موسم انتهى وآخر بدأ دون توقف.. فتح العمرة مباشرة بعد انتهاء موسم الحج

أكد الكاتب المتخصص في شؤون الحج والعمرة، أحمد حلبي، أن فتح باب العمرة مباشرة بعد انتهاء موسم الحج يمثل خطوة مدروسة، جاءت في توقيت مثالي يعكس قدرة المملكة على مواصلة تقديم خدماتها لضيوف الرحمن دون انقطاع.

وأوضح حلبي، خلال مداخلة تلفزيونية عبر قناة "الإخبارية"، أن هذه الخطوة أتاحت للمعتمرين القادمين من خارج المملكة فرصة أداء مناسك العمرة بكل يُسر، في دلالة واضحة على نجاح التنظيم الشامل الذي رافق موسم الحج.

وأضاف أن استمرار تدفق المعتمرين بعد انتهاء شعائر الحج يشير إلى أن عملية خدمة الحجاج والمعتمرين لم تعد مقتصرة على موسم معين، بل أصبحت منظومة مستمرة تعمل على مدار العام، في إطار رؤية استراتيجية شاملة.

وأشار إلى أن قرار فتح العمرة في هذا التوقيت بالذات لا يأتي من فراغ، بل يستند إلى بنية تنظيمية قوية وخبرات تراكمية مكّنت الجهات المعنية من إدارة أكبر الحشود بمرونة وكفاءة.

ويرى حلبي أن نجاح موسم الحج لهذا العام أزال الكثير من المخاوف لدى الراغبين في أداء العمرة، خاصة من القادمين من الخارج، بعدما لمسوا بأنفسهم حجم الانضباط والتنظيم الذي شهدته المشاعر المقدسة.

وسلط الضوء على أن أحد أبرز ملامح هذا النجاح هو اختفاء ظاهرة "الافتراش" بشكل كلي، وهي الظاهرة التي لطالما أثارت القلق في المواسم السابقة، وكانت تُعد تحديًا لوجستيًا كبيرًا.

واعتبر أن غياب هذه الظاهرة يعكس مستوى الوعي لدى الحجاج من جهة، والجهد التنظيمي الذي بذلته الجهات المعنية من جهة أخرى، ما عزز من جودة التجربة الدينية لدى الحجاج والمعتمرين.

وأكد أن الخدمات التي وُفّرت خلال موسم الحج، بدءًا من التفويج الذكي ووصولًا إلى تطبيقات الحجز والتنقل، باتت نموذجًا يُحتذى في كيفية إدارة الحشود الدينية في القرن الواحد والعشرين.

وأوضح أن فتح العمرة عقب الحج مباشرة يعكس كذلك مرونة النظام السعودي في استيعاب فترات الذروة وتخفيف الضغط، وهو أمر يُحسب لصناع القرار في القطاع الديني والخدمي.

وبيّن أن هذا النهج يُعبّر عن فلسفة المملكة في تعظيم خدمة ضيوف الرحمن، حيث لم تعد إدارة الحج أو العمرة مجرد تنظيم موسمي، بل منظومة وطنية دائمة التطوير وذات طابع استراتيجي طويل الأمد.

وأكد أن هذا الانفتاح المستمر على القادمين من الخارج لا يعزز فقط مكانة المملكة الدينية، بل يدعم أيضًا رؤية 2030 في جعل العمرة تجربة نوعية متاحة لأكبر عدد من المسلمين حول العالم.

وأشار إلى أن ثقة المعتمرين في أداء مناسكهم بسلاسة وأمان نابعة من مشاهد النجاح التي انتشرت خلال موسم الحج الأخير، والتي تركت انطباعًا عالميًا إيجابيًا حول قدرة السعودية على تقديم تجربة روحانية آمنة وعصرية.

واعتبر أن هذه المرحلة تمثل امتدادًا طبيعيًا لما حققه موسم الحج من إشادة دولية، وأنها تعزز حضور المملكة كمركز عالمي للخدمة الدينية، مزوّد بأحدث التقنيات وأفضل الكوادر البشرية.

واختتم بالإشارة إلى أن الاستعداد المبكر لمواسم العمرة والحج لم يعد مجرد اختيار، بل ضرورة تفرضها التوسعات المستمرة في أعداد الزوار، وهو ما أثبتت السعودية قدرتها عليه بشكل استثنائي هذا العام.

• بديل إدواردز في الهلال.. إدارة الزعيم تُفاجئ الجماهير!
• هزائم و7 تعادلات.. النصر يُنهي عقد بيولي بعد النتائج السلبية