تنبيه عاجل من المرور السعودي .. قرار جديد يشدد الرقابة على جلوس الأطفال بالمركبات

أكدت الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية أنه لا يُسمح بإركاب الأطفال دون سن العاشرة في المقعد الأمامي للمركبة، في إجراء يهدف إلى تعزيز اشتراطات السلامة وتقليل الإصابات الخطيرة في حال وقوع الحوادث، ضمن جهود مستمرة لرفع مستوى الوعي المروري لدى قائدي المركبات ومستخدمي الطرق.
وأوضحت الإدارة أن جلوس الأطفال في المقاعد الأمامية يعرضهم لمخاطر مضاعفة في حالة الاصطدام، نتيجة لعدم ملاءمة تجهيزات السلامة الأمامية لأحجامهم وأوزانهم، مما يستدعي التزامًا دقيقًا من أولياء الأمور والسائقين بتطبيق هذا التوجيه لحماية الأرواح، وخاصة الفئات الأكثر عرضة للإصابات.
إقرأ ايضاً:أزمة جديدة تضرب الهلال في وقت حاسم.. إنزاغي يكشف الحل الوحيد لهذه الأزمةغرامة قد تصل إلى "مليون ريال".. "السياحة" تطلق تحذيراً شديد اللهجة لأصحاب هذه المنشآت
وبيّنت الإدارة العامة للمرور أن هذا التوجيه لا يُطبّق فقط ضمن إطار العقوبات النظامية، بل هو جزء من رؤية متكاملة لتعزيز الثقافة المرورية المسؤولة، التي ترتكز على الوعي والتعاون بين جميع مستخدمي الطرق، مشيرة إلى أن الهدف الأسمى هو حماية الأرواح لا مجرد تطبيق المخالفات.
وأشارت الإدارة إلى أن جلوس الأطفال في المقاعد الخلفية المزوّدة بمقاعد أمان مخصصة يسهم بشكل فعال في تقليل نسبة الإصابات والوفيات عند وقوع الحوادث، حيث تعمل هذه المقاعد على تثبيت الطفل بطريقة تمنع تحركه المفاجئ أو اندفاعه للأمام عند التوقف المفاجئ أو الاصطدام.
كما شددت على ضرورة أن يستخدم جميع الركاب، بمن فيهم الأطفال الأكبر سنًا، أحزمة الأمان بشكل صحيح، موضحة أن ربط الحزام لا يُعد ترفًا بل هو إجراء وقائي أساسي يساهم في حماية الركاب وتقليل آثار الحوادث بشكل ملموس، وهو من الشروط التي يتم رصدها آليًا في كثير من المناطق.
وأكدت الإدارة أن الاستثناء الوحيد للسماح للطفل بالجلوس في المقعد الأمامي يكون فقط عند عدم توفر مقعد خلفي في المركبة، كما في بعض المركبات الصغيرة أو أحادية المقاعد، وفي هذه الحالات يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة وربط الطفل جيدًا بحزام الأمان.
ويأتي هذا القرار في إطار حملة توعوية أطلقتها الإدارة تحت مظلة "السلامة أولًا"، وتهدف من خلالها إلى تثقيف المجتمع حول المخاطر الخفية التي قد لا يدركها بعض السائقين عند اصطحاب أطفالهم معهم، خصوصًا في الرحلات القصيرة أو الاعتيادية التي قد تشهد تهاونًا في قواعد الأمان.
وأوضحت الإدارة أن غالبية إصابات الأطفال في الحوادث تكون نتيجة الإهمال في تطبيق إجراءات الحماية المناسبة، مثل جلوس الطفل في المقعد الأمامي أو عدم ربط الحزام أو استخدام مقاعد غير مخصصة لأعمارهم، وهو ما دفع المرور لتكثيف جهوده التوعوية والتشديد في التطبيق الميداني.
وبحسب مختصين في مجال السلامة المرورية، فإن الطفل دون العاشرة لا يملك القدرة الجسمانية التي تؤهله لتحمّل صدمة الحوادث الأمامية، كما أن فتح الوسائد الهوائية المخصصة للبالغين قد يتسبب له في إصابات خطيرة بدلًا من أن تحميه، مما يجعل المقاعد الخلفية الخيار الأكثر أمانًا.
وتعمل الإدارة العامة للمرور على دمج رسائل السلامة في مختلف الوسائط الإعلامية والمنصات الرقمية، إلى جانب حملات ميدانية تشارك فيها مدارس ومراكز تدريب القيادة، لتوسيع دائرة التثقيف ونقل المفاهيم السليمة إلى كافة شرائح المجتمع، خصوصًا أولياء الأمور ومقدمي الرعاية.
وقد دعت الإدارة قائدي المركبات إلى تحمل المسؤولية الكاملة تجاه سلامة الأطفال، وعدم التهاون في تطبيق إجراءات الحماية، مشيرة إلى أن الطفل لا يستطيع حماية نفسه، والمسؤولية تقع أولًا وأخيرًا على البالغ الذي يرافقه ويقود المركبة.
كما أكدت أن الجهود الميدانية تشمل أيضًا رصد المخالفات المتعلقة بعدم التزام المقاعد المخصصة للأطفال، إلى جانب رصد مخالفات عدم ربط الحزام، وأن الغرض من هذه الرقابة ليس تغريم المخالف، بل ردعه عن سلوك قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وتتماشى هذه الإجراءات مع التزامات المملكة بالانضمام إلى الاتفاقات الدولية المتعلقة بالسلامة المرورية، وحرصها على تقليص نسب الوفيات والإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية، ضمن مستهدفات وطنية تسعى لتوفير بيئة مرورية آمنة ومستدامة لجميع المواطنين والمقيمين.
ويرى مراقبون أن التشديد على منع الأطفال من الجلوس في المقاعد الأمامية يُعد خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تعزيز السلامة، إلا أن نجاحها يتطلب تعاونًا واسعًا من المجتمع، خاصة في ظل بعض الممارسات الشائعة التي تقلل من أهمية إجراءات الوقاية داخل المركبة.
وتؤكد الإدارة العامة للمرور أن الحماية الفعلية تبدأ من الالتزام الطوعي وليس من تطبيق العقوبات، موضحة أن سلامة الطفل يجب أن تكون أولوية لا نقاش فيها، بغض النظر عن مدة الرحلة أو وجهتها، لأن الحوادث لا تفرق بين مسافة قصيرة وطويلة.
وتواصل الإدارة دعوتها لكافة قائدي المركبات بضرورة فحص المقاعد المخصصة للأطفال والتأكد من مطابقتها للمواصفات، والتأكد من تثبيتها بشكل صحيح، لضمان أن تؤدي دورها في الحماية، لا أن تتحول إلى عنصر خطر في حال كانت مركبة بطريقة خاطئة.
وفي ظل هذه التعليمات الجديدة، يأمل المختصون أن تسهم في إحداث تحول نوعي في ثقافة استخدام المركبات في المجتمع، وتحقيق مزيد من الحماية للفئات الأكثر هشاشة، وتحديدًا الأطفال، الذين يتطلب وجودهم داخل السيارة مسؤولية مضاعفة من الجميع.