بتوجيه ملكي.. رحلات داخلية وخطة برية لتأمين عودة الحجاج الإيرانيين

أنشأت وزارة الحج والعمرة غرفة عمليات خاصة لمتابعة أوضاع الحجاج الإيرانيين على مدار الساعة، وتلبية جميع احتياجاتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
هذا الإجراء يأتي إنفاذًا لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بناءً على ما عرضه ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، بشأن تسهيل جميع احتياجات الحجاج الإيرانيين وتوفير كافة الخدمات لهم.
إقرأ ايضاً:عبور آمن في أوقات قلقة.. رحلات المغادرة تسير بشكل منتظم رغم الصعوباتانهيار سوق الاسهم الكويتي وتراجع حاد رغم ارتفاع اسعار النفط عالمياً
تهدف هذه الخطوة الاستثنائية إلى ضمان رحلة حج ميسرة وآمنة، حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم وأهليهم سالمين، مما يُظهر حرص المملكة البالغ على تقديم أفضل مستويات الرعاية والضيافة لجميع ضيوف الرحمن، بغض النظر عن جنسياتهم أو خلفياتهم، ويُعزز من مبادئ الشمولية في خدمة الحرمين الشريفين.
أوضحت الوزارة أن فرق العمل التابعة لها أجرت مراجعة شاملة ودقيقة لمستوى الخدمات المقدمة للحجاج الإيرانيين في مساكنهم، ويُقدر عدد هؤلاء الحجاج بنحو 76 ألف حاج، وهذا الحجم الكبير يتطلب جهودًا مضاعفة لضمان أعلى معايير الجودة.
وتؤكد هذه المراجعات المستمرة على التزام الوزارة بضمان استمرارية تقديم الخدمة والرعاية بجودة عالية طوال فترة وجودهم في المملكة، بدءًا من لحظة وصولهم وحتى موعد مغادرتهم.
وتشمل هذه الخدمات الإقامة، النقل، الإعاشة، الرعاية الصحية، والمساعدة في أداء المناسك، بما يضمن لهم تجربة روحانية مريحة وخالية من أي معوقات، والهدف هو أن يشعر كل حاج إيراني بالراحة والأمان، وأن تُلَبى كافة احتياجاته الأساسية والضرورية، مما يُعزز من إيجابية تجربته في الأراضي المقدسة.
عملت وزارة الحج والعمرة بالتنسيق المباشر والوثيق مع مختلف الجهات المعنية في المملكة، على وضع خطة متكاملة ومفصلة لمغادرة الحجاج الإيرانيين.
هذه الخطة أُعدت وفق ما طلبه الجانب الإيراني المسؤول عن شؤون الحجاج، وهذا التنسيق المتبادل يضمن انسيابية الإجراءات وسلاسة الانتقال في جميع مراحل المغادرة، والهدف هو تجنب أي ازدحام أو تأخير غير ضروري، وتوفير تجربة عودة منظمة وفعالة.
تشمل الخطة مسارات متعددة لضمان كفاءة المغادرة، فالبداية ستكون بمغادرة الحجاج في رحلات داخلية عبر مطاري الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة.
ومن هناك، سيتم نقلهم جوًا إلى مطار عرعر المحلي، لتقليل المسافة البرية وتوفير الوقت والجهد، وبعد الوصول إلى مطار عرعر، سينتقل الحجاج إلى منفذ جديدة عرعر البري، لاستكمال رحلتهم برًا إلى إيران، وهذه اللوجستيات المعقدة تُظهر حجم الجهد المبذول لضمان سلامة وراحة الحجاج حتى آخر لحظة في المملكة.
بدأ التنفيذ الفعلي لهذه الخطة المعقدة يوم أمس الجمعة، مع استمرار فرق وزارة الحج والعمرة في تقديم الرعاية الكاملة والخدمة المباشرة للحجاج الإيرانيين حتى مغادرتهم أرض المملكة بسلام وأمان.
وهذا الدعم المستمر يؤكد على التزام المملكة الثابت تجاه جميع ضيوف الرحمن، ويجسد هذا الجهد ضمن إطار العناية الشاملة التي توليها المملكة العربية السعودية لجميع ضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم، مما يُعزز من مكانتها كراعية للحرمين الشريفين وخدمة الحجاج بكل تفاني وإخلاص.
إن حرص المملكة على تسهيل أداء المناسك وتأمين عودة الحجاج يعكس القيم الإسلامية الأصيلة في الضيافة والكرم، ويُرسخ دورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين.