كيف تدخل الروضة الشريفة دون مخالفات؟ .. وزارة الحج والعمرة توضح
في إطار الجهود المتواصلة لتنظيم زيارات ضيوف الرحمن للمواقع المقدسة، دعت وزارة الحج والعمرة جميع الحجاج إلى الالتزام الصارم بالتعليمات المنظمة لزيارة الروضة الشريفة في المسجد النبوي الشريف، مؤكدة أن الزيارة تُعد من المحطات الروحانية المهمة التي يحرص عليها الحجاج، لكنها تتطلب الترتيب المسبق والالتزام التام بالإجراءات المحددة.
وشددت الوزارة، في بيان صادر اليوم، على أن الدخول إلى الروضة الشريفة والصلاة فيها متاح فقط من خلال تنظيم مسبق يتم بالتنسيق مع الجهات المعنية بالحج، وبإصدار تصريح رسمي عبر تطبيق نسك، والذي يُعد المنصة المعتمدة من قبل الوزارة لتنظيم كافة الخدمات والزيارات المقدسة خلال موسم الحج.
إقرأ ايضاً:خادم الحرمين يفاجئ الجميع .. قرار عاجل يخص الحجاج الإيرانييناستقرار أسعار الذهب في السعودية رغم ارتفاع الأوقية عالميًا.. وعيار 21 سجل اليوم 14/6/2025 هذا الرقم
وقالت الوزارة إن الزيارة تتم بعد التنسيق مع مكتب شؤون الحج أو مسؤول الحملة أو الشركة المقدمة للخدمة، مشيرة إلى أهمية الالتزام الكامل بالوقت والتاريخ المحددين في التصريح الصادر من التطبيق، وعدم محاولة الدخول خارج هذه المواعيد حفاظًا على سلامة الحجاج وسلاسة التنظيم.
وأضاف البيان أن الوزارة تحرص على تمكين ضيوف الرحمن من أداء صلاتهم في الروضة الشريفة في أجواء يسودها الخشوع والسكينة، وهو ما يتطلب من الجميع احترام الضوابط المحددة، ومنها عدم تجاوز المدة الزمنية المحددة داخل الروضة، وعدم إدخال الأمتعة الشخصية أو الحقائب خلال الزيارة.
وشددت الوزارة على أن الروضة الشريفة تمثل محطة روحية مميزة في رحلة الحاج، إذ يختم بها حجه بزيارة النبي ﷺ والسلام عليه وعلى صاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، مؤكدة أن هذه الزيارة ليست فقط مظهرًا تعبديًا، بل تُعد لحظة استحضار للتاريخ الإسلامي والارتباط العاطفي والروحي العميق بسيد الخلق وصحابته الكرام.
وتابع البيان: "نؤكد على أهمية التحلي بالسكينة والانضباط التام أثناء زيارة الروضة الشريفة، وذلك احترامًا لقدسية المكان، ولضمان راحة وسلامة جميع الزائرين"، داعية ضيوف الرحمن إلى التعاون مع الكوادر التنظيمية التي تعمل على تسهيل حركتهم وضمان انسيابية الدخول والخروج في الروضة.
وتأتي هذه التعليمات في ظل الأعداد الكبيرة للحجاج القادمين من مختلف بقاع الأرض، حيث تشهد المدينة المنورة هذه الأيام كثافة متزايدة بعد انتهاء مناسك الحج، إذ يتوجه الآلاف إلى المسجد النبوي لأداء الزيارة، والتي تُعد جزءًا لا يتجزأ من الرحلة الإيمانية للحاج.
وقد حرصت وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع رئاسة شؤون المسجد النبوي والجهات الأمنية والتنظيمية على وضع خطة متكاملة لضبط تدفق الزوار نحو الروضة الشريفة، خاصة وأنها منطقة محدودة المساحة، مما يتطلب تنظيمًا دقيقًا وتعاونًا فاعلًا من جميع الحجاج، حفاظًا على الأرواح وتحقيقًا لأعلى درجات الراحة والطمأنينة.
ويُذكر أن تطبيق نسك يُتيح للحجاج إمكانية إصدار التصاريح للزيارة بسهولة عبر خطوات بسيطة على الهاتف المحمول، حيث يُمكن اختيار الموعد المناسب، وتلقي إشعار بالقبول، والدخول للروضة في الوقت المحدد دون الحاجة للانتظار الطويل أو الازدحام، وهي خطوة نالت استحسانًا واسعًا في الأعوام الأخيرة لما وفرته من سلاسة وكفاءة.
وتعد الروضة الشريفة، الواقعة بين المنبر وحجرة النبي ﷺ، من أشرف بقاع الأرض، وقد ورد في الحديث الشريف قول النبي ﷺ: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة"، وهو ما يجعل هذه البقعة مقصدًا لكل مسلم يزور المدينة المنورة، فيسعى ليحظى بشرف الصلاة فيها والدعاء بين جنباتها.
وتعكس الروضة الشريفة البعد الروحي العميق المرتبط بمقام النبوة، إذ إن وجودها بجوار الحجرة النبوية الشريفة يضفي عليها قيمة معنوية وإيمانية كبرى، يجعل منها مقصدًا لا يُفوّت، وهو ما يدفع الجهات التنظيمية إلى إحكام إدارتها بعناية بالغة، للحفاظ على هدوئها وتسهيل أداء الزوار لشعائرهم بيسر.
وفي السنوات الأخيرة، كثفت وزارة الحج والعمرة جهودها في توظيف التقنية الحديثة لتنظيم الزيارات، وضمان تجربة روحانية متكاملة لضيوف الرحمن، بعيدًا عن الازدحام والعشوائية.
وقد ساهم تطبيق "نسك" في تحقيق نقلة نوعية في إدارة تصاريح العمرة والصلاة في المسجدين، إلى جانب تسهيل إجراءات الحجز والنقل والخدمات الميدانية.
كما تعمل الجهات المختصة على توفير لوحات إرشادية بلغات متعددة، وتجنيد فرق ميدانية من المرشدين والمتطوعين لتقديم التوجيه والمساعدة للحجاج، مع توفير ممرات خاصة لكبار السن وذوي الإعاقة، في سبيل تحقيق شمولية الخدمة وعدالتها لكافة الفئات.
وفي ختام بيانها، جددت وزارة الحج والعمرة دعوتها لضيوف الرحمن إلى التعاون مع جميع الإجراءات التنظيمية، والالتزام بالتعليمات الصادرة عبر القنوات الرسمية، والتواصل مع مسؤولي الحملات ومكاتب شؤون الحجاج في حال وجود استفسارات أو ملاحظات.
وأكدت أن نجاح موسم الحج لا يتحقق فقط عبر الجهود الحكومية، بل يعتمد أيضًا على وعي الحجاج وحرصهم على الالتزام بالتعليمات، خصوصًا في الزيارات ذات الأثر الروحي العميق مثل زيارة الروضة الشريفة.
وبذلك، تبقى الروضة الشريفة عنوانًا للسكينة والوقار، ومقصدًا روحيًا خالدًا يخلّد ذكرى اللقاء بالحبيب ﷺ، ويتطلب من كل زائر أن يترجم شوقه وانفعاله بالانضباط والسكينة، ليكتمل مشهد العبادة وتُتوّج رحلة الحج بالرضا والقبول.