اتفاق نادر يعيد الأمل لسوق التكنولوجيا العالمية
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الصين بشأن تصدير المعادن الأرضية النادرة، وذلك عقب محادثات ثنائية استمرت يومين في العاصمة البريطانية لندن، حيث أكد أن الاتفاق لا يزال بحاجة إلى مصادقة شخصية منه ومن نظيره الصيني شي جين بينغ، في خطوة قد تسهم في خفض التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم وتعزيز استقرار سلاسل التوريد العالمية.
وصرّح ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" بأن بلاده ستحصل بموجب الاتفاق على معادن نادرة ومواد مغناطيسية استراتيجية من الصين، بينما ستُفتح أبواب الجامعات الأميركية مجددًا أمام الطلاب الصينيين، في مؤشر على عودة جزئية للتعاون الأكاديمي بين البلدين بعد أشهر من القيود المتبادلة. وأشار أيضًا إلى أن الاتفاق يتضمن ترتيبات جمركية جديدة، حيث ستحصل الولايات المتحدة على رسوم بنسبة 55%، مقابل نسبة 10% فقط للصين.
إقرأ ايضاً:ماذا بعد قصف طهران.. المرشد الإيراني يهدد برد عنيف على إسرائيل حالة الطقس: 4 مناطق تسجل أعلى درجات حرارة اليوم ومرتفعات الجنوب تتأهب للأمطار
ويكتسب هذا التطور أهمية بالغة نظرًا إلى أن الصين تُعد المورد العالمي الرئيسي للمعادن الأرضية النادرة التي تدخل في صناعات التكنولوجيا والدفاع والطاقة النظيفة، وقد تسببت القيود الصينية السابقة في قلق دولي واسع بشأن أمن الإمدادات الحيوية لهذه الصناعات الحساسة، لا سيما في ظل السباق العالمي على التفوق التكنولوجي.
ويأتي هذا الاتفاق بعد جولات متوترة من الإجراءات الاقتصادية بين الطرفين، إذ شهد شهر أبريل الماضي إعلان ترامب عن حزمة رسوم جمركية إضافية استهدفت شركاء تجاريين عدة على رأسهم الصين، والتي ردّت بإجراءات مماثلة، ما أدى إلى تصعيد كبير رفع متوسط الرسوم الأميركية على الصين إلى 145%، فيما وصلت الرسوم الصينية على البضائع الأميركية إلى 125%، الأمر الذي هدد بتقويض أي فرصة لهدنة تجارية طويلة الأمد.
ورغم أن تفاصيل الاتفاق لم تُنشر كاملة بعد، فإن مؤشرات التفاهم بين الطرفين تُعد بارقة أمل للأسواق العالمية، خاصة بعد فشل محادثات جنيف في تحقيق اختراق حقيقي الشهر الماضي. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تمهد لاتفاق تجاري أوسع يخفف من حدة الحرب الاقتصادية التي استمرت لسنوات بين واشنطن وبكين، ويمنح قطاع التكنولوجيا العالمية متنفسًا جديدًا من الاضطرابات المستمرة.