لصالح "التصميم النحيف".. لماذا تخطط سامسونج لإزالة هذه الأداة "الأيقونية" من هاتفها القادم؟

في تحوّل لافت في استراتيجية سامسونغ لتصميم هواتفها الرائدة، تتصاعد الشائعات حول نية الشركة الكورية الجنوبية الاستغناء عن قلم S Pen المدمج في طرازها المرتقب Galaxy S27 Ultra، وهو القرار الذي يُحتمل أن يمهّد لنهاية تدريجية لأحد أبرز رموز تجربة سامسونغ الممتدة منذ أكثر من عقد.
بدأت هذه التكهنات بعد أن أزالت سامسونغ مزايا البلوتوث من قلم S Pen في هاتف Galaxy S25 Ultra، ما أثار استياء قاعدة واسعة من المستخدمين الذين اعتادوا على خصائص القلم التفاعلية، وجاءت التقارير الجديدة لتضيف طبقة أخرى من الجدل، مشيرة إلى أن طراز 2027 قد يُطرح دون فتحة مدمجة للقلم نهائيًا.
إقرأ ايضاً:"قبل الزحمة على جسر الملك فهد.. خطوة ذكية توفر وقتك وتجنبك الانتظار!"وداعاً لسنوات التقاضي.. كيف حسمت مُصلحة سعودية خصومة بـ150 مليون ريال في أسابيع عبر "تراضي
هذه الخطوة، إن تم تأكيدها، تعني أن الهاتف الرائد من سامسونغ سيتخلى عن أحد عناصره المميزة التي ميزته عن المنافسين، وخاصةً بعد دمج سلسلة Note الشهيرة مع سلسلة S Ultra، حيث انتقل القلم ليصبح جزءًا من هوية هذه الفئة الجديدة.
تشير التسريبات إلى أن سامسونغ ستتبع نهجًا مشابهًا لما قامت به مع هواتف Z Fold، حيث يُدعم القلم تقنيًا، لكن يُباع بشكل منفصل دون فتحة مدمجة داخل الجهاز، ويمكن للمستخدمين الذين يرغبون في استخدامه اقتناء حافظة خارجية مخصصة لتخزينه، مما يجعل تجربة استخدامه أقل سلاسة وتكاملًا مما كانت عليه سابقًا.
في خلفية هذا التحول، يظهر توجه واضح لدى شركات الهواتف الذكية، بما فيها سامسونغ، نحو التصميمات النحيفة قدر الإمكان، فالسعي لتقديم أجهزة أخف وزنًا وأنحف سمكًا بات هو المعيار السائد، وغالبًا ما يأتي على حساب بعض الميزات التي تتطلب حيزًا ماديًا داخل الهيكل، مثل القلم أو حتى مقبس السماعات.
وقد تكون هذه التغييرات جزءًا من استراتيجية أوسع تتبناها سامسونغ، تركّز على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات بدلًا من العتاد الميكانيكي، لا سيما بعد إعلان الشركة عن توفير مزايا الذكاء الاصطناعي في هواتفها الجديدة بشكل مجاني، ما يعكس تحولًا في الأولويات التقنية لديها.
في الوقت ذاته، لم تؤكد سامسونغ رسميًا أي من هذه الشائعات، لكن إشارات السوق ومؤشرات التصميم الحديثة تشير إلى صحة هذا الاتجاه، ومع ظهور تسريبات عن أن Galaxy Z Fold 7 القادم قد يفتقر لمحور رقمي لقلم S Pen، يبدو أن هذا التوجه ليس مؤقتًا بل جزء من إعادة صياغة فلسفة التصميم داخل الشركة.
ويُفهم من ذلك أن سامسونغ قد تراهن على تقليل الاعتماد على القلم التقليدي، مستبدلةً إياه بواجهات أكثر تفاعلية وتكاملًا مع أنظمة الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على الإيماءات والأوامر الصوتية وربما مستقبلًا على التحكم عبر العيون أو الإشارات.
لكن السؤال الأهم: هل يتقبل مستخدمو سامسونغ هذا التغيير؟ فالقلم لم يكن مجرد أداة كتابة، بل أداة إنتاجية وإبداع استخدمها المحترفون والفنانون والطلاب، وارتبطت به فئة من المستخدمين ترى فيه ميزة لا يمكن الاستغناء عنها.
إذا استمر تراجع الاهتمام الرسمي بالقلم، فقد نشهد مرحلة تُطرح فيها الهواتف الرائدة دون أي دعم فعلي له، سواء مدمج أو منفصل، وبذلك، تكون سامسونغ قد طوت صفحة طويلة من الابتكار التفاعلي، لتحل محلها لغة جديدة من التفاعل، تعتمد على الذكاء الاصطناعي أكثر من اليد.
ومع أن من المبكر الجزم بنهاية S Pen، إلا أن المؤشرات الراهنة ترسم مستقبلًا ضبابيًا له، حيث أصبح ضيفًا لا دائمًا في تشكيلة سامسونغ، بل ميزة إضافية تعتمد على رغبة المستخدم واهتمامه، وليس جزءًا من التجربة الأساسية.
سيظل عام 2027 مفصليًا في مسيرة سامسونغ، فهاتف Galaxy S27 Ultra، المنتظر أن يحمل تقنيات ثورية، سيكون أيضًا على المحك: هل سيحافظ على إرث القلم، أم يُعلن القطيعة مع واحد من أبرز أدوات التفاعل في تاريخ الهواتف الذكية.