تحركات مبكرة للأخضر في سان دييغو.. تدريبات قاسية وتحديات غير مألوفة

وسط أجواء حماسية وترقب جماهيري كبير، دشن المنتخب السعودي لكرة القدم تدريباته الرسمية في مدينة سان دييغو الأمريكية، إيذانًا ببدء الاستعدادات المكثفة لخوض منافسات كأس الكونكاكاف الذهبية 2025، التي يشارك فيها الأخضر لأول مرة بشكل رسمي.
وكانت بعثة المنتخب قد حطّت رحالها في الولايات المتحدة قبل أيام، ضمن بعثة تضم نخبة من اللاعبين تحت إشراف الجهاز الفني الجديد الذي يسعى إلى تقديم مشاركة مشرفة في هذه البطولة القارية ذات الطابع التنافسي القوي.
إقرأ ايضاً:السعودية تطلق خدمة Himalaya Express لربط موانئها بـ12 وجهة عالميةميسي يقود إنتر ميامي في افتتاح مونديال الأندية بأميركا
المعسكر التدريبي في سان دييغو يمثل أول محطة ميدانية لبرنامج الإعداد، حيث يخوض اللاعبون تمارين صباحية ومسائية بهدف الوصول إلى الجاهزية البدنية والفنية المطلوبة قبل انطلاق الجولة الأولى.
ويفتتح المنتخب السعودي مشواره في البطولة يوم الأحد 15 يونيو 2025، بمواجهة منتخب هايتي على ملعب "سنابدراجون"، في لقاء يتوقع أن يحمل طابعًا خاصًا نظراً لأهمية حصد أول ثلاث نقاط في مشوار الأخضر بالمجموعة الرابعة.
تضم مجموعة الأخضر منتخبات الولايات المتحدة، الدولة المستضيفة، إضافة إلى منتخبي هايتي وترينداد وتوباجو، وهو ما يجعل التنافس على البطاقات المؤهلة للدور المقبل مفتوحًا على مصراعيه وسط مواجهات قوية وصعبة.
الجهاز الفني للمنتخب حرص منذ بداية المعسكر على التركيز على الجوانب التكتيكية وخيارات التشكيلة المثالية التي ستواجه هايتي، مع منح اللاعبين تدريبات خاصة تعتمد على الضغط العالي وسرعة الارتداد.
وتأتي المشاركة السعودية في هذه البطولة ضمن استراتيجية فنية تهدف إلى توسيع التجربة الدولية للاعبين، ومنحهم الاحتكاك مع مدارس كروية مختلفة في القارة الأمريكية، بعيدًا عن النمط الآسيوي الذي اعتادوا عليه.
ورغم حداثة التجربة، إلا أن الجهاز الإداري والفني يسعى لترك بصمة حقيقية في أول حضور سعودي في هذه البطولة، خصوصًا مع الاهتمام الرسمي والإعلامي الكبير المرافق للفريق في هذه الرحلة.
كما يركز المعسكر على تعزيز الانسجام بين عناصر التشكيلة، التي تضم مزيجًا من اللاعبين الشبان وأصحاب الخبرة، في محاولة للوصول إلى توليفة قادرة على مقارعة المنتخبات التي اعتادت اللعب في أجواء الكونكاكاف.
من جهة أخرى، أكدت مصادر مقربة من البعثة أن الروح المعنوية مرتفعة بين اللاعبين، حيث يسود شعور بالحماس والمسؤولية، وسط دعم معنوي كبير من الجماهير السعودية والجاليات العربية المقيمة في الولايات المتحدة.
وتعد بطولة الكأس الذهبية من أهم المسابقات في منطقة الكونكاكاف، وتحظى بمتابعة جماهيرية واسعة، لا سيما مع مشاركة منتخبات قوية كالمكسيك وكندا والولايات المتحدة، مما يضع المنتخب السعودي أمام اختبار حقيقي.
وتاريخيًا، تُعد هذه المشاركة أول فرصة للكرة السعودية لقياس مستوى المنتخب أمام منافسين من خارج القارة الآسيوية في إطار رسمي، ما يفتح المجال لتقييم شامل لقدرات الفريق وتحديد مسارات التطوير المستقبلية.
وتسعى إدارة المنتخب إلى تحويل هذه التجربة إلى منطلق لتوسيع آفاق اللعب الدولي، بما يخدم رؤية التطوير الرياضي في المملكة، التي تسعى إلى تعزيز حضورها على الساحة العالمية في مختلف المحافل.
الجماهير من جانبها تترقب ظهور المنتخب الأول في هذه المنافسات، وسط آمال بأن يقدم الأخضر أداءً يعكس قوة الكرة السعودية، ويُثبت جدارته بالمشاركة في بطولات كبرى خارج حدود القارة الآسيوية.