قصة غير متوقعة داخل غرفة العمليات.. تدخل عاجل ينقذ حياة حاجة عراقية

في لحظة حاسمة، وبينما كان الوقت هو العامل الأشد حساسية، نجح الفريق الطبي بمدينة الملك سلمان بن عبدالعزيز الطبية في المدينة المنورة في إنقاذ حياة حاجة عراقية تعرضت لنزيف دماغي حاد، وسط ظروف طبية معقدة تستدعي تدخلاً عاجلاً ودقيقًا.
جاء هذا النجاح الطبي ثمرة لتفعيل بروتوكولات "نظام الرعاية العاجلة"، أحد أنظمة نموذج الرعاية الصحية المعتمد حديثًا في السعودية، والذي يهدف إلى تقديم تدخلات سريعة وحاسمة في اللحظات الحرجة.
إقرأ ايضاً:عاجل: سهم الأبحاث يرتفع بشكل حاد و سهم ام بي سي (mbc) ينهار في تداولعاجل: هبوط حاد يهز سوق الأسهم السعودي وسهم ارامكو يقفز صعوداً
وبحسب ما أعلنه تجمع المدينة المنورة الصحي، فقد بدأت القصة عندما وصلت الحاجة العراقية إلى المنشأة الطبية وهي تعاني من فقدان للوعي، حيث تم تفعيل إجراءات الطوارئ خلال وقت قياسي.
التقييم الإكلينيكي الدقيق والفحوصات الإشعاعية المتقدمة أظهرت وجود تمزق في الشرايين الدماغية، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المريضة ما لم يتم التدخل بشكل عاجل ومدروس.
الفريق الطبي لم يتأخر، وأجرى عملية تداخلية معقدة تُعرف بـ"الملفات الحلزونية" (Coiling)، وهي تقنية متقدمة تُستخدم في علاج تمدد وتمزق الشرايين الدماغية دون الحاجة إلى تدخل جراحي مفتوح.
ونُفذت العملية بدقة عالية من قِبل فريق متخصص في الأشعة التداخلية العصبية، حيث تم تأمين موضع النزيف ومنع حدوث أي مضاعفات قد تؤدي إلى تدهور الحالة أو فقدان الوظائف العصبية.
ما ميّز هذا التدخل ليس فقط نجاحه، بل السرعة والدقة في التنفيذ، وسط تنسيق محكم بين فرق الطوارئ والعناية المركزة والتصوير العصبي، وهو ما يعكس التكامل داخل النظام الصحي الجديد.
وبعد العملية، تم وضع الحاجة تحت الملاحظة الدقيقة، حيث أظهرت المؤشرات تحسنًا ملحوظًا في وعيها، لتستعيد كامل وعيها لاحقًا دون تسجيل أي عجز عصبي، وهي نتيجة نادرة في مثل هذه الحالات المعقدة.
الطاقم الطبي، الذي تكاملت فيه الخبرات من تخصصات عدة، تابع الحالة بدقة خلال الأيام التالية، ما سمح ببدء مرحلة إعادة التأهيل في وقت مبكر، استعدادًا لعودة المريضة إلى بلادها بصحة مستقرة.
هذه التجربة تعد مثالًا حيًا على جاهزية منظومة الرعاية الصحية السعودية في التعامل مع الحالات الطارئة المعقدة، خاصة ضمن موسم الحج، حيث تتوافد الحالات الحرجة من مختلف الدول.
وأكد تجمع المدينة المنورة الصحي أن هذه الحالة تُصنّف من بين أكثر الحالات العصبية دقة وخطورة، إلا أن جاهزية الأقسام الطبية المتخصصة ساعدت في التصدي لها بشكل فوري وناجح.
مدينة الملك سلمان الطبية أثبتت مرة أخرى قدرتها على تقديم الرعاية التخصصية المتقدمة، ليس فقط للمواطنين والمقيمين، بل أيضًا لضيوف الرحمن القادمين من الخارج لأداء الشعائر.
ويأتي هذا النجاح ضمن سلسلة من الجهود الوطنية الهادفة إلى رفع مستوى الرعاية الصحية، وتحقيق أعلى معايير الجودة والسلامة في الخدمات المقدمة داخل منظومة "تجمع المدينة المنورة الصحي".
الحاجة العراقية، التي واجهت خطرًا حقيقيًا على حياتها، باتت الآن في طريق التعافي الكامل، وسط دعم طبي متكامل وتجهيزات متقدمة تُدار بكوادر سعودية مدربة على أعلى المستويات.
هذه القصة ليست مجرد حالة إنقاذ، بل شهادة حية على فعالية التحوّل في القطاع الصحي بالمملكة، الذي بات قادرًا على التعامل مع أدق الحالات في زمن قياسي، بكفاءة تضاهي أفضل المراكز الطبية العالمية.