بعد تأهله التاريخي إلى ربع النهائي.. الهلال يقترب من رقم مالي قياسي يفوق 70 مليون دولار

واصل "ممثل الوطن" نادي الهلال السعودي كتابة تاريخه المذهل في بطولة كأس العالم للأندية 2025، بعدما تمكن من إقصاء مانشستر سيتي الإنجليزي، أحد أقوى الفرق الأوروبية، في مباراة تاريخية ومثيرة أقيمت فجر الثلاثاء، ليبلغ بذلك دور ربع النهائي عن جدارة، ويصبح النادي العربي الأعلى دخلًا من البطولة حتى الآن.
الهلال خاض دور المجموعات بثباتٍ وتوازن، ونجح في تجاوز مطبات صعبة بتحقيق تعادلين وانتصار، وضعاه في المركز الثاني بمجموعته، ليقابل مانشستر سيتي في دور الـ16 في لقاء حاسم لا يقبل القسمة على اثنين، انتظرته جماهير الكرة العربية والعالمية بشغف وترقب.
إقرأ ايضاً:صفقة أوروبية تسقط في اللحظات الأخيرة..الأهلي حاول إغراء "فلاهوفيتش" بـ20 مليون سنويًا ولكنبرنامج "سكني" يعلن عن موعد صرف الدعم السكني ويوضح آلية الاستعلام للمستفيدين
وقدم الهلال عرضًا كرويًا مبهرًا أمام السيتي، ونجح في مجاراة أسلوبه السريع والمتنوع، بل وتفوق عليه في فترات كثيرة من اللقاء، في مباراة حبست الأنفاس حتى لحظاتها الأخيرة، قبل أن يحسمها الفريق السعودي لصالحه بنتيجة 4-3 بعد اللجوء للأشواط الإضافية.
وجاءت أهداف الهلال عن طريق تحركات جماعية وتمريرات دقيقة، توّجها ماركوس ليوناردو بثنائية رائعة، إضافة إلى هدفي مالكوم وكوليبالي، بينما جاءت أهداف السيتي عبر برناردو وهالاند سيلفا وفيل فودين، لكنها لم تكن كافية لإنقاذ الفريق الإنجليزي من الخروج المبكر.
الهلال لم يكتفِ بتحقيق إنجاز فني كبير، بل رافقه نجاح اقتصادي ضخم، إذ ضمن النادي مكافأة مالية بلغت 34،2 مليون دولار بمجرد وصوله إلى ربع النهائي، كأعلى عائد لفريق عربي في البطولة حتى الآن، ما يعكس حجم الأداء والنتائج اللافتة التي حققها.
ولا يزال الطموح الهلالي مفتوحًا على مصراعيه، إذ تنتظره مواجهة نارية أمام فلومينينسي البرازيلي مساء الجمعة، وإذا تمكن من الفوز والتأهل إلى نصف النهائي، فإن المكافآت المالية سترتفع إلى ما يزيد عن 55 مليون دولار، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الأندية السعودية والعربية.
وفي حال نجح الزعيم في الوصول إلى المباراة النهائية، سيرتفع إجمالي مكافآته إلى نحو 76 مليون دولار، ليحلق بعيدًا عن بقية الأندية العربية، وليكرّس نفسه كأقوى وأغنى ممثل للكرة الآسيوية في المحافل العالمية.
وعلى الجهة المقابلة، ودّعت بقية الأندية العربية البطولة من دور المجموعات، حيث خرج الأهلي المصري والترجي التونسي والوداد المغربي والعين الإماراتي من المنافسات بعد أداء متفاوت، ولم تتجاوز مكافآت أي منها حاجز 12 مليون دولار، في فارق يعكس الفجوة بين نتائج الهلال ومنافسيه.
ويعود الفضل في هذا التقدم اللافت إلى الأداء الجماعي المنضبط الذي قاده المدرب إنزاغي، والذي نجح في إدارة المباراة أمام السيتي بذكاء تكتيكي كبير، عبر قراءة نقاط ضعف المنافس وتوجيه لاعبيه لاستغلال المساحات بفعالية.
وكان لخبرة اللاعبين المحترفين دور كبير في تعزيز قوة الفريق، حيث شكّل الرباعي الأجنبي إضافة نوعية للهلال، بينما أظهر اللاعبون المحليون حضورًا ذهنيًا عاليًا وقتالية لافتة، في أداء عكس روح الفريق الواحد والسعي المشترك نحو القمة.
المباراة نفسها كانت واحدة من أكثر اللقاءات إثارة في البطولة، حيث تبادل الفريقان السيطرة والفرص على مدار 120 دقيقة، وسط حضور جماهيري ضخم وهتافات لم تهدأ، لتتوج المواجهة بلقطة النهاية التي حملت معها انفجارًا من الفرح في صفوف أنصار الهلال.
وتفاعل الجمهور العربي بشكل واسع مع الفوز التاريخي، واشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بعبارات التهاني والإعجاب، حيث اعتُبر الانتصار إنجازًا لكل الأندية العربية، ودليلاً على قدرة الكرة الآسيوية على مقارعة الكبار عندما يتوافر لها التخطيط والدعم اللازم.
ويمثل هذا الفوز دفعة معنوية قوية للهلال في مشواره القادم، كما يعزز مكانته كنادٍ رائد في القارة الآسيوية، ويمنح الكرة السعودية بُعدًا عالميًا متجددًا، خاصة في ظل استضافة المملكة للبطولة ونجاحها في التنظيم.
وتُعد مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية هذا العام امتدادًا لسلسلة نجاحاته القارية والمحلية، حيث سبق له أن بلغ النهائي في نسخة 2022، ويأمل هذه المرة في تجاوز ذلك السقف وكتابة تاريخ جديد يُسجل بحروف من ذهب.
وفي ظل الدعم الكبير الذي يحظى به الفريق من الإدارة والجماهير والاتحاد المحلي، يتطلع الهلال إلى أن يكون أول نادٍ آسيوي يُتوَّج بلقب كأس العالم للأندية، في مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة بالنظر لما أظهره من عزيمة وصلابة.