هل ستظهر الإعلانات وسط محادثاتك؟.. "ميتا" تكشف عن الأماكن "السرية" التي ستظهر فيها إعلانات واتساب

بعد مرور أكثر من عقدٍ من الزمن على الصفقة الضخمة التي استحوذت فيها شركة "ميتا" على تطبيق واتساب مقابل 19 مليار دولار، قررت الشركة أخيراً فتح المجال أمام المعلنين لاستهداف مليارات المستخدمين عبر منصة المراسلة الأشهر عالمياً.
إقرأ ايضاً:أمن الوطن خط أحمر.. "الداخلية" تؤكد عزمها على ملاحقة المفسدين بعد تنفيذ القصاص في مهربينلا تؤجل للغد! باب التسجيل في أضخم تحدٍ للطاقة بالمملكة يغلق في 25 يونيو.. احجز مكانك الآن!
وبحسب إعلان رسمي صدر عن الشركة يوم الاثنين، بات بمقدور الشركات الآن تقديم إعلانات عبر ميزة "الحالة" داخل واتساب، والتي تُشجّع المستخدمين على التفاعل مباشرةً مع الشركات عبر المحادثات والرسائل، في نقلةٍ نوعية وغير مسبوقة في مسار التطبيق.
هذه الإعلانات الجديدة لن تظهر بشكل عشوائي، وإنما ستكون مقيّدة داخل علامة تبويب "التحديثات" فقط، لضمان الفصل بين محتوى الإعلانات والمحادثات الشخصية للمستخدمين، وهي خطوة تراهن ميتا على نجاحها لإقناع المستخدمين دون إزعاجهم.
ولا تقتصر خطة ميتا الجديدة على إعلانات الحالة فقط، بل تشمل كذلك توسيع مصادر دخلها من خلال ميزة "قنوات واتساب" التي أُطلقت في يونيو 2023، بحيث ستظهر إعلانات مدفوعة في نتائج البحث، مما يعزز من رؤية بعض القنوات بشكل أوضح للمستخدمين.
كما أعلنت الشركة أنها ستسمح للقائمين على إدارة القنوات بتحصيل رسوم اشتراك شهرية من المستخدمين الراغبين بالحصول على محتوى حصري، لتفتح بذلك بابًا جديدًا للإيرادات داخل التطبيق، الذي ظل لفترة طويلة يبتعد عن استراتيجيات الدخل المباشر.
وتسعى "ميتا" للاستفادة من قاعدة المستخدمين الضخمة التي يتمتع بها واتساب، حيث يضم التطبيق أكثر من 3 مليارات مستخدم شهرياً حول العالم، منهم أكثر من 100 مليون في الولايات المتحدة وحدها، مع توقعات باستمرار النمو سريعاً في السنوات المقبلة.
وتأتي هذه الخطوة منسجمةً تماماً مع رؤية مارك زوكربيرغ، مؤسس ومدير شركة ميتا التنفيذي، الذي سبق أن وصف واتساب بأنه "الفصل التالي" في قصة نمو الشركة، وذلك في تصريحٍ له لشبكة CNBC عام 2022.
وكانت ميتا قد مهدت الطريق سابقاً لإعلانات واتساب من خلال ربط التطبيق بمنصتي فيسبوك وإنستغرام، بحيث بات يمكن للشركات توجيه المستخدمين من إعلانات هذه المنصات إلى المحادثات المباشرة على واتساب، في استراتيجية أثبتت نجاحاً ملحوظاً في تعزيز التفاعل التجاري.
يأتي الإعلان الجديد في خضم معركة قانونية ساخنة تخوضها ميتا مع لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية بشأن قضايا مكافحة الاحتكار، والتي تتعلق بصفقة الاستحواذ الضخمة على واتساب وإنستغرام، وسط تساؤلات مستمرة حول الممارسات التنافسية للشركة.
ورغم النمو المتواصل في قاعدة المستخدمين والإقبال الهائل على التطبيق، بقي واتساب بعيداً عن عرض الإعلانات طوال السنوات الماضية، احترامًا لرغبة مؤسسيه جان كوم وبريان أكتون اللذين أبديا باستمرار رفضهما الشديد لتحويل التطبيق لمنصة تجارية.
وبسبب هذه الرؤية التي تمسّك بها مؤسسا واتساب، نشأت خلافات حادة بينهما وبين إدارة فيسبوك السابقة، ما أدى في النهاية إلى رحيلهما عن الشركة عام 2018، بعد معارضةٍ واضحة لأي محاولات إدخال الإعلانات على التطبيق.
ولا تزال أرقام الإيرادات التي يحققها واتساب سرًا تحتفظ به ميتا، لكن بعض المحللين قدروا أن إيرادات التطبيق تراوحت في السنوات الأخيرة بين نصف مليار ومليار دولار سنوياً، عبر فرض رسوم على الخدمات التجارية وتواصل الشركات مع العملاء.
واليوم، يبدو أن الشركة قررت أخيرًا التخلي عن الموقف الرافض للإعلانات، في ظل حاجتها الملحة لتعزيز مصادر إيراداتها، خاصةً مع المنافسة المتزايدة من تطبيقات أخرى منافسة، والتحديات المالية والتنظيمية التي تواجهها في الولايات المتحدة وأوروبا.
ويترقب المتابعون والمستخدمون حول العالم ردود الفعل على هذا القرار الجريء، بين من يتوقع نجاحاً كبيراً لإعلانات واتساب في جذب الشركات والمستخدمين، ومن يرى أنه قد يواجه مقاومة واسعة من المستخدمين القدامى الذين فضلوا التطبيق لخلوه من الإعلانات.
وختامًا، من المتوقع أن تشكل هذه الخطوة منعطفاً مهماً في مسار التطبيق، الذي لطالما حافظ على خصوصيته بعيداً عن الضجيج التجاري، فيما تراهن ميتا على أن المستخدمين سيقبلون سريعاً التأقلم مع الواقع الجديد الذي يفرضه الإعلان داخل أحد أكبر منصات التواصل العالمية.