كارثة كادت أن تحدث.. كيف نجح "الدفاع المدني" في منع امتداد حريق هائل إلى المباني المجاورة؟

الدفاع المدني
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter

باشرت فرق الدفاع المدني بمدينة الرياض، صباح اليوم، حادث حريق اندلع في محلين تجاريين بحي منفوحة، وسط استنفار ميداني مكثف وتعامل سريع مع ألسنة اللهب التي تصاعدت بشكل مفاجئ، الحادث الذي وقع في ساعات مبكرة من الصباح، تسبب في حالة من الذعر بين سكان الحي ورواد المحال المجاورة، ما استدعى إخلاء المنطقة المحيطة تفاديًا لوقوع أي خسائر بشرية.

مع وصول البلاغ، تحركت وحدات الدفاع المدني بكامل تجهيزاتها إلى الموقع، مدعومة بعدد من فرق الإطفاء والإنقاذ، حيث فرضت طوقًا أمنيًا حول مسرح الحريق لضمان سلامة المارة ومنع امتداد النيران إلى المباني المجاورة، وقد تم إغلاق الطرق المؤدية إلى الموقع من الجهات الأربع لتسهيل حركة الفرق الميدانية.


إقرأ ايضاً:تفاصيل إصابة سالم الدوسري ومدة غيابه عن الملاعب بعد مشاركته في كأس العالم للأنديةتحذير عاجل من التجارة السعودية: استدعاء أكثر من 88 ألف شاحن من هذا النوع لهذا السبب

ألسنة اللهب كانت تندفع من واجهة المحلين بسرعة، ما أعطى انطباعًا أوليًا بأن الحريق قد يكون ناتجًا عن تماس كهربائي أو وجود مواد قابلة للاشتعال داخل أحد المحلين، ووفقًا لشهود عيان، فقد تصاعد الدخان بكثافة، ما أدى إلى تدني مستوى الرؤية في الشارع المحيط وزيادة القلق بين المتجمهرين.

وبفضل جاهزية رجال الدفاع المدني وسرعة تفاعلهم مع الحادث، تمكّنوا من تطويق النيران والسيطرة عليها خلال فترة وجيزة، دون أن يمتد الحريق إلى المحال المجاورة أو يتسبب في إصابات بين السكان أو العاملين، وتم توجيه فرق متخصصة بعد الإخماد للقيام بعمليات التبريد ومنع أي اشتعال ثانوي.

رغم السيطرة السريعة على الحريق، فقد أسفر الحادث عن أضرار مادية جسيمة، حيث تضررت الواجهات الأمامية للمحلين، وتحطمت بعض محتوياتهما بالكامل بفعل النيران، كما تسببت الحرارة المرتفعة والدخان الكثيف في تضرر عدد من المركبات المتوقفة على مقربة من المحلين، بعضها احترق جزئيًا.

وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان أولي أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد الأسباب الدقيقة التي أدت إلى اندلاع الحريق، مشيرة إلى أن المعاينة المبدئية لم تكشف حتى الآن عن شبهة جنائية، فيما سيتم رفع تقارير تفصيلية لاحقًا بعد انتهاء الفحوصات الفنية.

وأشاد الدفاع المدني بتعاون المواطنين وأصحاب المحال المجاورة الذين التزموا بتعليمات السلامة والإخلاء الفوري، ما ساهم في تفادي وقوع خسائر بشرية في موقع يُعد من أكثر الأحياء التجارية كثافة وحركة في الرياض، وتم تقديم الدعم الفني والتوجيهي لهم لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.

وعلى إثر الحادث، بدأت الجهات المختصة في أمانة مدينة الرياض بحصر الأضرار وتقييم الوضع في المنطقة المتأثرة، تمهيدًا لإعادة تأهيل المواقع المتضررة ورفع الأنقاض وتنظيف الشوارع المتأثرة بالدخان وبقايا الحريق، كما تم التنسيق مع شركات التأمين لحصر الخسائر المتعلقة بالمركبات المتضررة والمحال المحترقة.

من جهتهم، عبر عدد من سكان حي منفوحة عن قلقهم من تكرار مثل هذه الحوادث، مطالبين بتكثيف حملات التفتيش والسلامة على المحال التجارية، خاصة تلك التي تحتوي على معدات كهربائية أو مواد سريعة الاشتعال، وأشار بعضهم إلى ضرورة فرض معايير صارمة تتعلق بوسائل الإطفاء الذاتية داخل المحلات التجارية.

ورغم أن الحادث لم يسفر عن ضحايا، إلا أنه أعاد إلى الواجهة أهمية الالتزام بأنظمة السلامة ومراجعة التمديدات الكهربائية بشكل دوري، خصوصًا في المحال التي تعمل لفترات طويلة أو تستخدم أجهزة تسخين وتبريد ذات قدرة عالية، وأكد مختصون في السلامة أن الحوادث المشابهة يمكن تفاديها بالوقاية لا بالمواجهة فقط.

وأعادت الحادثة إلى الأذهان سلسلة من الحرائق التي شهدتها مناطق متفرقة في الرياض خلال السنوات الماضية، ما يدفع الجهات المعنية لمراجعة خطط الاستجابة السريعة وتقييم مدى جهوزية البنية التحتية في المناطق التجارية، وقد طالبت بعض الجهات بضرورة تفعيل أنظمة الإنذار المبكر في الأسواق الشعبية.

ويُنتظر أن يصدر تقرير نهائي من الدفاع المدني يوضح ملابسات الحادث والأسباب الفعلية التي أدت إلى اشتعاله، إلى جانب التوصيات الفنية والإدارية اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الوقائع في المستقبل، خاصة في ظل حرارة الصيف المتزايدة واستخدام أنظمة التكييف بشكل مفرط.

ورغم فداحة الأضرار المادية، شكّلت سرعة التدخل واحترافية فرق الإطفاء نموذجًا يُحتذى به في إدارة الأزمات، إذ جرى تنفيذ الخطة الميدانية بدقة عالية، شملت إخلاء محيط الخطر وتوجيه السكان والحد من التداعيات في وقت قصير.

السلطات المحلية أكدت أنها ستستكمل التحقيقات بالتعاون مع الجهات المعنية، بما في ذلك فحص كاميرات المراقبة ومراجعة اشتراطات السلامة في المحلات التجارية المجاورة، وسط تعهدات بمحاسبة أي جهة يُثبت تقصيرها في إجراءات الوقاية أو الالتزام بالتعليمات النظامية.

وفيما عاد الهدوء إلى حي منفوحة بعد ساعات من القلق والاضطراب، تواصل الجهات المختصة أعمالها على الأرض، في حين تتابع الجهات الإعلامية والمجتمعية باهتمام مجريات التحقيق، وسط دعوات واسعة لتعزيز ثقافة السلامة والوقاية لدى أصحاب المحلات والسكان على حد سواء.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook