في سباق مع الوقت.. كيف نجحت فرق الإنقاذ في العثور على 3 أشخاص وإنقاذهم قبل فوات الأوان؟

كيف أنقذ حرس الحدود ثلاثة أشخاص من مصير مجهول؟
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

نفذت فرق البحث والإنقاذ التابعة لحرس الحدود في محافظة رابغ بمنطقة مكة المكرمة، عملية إنقاذ ناجحة لثلاثة أشخاص كانوا على متن واسطة بحرية تعطلت في عرض البحر، وشملت الحادثة مواطنًا ومقيمَين من الجنسية البنغلاديشية، حيث تمكنت الفرق المختصة من الوصول إليهم في الوقت المناسب وتقديم الدعم اللازم لهم حتى تم تأمين عودتهم بسلام.

ووفقًا للمعلومات الصادرة عن المديرية العامة لحرس الحدود، فقد ورد بلاغ عاجل عن تعطل واسطة بحرية خلال وجودها في البحر المفتوح، وعلى الفور تم تفعيل إجراءات الطوارئ، وانطلقت فرق الإنقاذ إلى الموقع المحدد لتقديم المساعدة الفورية، استنادًا إلى إحداثيات دقيقة تم تحديدها بالتعاون مع فرق المراقبة الساحلية.


إقرأ ايضاً:إصابة "ميتروفيتش".. هل ستكون عائق للمشاركة في المباراة القادمة للهلال بكأس العالم للأندية؟!"الأرصاد" تحذر من حالة طقس غير مستقرة وانطلاق صافرات الإنذار على بعض المناطق بالمملكة

وتمكنت الفرق من الوصول إلى الموقع في وقت وجيز، رغم بعض التحديات الميدانية التي فرضتها طبيعة المكان والظروف الجوية، وقد أظهرت الفرق قدرًا عاليًا من الجاهزية وسرعة الاستجابة، الأمر الذي مكّن من إنقاذ الأرواح دون أي إصابات أو مضاعفات تُذكر.

وأوضحت المديرية أن الأشخاص الثلاثة كانوا في حالة مستقرة ولم يُبلغ عن تعرضهم لأي أذى جسدي، وقد تم تقديم العناية الميدانية اللازمة لهم، إضافة إلى فحص الوسيلة البحرية والتأكد من أسباب التعطل، بهدف اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة مستقبلاً.

وتأتي هذه الحادثة لتُبرز مرة أخرى أهمية الجهود التي تبذلها قوات حرس الحدود في الحفاظ على سلامة مرتادي البحر، وتقديم الدعم الفوري في الحالات الطارئة، ضمن منظومة عمل متكاملة تعتمد على التقنيات الحديثة والخبرات الميدانية العالية.

وأعادت الحادثة إلى الواجهة أهمية الالتزام بتعليمات السلامة البحرية التي تصدرها الجهات المختصة بشكل دوري، لا سيما في ظل تزايد الإقبال على الأنشطة البحرية خلال المواسم السياحية وأوقات العطل الرسمية، وهو ما يتطلب استعدادًا كاملًا من قبل الأفراد والجهات المعنية على حد سواء.

ودعت المديرية العامة لحرس الحدود جميع مرتادي البحر إلى التأكد من جاهزية الوسائط البحرية قبل الإبحار، مع ضرورة فحص المحركات والأجهزة الملاحية ووسائل الاتصال والطوارئ، لتفادي مثل هذه الحوادث التي قد تشكل خطرًا على الأرواح والممتلكات.

كما شددت المديرية على ضرورة الالتزام بالإرشادات والتعليمات البحرية، التي تساهم بشكل مباشر في تقليل احتمالات الخطر أثناء الرحلات، وتساعد في تحديد مواقع الخطر بسرعة في حال وقوع طارئ، ما يختصر الزمن ويقلل الأضرار.

ونبهت إلى أن الرقم (911) مخصص لتلقي البلاغات في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية، فيما يُمكن استخدام الرقم (994) للإبلاغ عن الحوادث في بقية مناطق المملكة، مؤكدة أن التواصل السريع مع الجهات المختصة يمثل خط الدفاع الأول في عمليات الإنقاذ.

ويُذكر أن حرس الحدود يمتلك منظومة متطورة من فرق البحث والإنقاذ الموزعة على مختلف السواحل السعودية، وقد شهدت هذه الفرق خلال السنوات الأخيرة تطويرًا في المعدات والآليات والتقنيات المستخدمة، إضافة إلى تدريب الكوادر البشرية على التعامل مع مختلف سيناريوهات الطوارئ.

وتسعى المملكة من خلال هذه المنظومة إلى رفع مستوى السلامة البحرية، وتعزيز الثقافة الوقائية لدى مرتادي البحر، سواء من المواطنين أو المقيمين أو السياح، في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى حماية الأرواح والحفاظ على البيئة البحرية.

ويرى متخصصون في السلامة البحرية أن التزام مرتادي البحر بالفحص الدوري للوسائط والتجهيزات الضرورية يُعد من العوامل الحاسمة في تقليل الحوادث، إذ تُشير الإحصائيات إلى أن معظم حالات التعطل تنتج عن إهمال في الصيانة أو تجاوز للتعليمات التشغيلية.

كما يُشكل الوعي بأهمية استخدام أنظمة تحديد المواقع وأجهزة الاتصال عاملًا مهمًا في تقليل زمن الاستجابة، إذ يُمكن للفرق المختصة الوصول بسرعة أكبر في حال توفر معلومات دقيقة عن موقع الحادث.

ويُعد هذا الإنقاذ مثالًا حيًا على فعالية التنسيق بين المراقبة الساحلية وفرق الميدان، إذ تم تحديد موقع الواسطة بدقة عالية رغم اتساع رقعة البحر وتعقيد ظروف الملاحة في بعض المناطق، ما ساعد في نجاح المهمة دون أي خسائر.

ومن المتوقع أن تستمر الجهات المعنية في تنفيذ حملات توعوية في مختلف المناطق الساحلية، لتعزيز ثقافة السلامة بين مستخدمي البحر، خاصة مع ارتفاع أعداد مستخدمي الوسائط الترفيهية الخاصة مثل القوارب والدراجات المائية.

ويسلط هذا الحادث الضوء على ضرورة تفعيل أدوات الوقاية والتخطيط المسبق لأي رحلة بحرية، إلى جانب ضرورة الالتزام بالنطاقات المسموح بها وعدم تجاوز حدود السلامة المحددة من قبل السلطات المختصة.

كما أن هذه الحوادث رغم ندرتها، تُؤكد الحاجة إلى الاستعداد الكامل من قبل الأفراد، وتُبرز الدور المحوري لحرس الحدود كجهة رئيسية في حماية الأرواح على السواحل السعودية، سواء من خلال المراقبة أو التدخل السريع أو التوعية.

وتبقى سلامة الأرواح هي الأولوية القصوى التي تسعى الجهات كافة إلى تحقيقها، عبر التنسيق المشترك والتطبيق الصارم للأنظمة، ما يُسهم في استقرار النشاط البحري واستدامته بشكل آمن وفاعل.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook