلعة، فإن إدارة النصر قطعت شوطًا كبيرًا في التفاهم مع هييرو بشأن آلية الخروج من النادي، بعيدًا عن أي صدامات قانونية أو مالية، في ظل رغبة مشتركة بين الطرفين لإنهاء العلاقة التعاقدية بهدوء، بما يحفظ الاحترام المتبادل بين الطرفين بعد فترة من العمل المشترك امتدت لأكثر من عام.
إقرأ ايضاً:استجابة للركاب.. "حافلات الرياض" تعيد هيكلة مسارات الغرب لخدمة أفضلالحلم أصبح حقيقة.. الكشف عن موعد نهائي لإطلاق فيزا "الشنغن الخليجي" قريبًا جدا
وكان الصحفي الإيطالي نيكولو شيرا، المتخصص في أخبار الانتقالات، أول من أشار إلى اقتراب هذه الخطوة، حيث كتب عبر حسابه في منصة "إكس" أن المفاوضات جارية حاليًا لإنهاء عقد فيرناندو هييرو مع النصر، مضيفًا أن القصة تقترب من نهايتها، مما أثار موجة من التساؤلات بين جماهير النادي حول خلفيات القرار وتوقيته.
وبحسب التقارير المحلية، فإن القرار يأتي في إطار خطة شاملة لإعادة هيكلة المنظومة الإدارية داخل النادي، استعدادًا للموسم الكروي الجديد، حيث تسعى الإدارة إلى ترتيب الأوراق مبكرًا، بما يشمل الجهاز الفني والإداري، تمهيدًا لتدشين مرحلة جديدة تعتمد على رؤية مختلفة على صعيد التعاقدات وتطوير الأداء المؤسسي.
وأشارت المصادر إلى وجود شبه اتفاق نهائي بين إدارة النصر وهييرو على بنود إنهاء العقد، خاصة في ظل رغبة الإدارة في التحرك بسرعة نحو التعاقد مع مدير رياضي جديد يمتلك رؤية تتوافق مع أهداف المرحلة المقبلة، فيما أبدى هييرو مرونة في الخروج دون شروط معقدة، إيمانًا منه بأن التغيير قد يكون في مصلحة الطرفين.
ويُنتظر أن يصدر بيان رسمي عن نادي النصر خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، لتوضيح تفاصيل الاتفاق وإعلان انتهاء العلاقة رسميًا مع هييرو، وسط ترقب واسع من جمهور النادي، الذي اعتاد على التغيير في المناصب الإدارية خلال المواسم الأخيرة، مع اختلاف ردود الفعل بين مؤيد ومعارض لأي خطوة من هذا النوع.
وكان هييرو قد انضم إلى النصر في صيف العام الماضي، في تجربة لقيت اهتمامًا كبيرًا في الوسط الرياضي، نظرًا لتاريخه الكبير كلاعب سابق وأحد الأسماء المعروفة في كرة القدم الأوروبية، إلا أن فترته مع النصر لم تخلُ من التحديات والصعوبات التي أثرت على فعاليته في بعض الملفات الإدارية والفنية.
ورغم الطموحات الكبيرة التي صاحبت قدومه إلى النصر، إلا أن التوقعات لم تتحقق بالصورة المرجوة، خاصة في ظل التغيرات المتلاحقة على مستوى الطاقم الفني واللاعبين الأجانب، إلى جانب الضغوط الجماهيرية المتزايدة التي تطالب بنتائج فورية، ما صعّب من مهمة أي إداري في ظل هذه الأجواء المتوترة.
ويبدو أن إدارة النصر فضّلت إنهاء العلاقة بشكل مبكر مع هييرو لإتاحة الفرصة لتغيير جذري في الأداء الإداري، يواكب تطلعات المرحلة الجديدة التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإداري والفني، بعد موسم شهد كثيرًا من التقلبات على المستويين المحلي والقاري.
وتعكس هذه الخطوة توجهًا جديدًا في نادي النصر نحو الاعتماد على كفاءات إدارية ذات مرونة أكبر في التعامل مع ملفات السوق واللاعبين، بما يتناسب مع الطموحات التي رفعتها الإدارة أمام الجماهير، خاصة في ظل الإنفاق الكبير على الصفقات والتجهيزات الفنية خلال المواسم الأخيرة.
وفي السياق ذاته، تتحدث بعض المصادر عن اقتراب الإدارة من حسم هوية المدير الرياضي الجديد، دون أن يتم الإعلان عن أسماء محددة، في وقت تتجه فيه التوقعات نحو شخصيات سبق لها العمل في المنطقة، أو تمتلك خبرة في إدارة الأندية الكبرى، مما يعكس رغبة حقيقية في الانتقال لمرحلة أكثر احترافية في اتخاذ القرار.
وتُعد وظيفة المدير الرياضي من أكثر المناصب تأثيرًا في هيكلة الفرق الكروية الحديثة، إذ يقع على عاتقه التخطيط للتعاقدات، وتحديد الاحتياجات الفنية، وبناء الاستراتيجية الكروية للفريق، مما يجعل اختيار البديل المناسب لهييرو أمرًا بالغ الأهمية، خاصة أن الموسم الجديد يقترب بسرعة ويحتاج إلى جهاز إداري مستقر.
ومن المتوقع أن تتضح الصورة بشكل كامل خلال أيام، إذ تسعى الإدارة إلى إنهاء هذا الملف قبل بدء معسكر الفريق الخارجي، حتى لا تتأثر الاستعدادات الفنية بأي ارتباك على مستوى التخطيط أو اتخاذ القرار داخل النادي، وسط تأكيدات على أن البديل سيكون على مستوى التطلعات الجماهيرية.
وكانت جماهير النصر قد عبّرت خلال الفترة الماضية عن رغبتها في رؤية تغييرات شاملة تطال بعض المناصب الإدارية والفنية، بعد أن غابت البطولات عن خزائن الفريق رغم وجود مجموعة من أبرز النجوم المحليين والعالميين، وهو ما زاد من حجم الضغوط على الإدارة لاتخاذ قرارات سريعة وجريئة.
وتؤكد هذه التحركات أن نادي النصر مقبل على مرحلة جديدة من التغيير، تشمل إعادة النظر في الكثير من التفاصيل التي تخص هيكل النادي، من أجل الوصول إلى منظومة أكثر اتزانًا وفعالية، قادرة على المنافسة وتحقيق الألقاب التي طال انتظارها من قبل جماهيره العريضة.
وإذا ما تم الإعلان رسميًا عن نهاية العلاقة مع فيرناندو هييرو، فإن هذا سيكون بمثابة إشارة إلى أن النصر ماضٍ في استراتيجيته نحو تطوير الإدارة الرياضية، وتجاوز المرحلة السابقة بكل ما حملته من نجاحات محدودة وإخفاقات مؤثرة، في مسيرة لم تكن سهلة على أحد أكثر الأندية السعودية طموحًا.