خطوة طبية جديدة تقرب المسافات بين التشخيص والعلاج..مستشفى ينبع يكشف عن سلاحه الجديد
في إطار جهوده المتواصلة للارتقاء بمستوى الرعاية الصحية، أعلن مستشفى ينبع العام، التابع لتجمع المدينة المنورة الصحي، عن تفعيل خدمة اختبار استجابة جذع الدماغ للسمع (ABR)، والتي تُعد واحدة من أدق الوسائل التشخيصية في الكشف المبكر عن حالات ضعف السمع، خصوصًا لدى فئة حديثي الولادة، الذين يصعب تقييم سمعهم بالطرق التقليدية.
ويُعتبر جهاز ABR أداة متقدمة تُستخدم لتسجيل استجابات الجهاز العصبي السمعي عندما يتعرض لمحفزات صوتية محددة، حيث يُتيح هذا الفحص تقييمًا موضوعيًا لوظيفة العصب السمعي والمسارات الدماغية المرتبطة به، دون الحاجة لتفاعل مباشر من الطفل أو الرضيع أثناء الفحص، مما يجعله وسيلة مثالية لفحص الفئات العمرية الصغيرة.
إقرأ ايضاً:"لا خطر على المملكة": "وقاء" يُطمئن بعدم تحرك الجراد نحو السعوديةالهلال يفاجئ ألونسو وريال مدريد.. والمدرب يطلق تصريحات "غير مسبوقة"!
وأوضح تجمع المدينة الصحي أن هذه الخطوة تأتي ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية للصحة، والتي تسعى إلى تعزيز مبادرات الوقاية والتدخل المبكر، والحد من الإعاقات التي يمكن الوقاية منها، حيث يُسهم هذا النوع من الفحوص في رصد المشكلات السمعية التي قد لا تظهر إلا لاحقًا وتؤثر على تطور اللغة والنطق لدى الأطفال.
ويعد اختبار ABR حجر الزاوية في برامج فحص السمع المبكر، خاصة في وحدات حديثي الولادة، حيث يمكن بواسطته الكشف عن أي قصور سمعي في وقت مبكر جدًا، مما يتيح التدخل العلاجي أو التأهيلي في الوقت المناسب، وبالتالي تجنيب الطفل مشكلات إدراكية أو تعليمية مستقبلية.
ويُستخدم هذا الفحص أيضًا لدى البالغين في بعض الحالات الخاصة، مثل المرضى الذين يعانون من حالات عصبية معقدة أو غير قادرين على التفاعل مع الاختبارات السمعية التقليدية، حيث يُعد الأداة الأكثر موثوقية لتحديد مستوى السمع لدى هؤلاء المرضى، ومساعدتهم على تلقي العلاج المناسب لحالتهم.
وأشار التجمع إلى أن الخدمة متاحة حاليًا عبر تحويل رسمي من عيادات المخ والأعصاب في المستشفى، ويتم تفعيل الفحص بعد تقييم دقيق من الطبيب المختص، الذي يقرر الحاجة إليه وفقًا لمجموعة من المعايير الطبية المعتمدة، ما يضمن الاستفادة المثلى من هذا الفحص عالي التخصص.
ويُعد إدراج هذا النوع من الفحوص ضمن منظومة الخدمات الطبية المتاحة في مستشفى ينبع العام تطورًا ملموسًا في مستوى الخدمات التشخيصية المقدمة للمراجعين، ويعكس سعي التجمع الصحي لتطبيق أفضل الممارسات الطبية العالمية في مجال الرعاية الصحية الشاملة.
وتأتي هذه المبادرة ضمن باقة من المشاريع التطويرية التي تتبناها وزارة الصحة، والتي تهدف إلى تحسين تجربة المريض، والانتقال من الرعاية العلاجية إلى الرعاية الوقائية المبكرة، بما يسهم في تقليل معدلات الإعاقة وتحسين جودة الحياة للفئات الأكثر عرضة للمخاطر الصحية.
وأكد التجمع أن تفعيل مثل هذه الفحوص المتقدمة يعزز من كفاءة الفريق الطبي، ويرفع من مستوى جاهزية المستشفى للتعامل مع الحالات المعقدة، كما يُسهم في بناء سجل طبي دقيق للأطفال منذ ولادتهم، يساعد على المتابعة المستمرة لحالتهم الصحية في المستقبل.
ويُراهن مسؤولو التجمع الصحي على أن تعميم هذه الخدمة لاحقًا على مستشفيات أخرى في المنطقة سيُحدث نقلة نوعية في التشخيص المبكر لأمراض السمع، ويُسهم في بناء بيئة صحية متكاملة ترتكز على الوقاية والتدخل المبكر بدلًا من الاكتفاء بالعلاج بعد حدوث المضاعفات.
ويُعد مستشفى ينبع العام من المرافق الصحية النشطة التي تعمل على تطوير بنيتها التحتية الطبية، وتوسيع نطاق الخدمات المتخصصة، حيث شهد المستشفى خلال الأعوام الماضية تحديثات متتالية في أقسام الطوارئ والأشعة والعناية المركزة، ضمن خطة شاملة لتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة.
وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبًا من قِبل أولياء الأمور والمجتمع المحلي، الذين عبّروا عن تقديرهم لجهود المستشفى في توفير خدمات تشخيصية متقدمة تسهم في طمأنة الأسر وضمان النمو السليم لأبنائهم، خاصة في ظل تزايد الوعي الصحي لدى المجتمع بأهمية الكشف المبكر.
وبهذا الإنجاز، يُضيف مستشفى ينبع العام إلى رصيده خدمة جديدة من شأنها أن ترتقي بمستوى الرعاية الصحية في المنطقة، وتدعم أهداف وزارة الصحة في بناء نموذج صحي متكامل، يستند إلى التقنية والمعرفة والتشخيص المبكر كأدوات أساسية لتعزيز صحة الأفراد والمجتمع.