تحذير عاجل.. 1300 وفاة و37 مليون ريال خسائر "حرائق المملكة خارج السيطرة"

حرائق
كتب بواسطة: احمد باشا | نشر في  twitter

تتصاعد المخاوف بشكل جدي ومقلق من حرائق المباني ومواقع السكراب في المملكة العربية السعودية، مع دخول فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة بشكل كبير، وذلك في ظل تكرار حوادث الحريق الناجمة عن الإهمال أو الممارسات العشوائية وغير القانونية من قبل العمالة المخالفة، مما يرفع مستوى الخطر على الأرواح والممتلكات، ويستدعي استجابة وقائية مشددة وحاسمة من جميع الجهات المعنية.

وأوضح مستشار الصحة والسلامة المهنية وعضو جمعية الحماية من الحرائق، جاسم آل مغلق، أن أسباب هذه الحرائق متعددة ومتشعبة، وتشمل استخدام النار بشكل مباشر في مواقع السكراب لإزالة الطلاء أو لأغراض التنظيف، إضافة إلى غياب أنظمة السلامة الأساسية، ومخالفات العمالة التي تلجأ إلى حرق الكيابل لاستخلاص النحاس بطرق غير آمنة وغير قانونية، مما يزيد من احتمالية وقوع حوادث جسيمة.


إقرأ ايضاً:في مبادرة لتعزيز القيم الإسلامية الصحيحة.."السعودية" تنظم ملتقى دوليًا لتكريم خريجيها من البلقان ظاهرة سماوية نادرة تُدهش السعوديين.. فلكية جدة تكشف سر "البقعة الوردية" في السماء!

ولفت "آل مغلق" إلى وجود توصيلات كهربائية عشوائية ورديئة في مساكن وورش غير مرخصة، إلى جانب ورش لحام وقطع معدني تفتقر إلى حواجز الأمان اللازمة، وسوء تخزين الوقود والمواد القابلة للاشتعال في أماكن غير مناسبة، بالإضافة إلى التدخين أو الإهمال البشري بالقرب من المواد الخطرة، وكلها عوامل تزيد من خطر اندلاع الحرائق المدمرة، وتُهدد سلامة الجميع.

وكشفت إحصائيات رسمية صادرة عن جهات مختصة أن عام 2024 شهد تسجيل 730 حالة وفاة مؤسفة جراء الحرائق، وهو ما يمثل نحو 0,62% من إجمالي الوفيات على مستوى المملكة، مما يُعد رقماً كبيراً يستدعي وقفة جادة، وفي عام 2025، تم تسجيل 297 تحذيراً من الحرائق عبر الأقمار الصناعية التي تراقب الغطاء النباتي والمناطق البرية، مما يدل على حجم المشكلة.

كما سجلت التقارير الرسمية ارتفاعاً ملحوظاً في حوادث الحرائق في المنشآت السكنية والتجارية، بما في ذلك مستشفيات وأسواق معروفة، مما يؤكد أن الخطر لا يقتصر على المواقع الصناعية أو العشوائية، بل يمتد ليشمل الأماكن الحيوية التي يرتادها عدد كبير من الناس، وهذا يزيد من حجم القلق الشعبي، ويدعو لتشديد الرقابة.

وبين "آل مغلق" أن حرائق المباني السكنية تمثل نحو 69% من إجمالي حرائق المباني التي تقع في المملكة، مما يُشير إلى أن المنازل هي الأكثر عرضة لهذه الحوادث، فيما سجلت 825 حالة وفاة بسبب الحرائق عام 2020، أي ما يعادل 0,62% من إجمالي الوفيات في ذلك العام، مما يؤكد على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية فعالة داخل المنازل.

وبلغت مطالبات التأمين على الممتلكات الناتجة عن الحرائق 37,2 مليون ريال خلال الربع الثالث من عام 2023، مما يعكس الخسائر المادية الكبيرة التي تسببها هذه الحوادث، ويُبرز الأعباء الاقتصادية المترتبة عليها، ويُشجع على الاستثمار في أنظمة السلامة والوقاية.

وبحسب "آل مغلق"، تختلف أسباب الحرائق وتتنوع حسب موقع وقوعها، فالمباني تحت الإنشاء تشهد حرائق متكررة تُشكل خطراً كبيراً على العمال والممتلكات وحتى المجتمعات المجاورة، خصوصاً مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي، فضلاً عن غياب الالتزام الكامل بإجراءات السلامة اللازمة في هذه المواقع.

وحول أسباب اندلاع الحرائق في مواقع البناء، أوضح أن أعمال اللحام والقطع قد تنشر الشرر الذي يشتعل في مواد قابلة للاشتعال بسهولة، مثل الأخشاب والعوازل البلاستيكية، مما يحول الشرر البسيط إلى حريق مدمر، وهذا يتطلب حذراً شديداً في هذه المواقع، وتأمين المواد القابلة للاشتعال بشكل كامل، مع تدريب العمالة على كيفية التعامل معها.

كما تساهم التوصيلات الكهربائية المؤقتة الرديئة أو المكشوفة في حدوث ماس كهربائي خطير، وسوء تخزين المواد الخطرة كالوقود والدهانات دون رقابة كافية، بالإضافة إلى التدخين أو ترك الأجهزة الكهربائية دون مراقبة، كل هذه العوامل ترفع من مخاطر الحرائق بشكل كبير، وتُعرض حياة العمال والمشروع للخطر.

كما أن غياب أنظمة مكافحة الحريق المؤقتة حتى المراحل الأخيرة من البناء يعرض المشاريع لمخاطر طويلة الأمد، ويزيد من صعوبة السيطرة على الحرائق في حال اندلاعها، مما يؤدي إلى خسائر فادحة، وهذا يُشدد على ضرورة تطبيق إجراءات السلامة من بداية المشروع وحتى نهايته.

وأكد "آل مغلق" أن خطر الحرائق لا يقتصر على مواقع البناء فحسب، بل يمتد ليشمل المنازل التي تستخدم الأجهزة الكهربائية والغاز يومياً، مما يجعل كل منزل عرضة للخطر في حال عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية، وهذا يستدعي وعياً كبيراً من الأسر.

دافعاً الأسر إلى اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة تشمل توفير كواشف الدخان وطفايات الحريق وبطانيات الإطفاء في كل منزل، مع ضرورة معرفة جميع أفراد الأسرة كيفية استخدام هذه الأدوات ومواقع مفتاح إغلاق الغاز الرئيسي، لضمان سلامتهم في حالات الطوارئ، وهذا يُشكل خط الدفاع الأول.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook